لن ينسى تاريخ فن الاستعراض في مصر اسم مصمم الرقصات الراحل حسن عفيفي ـ الذي رحل عن عالمنا اليوم ـ كواحد من أعمدة فرقة “رضا”، أهم فرق الفنون الشعبية بمصر والعالم العربي، الفرقة التي استطاعت أن تخرج الفن الشعبي من الشكل النمطي إلى خشبة المسرح، كما أخرجته من عباءة المحلية ليجوب أركان العالم في طرقه نحو العالمية.
وجاءت فرقة رضا لترسخ قواعد فن جديد على مصر في تلك الحقبة من الزمن الجميل، التي تحول معها فن الرقص إلى عمل فني راقٍ.
بدأ عفيفي العمل مع فرقة رضا مع تأسيسها عام 1959، واختاره محمود رضا مؤسس الفرقة كونه من المتفوقين رياضيًا، وكان العرض الأول للفرقة في أغسطس من نفس العام على مسرح الأزبكية، وبلغ عدد أعضائها عند التأسيس 8 راقصين و8 راقصات و13 عازفاً، من بينهم عفيفي وزوجته الفنانة هناء الشوربجي.
عفيفي يتحدث عن حبه لـ«الشوربجي» وبدايته مع فرقة رضا
في أحد الأحاديث القديمة لعفيفي قال إنه تعرف على زوجته هناء الشوربجي في الفرقة، وكانت الهدية التي قدمتها له الفرقة، وأنجبا هشام وياسمين.
وأضاف أنه كان من الجيل الأول لفرقة رضا، التي ضمت أبطالا رياضيين، مشيرًا إلى أن الرياضة لعبت دورها مهما في الرقص الاستعراضي لإكسابهم اللياقة البدنية.
اقتحام عفيفي لتصميم الرقصات مع عمله بالفرقة
ربما لا يعرف الكثير عن حسن عفيفي أنه كان مصممًا للرقصات بجانب عمله كراقص مع رفقة رضا ، والمتداول أنه امتهن تصميم الرقصات بعد تركه لعمله كراقص، وأول الأعمال التي كتب عليها اسمه كمصمم رقصات هى مسرحية “طبيخ الملايكة ” بطولة ثلاثي أضواء المسرح عام 1967.
وتوالت أعماله كمصمم للرقصات بالعديد من المسرحيات الاخري ومنها “الجوكر” عام 1979 ، و “سوق الحلاوة” 1990، و”أخويا هايص وأنا لايص” 1992 ، و”باللو باللو” 1995.
وكان لعفيفي بصمة كبيرة أيضا في تصميم رقصات الأفلام السينمائية فقدم عشرات التصميمات لرقصات أفلام منها “عايشين للحب” ، و”بدور” و”صوت الحب ” ، “نغم في حياتي” و”لا وقت للدموع” و”الحياة نغم” و”أخواته البنات” وغيرها في فترة السبعينات فقط ، كما أنه صمم رقصات أخرى لأفلام الثمانينات والتسعينات أيضا.
عفيفي وبصمته فى عالم الفوازير
لا يوجد فوازير لرمضان منذ تأسيسها في نهاية الستينات وإلا واسم عفيفي مقترن بها، وعلى الرغم أيضا من ارتباط اسمه بفوازير نيللي وشريهان ثم سمير غانم؛ فعفيفي صمم أول فوازير له وحملت اسم “لغز الملكة شهر زاد” بطولة عبد المنعم مدبولي.
قرر فهمى عبد الحميد، مخرج الفوازير الأشهر والأهم في هذا المجال، أن يكون عفيفي هو الملازم الدائم له فكان السبب في تقديم نيللي ثم شريهان.
توالت الفوازير كل عام، وقدم عفيفي مئات الاستعراضات المعروفة لدي الجمهور، واخر الفوازير التي قام بتصميم استعراضاتها “الحلو مايكملش ” عام 1997 من إخراج أحمد صقر، كما صمم رقصات لحكايات “ألف ليلة وليلة” أعوام 2000 ، و2005.
التمثيل بمشوار عفيفي
بدأ عفيفي مشواره في مجال الفن، راقصا مع فرقة رضا، وهو ما جعله يدخل مجال التمثيل وشارك في عدد من الأفلام مثل “غرام في الكرنك”، و”أجازة نصف السنة”، و”فتاة الاستعراض” وهي الأفلام التي قدمت أعضاء فرقة رضا كممثلين لأشهر الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية.
وزارة الثقافة تنعيه بعد ان كرمته في مهرجان دمنهور للفلكور ابريل الماضي
نعت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات مصمم الاستعراضات الكبير الفنان حسن عفيفى الذى رحل عن عالمنا صباح اليوم الاحد 15 ديسمبر بعد صراع مع المرض عن عمر جاوز 77 عاما.
وقالت ان الموت غيب احد ملهمى الفنون الشعبية قبل تكريمه فى الاحتفالات بمناسبة مرور 60 عاما على تكوين فرقة رضا التى شارك فى تأسيسها وسطر معها تاريخاً مشرفاً.
واشارت إلى ان الراحل ساهم فى تطوير مفهوم الاستعراض وابتكر اعمالاً ستبقى خالدة فى الذاكرة والوجدان وكان ايقونة لامعة فى هذا المجال .
وكانت وزارة الثقافة ممثلة فى دار الاوبرا المصرية كرمته فى افتتاح الدورة السابعة من مهرجان دمنهور الدولي للفلكلور خلال ابريل الماضى.
و محمد صبحي ينعي صاحبه
كتب الفنان محمد صبحي اليوم على صفحته الرسمية بموقع “فيس بوك” ينعي صديقة حسن عفيفي.
وقال صبحي ” فقدت اليوم صديقي ورفيق رحلتي الفنية الفنان ومصمم الاستعراضات أيقونة فرقة رضا حسن عفيفي ، كنت إنسانًا رائعًا طيبًا معاونًا لكل من حولك، كنت بالنسبة لي أخي الحبيب، ومعاونا في معظم أعمالي الفنية ” .
وتابع صبحي: “رحلت اليوم وستظل في قلوب جمهورك بتاريخك الحافل المشرف.. وستظل في قلبي يا حبيبي حسنولا كما كنت أناديك.. عزائي لصديقة عمري زوجتك الفنانة هناء الشوربجي، وأحبائي أبناؤك هشام وياسمين وكل الأسرة.. ودعواتي لهم ولنا بالصبر والسلوان”. .