توقع المحللون فى وحدة «BNEF» لأبحاث الأسواق المالية التابعة لوكالة بلومبرج الأمريكية هبوط مبيعات السيارات الكهربائية عالميا بنسبة %18 خلال2020، وانخفاض مبيعات السيارات التى تعمل بمحرك احتراق الوقود التقليدى بأكثر من %23 بسبب القيود المفروضة لاحتواء وباء فيروس «كورونا »الذى انشر فى 200 دولة حول العالم.
وأوضح الباحثون فى التقرير السنوى للنظرة المستقبلية لصناعة السيارات الكهربائية الصادر عن وحدة BNEF أن إغلاق مصانع السيارات ، ومعارض البيع، ومراكز الخدمات ، وحظر حركة الناس للحد من انتشار العدوى من مرض «كوفيد 19» المميت أدى إلى تراجع وركود فى المبيعات، وضعف ثقة المستهلكين وانخفاض القوة الشرائية مع بقاء الناس فى بيوتهم.
وقال كولين ماكيرراتشير رئيس الفريق الذى أشرف على التقرير إن وباء فيروس «كورونا» أدى إلى انخفاض شديد فى إجمالى مبيعات السيارات العالمية خلال العام الجارى ، مع احتمال استمرار هبوط المبيعات لثلاث أعوام قادمة بسبب التأثيرات السلبية العميقة الناجمة عن وباء كورونا الذى تسبب فى أصابة ما يقرب من 5 ملايين حالة ، ووفاة أكثر من 322 ألف ضحية حتى الآن، معظمهم فى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتوقعت وكالة رويترزالتى نشرت التقرير تبلغ أن موديلات السيارات الكهربائية %31 من إجمالى المركبات التى تعمل بالوقود المتجدد والتقليدى بحلول عام 2040 ، و%5 من إجمالى سيارات الركوب فى ذلك العام ، مع تراجع السيارات التى تعمل بمحرك الاحتراق تدريجيا منذ المستوى لقياسى الذى بلغته فى عام 2017.
مكافحة الثلوث.. وخلق بيئة نظيقة
وأكد المحللون فى وحدة BNEF أن مبيعات السيارات الكهربائية ستصل إلى 1.7 مليون وحدة هذا العام ، لتضاف إلى السبعة ملايين مركبة كهربائية الموجودة حاليا فى طرق وشوارع مدن العالم برغم تداعيات فيروس كورونا الذى لا يعرف أحد متى سيختفى وتعود الحياة إلى طبيعتها ، كما كانت العام الماضى قبل ظهور هذا الوباء المميت.
وجاء فى التقرير أن اتجاه حكومات الدول الغربية نحو تسيير السيارات الكهربائية جاء بفضل التشريعات التى تكافح تلوث الهواء ، حيث تستهدف المحافطة على البيئة لتقلص الطلب على البترول بحوالى 17.6 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040 ، بالمقارنة مع مليون برميل يوميا حاليا ، بينما ترفع السيارات الكهربائية الطلب على الطاقة بنسبة %5.2 بعد حوالى 20 سنة.
ومن المتوقع أن يحتاج العالم ولاسيما الدول المتقدمة إلى 290 مليون محطة شحن بطاريات كهربائية بحلول عام 2040 ، منها 12 مليون مركز شحن فى الأماكن العامة، والباقى فى البيوت والمصانع والشركات والمراكز التجارية الخاصة وفقا لتقرير وحدة BNEF.
الركود يسيطر على سوق السيارات
ومن ناحية أخرى خفضت وكالة IHS ماركيت لأبحاث الأسواق المالية العالمية هذا الشهر توقعاتها لمبيعات السيارات على مستوى العالم إلى 78.8 مليون وحدة مع نهاية العام الجارى ، بالمقارنة مع 88.8 مليون وحدة فى توقعاتها فى يناير الماضى قبل تفاقم وباء كورونا وانتشاره فى الكثير من دول العالم .
وأكد كوليت كوشمان المحلل فى وكالة IHS ماركيت على تخفيض توقعاته السابقة لمبيعات السيارات والشاحنات فى السوق الأمريكية بحوالى 2.4 مليون وحدة ، وفى الصين بأكثر من 2.3 مليون وحدة ، وفى أوروبا بما يقرب من 1.9 مليون وحدة بسبب الهبوط غير المسبوق فى الطلب على سيارات الركوب بسبب فيروس كورونا طوال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام.
تراجع مبيعات السيارات الأوروبية
§كما هوت مبيعات السيارات فى أسواق الاتحاد الأوروبى، ولاسيما إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا التى احتلت المراكز الأولى فى أوروبا فى عدد الإصابات والوفيات من فيروس كورونا، حيث شهدت انخفاضات فى مبيعات السيارات بنسبة %97.6 و%97.3 و%96.5 على الترتيب ، بينما هبطت مبيعات السيارات %61.1 فى ألمانيا و%88.8 فى فرنسا.
حرب تكسير العظام بين الصين وأمريكا
وتواجه الصين باعتبارها أكبر سوق للسيارات فى العالم توقعات قاتمة بسبب الصعوبات التى تمر بها حيث تعانى للخروج من تباطؤ فى الطلب مستمر منذ فترة طويلة، وتفاقم مشاكلها بسبب حرب تكسير العظام من خلال حرب التجارة مع الولايات المتحدة ، ثم الأزمة الصحية العالمية الراهنة لدرجة أن اتحاد مصنعى السيارات فى الصين يرى إنه إذا احتوت حكومة بكين فيروس كورونا بفاعلية، فمبيعات السيارات لديها ستهبط %15 هذا العام لتنزل إلى حوالى 21 مليون وحدة من 25 مليون وحدة العام الماضى.
كما بلغت مبيعات السيارات فى الصين فى إبريل الماضى 2.07 مليون وحدة بارتفاع %4.4 عن نفس الشهر من العام الماضى ، مع انخفاض مبيعات المركبات التى تعمل بالكهرباء للشهر العاشر على التوالى لتهبط إلى 72 ألفا سيارة كهربائية.
تراجعت مبيعات السيارات بالصين %79 فى فبراير و%43 فى مارس الماضيين متأثرة بالفيروس، و%18 فى ينايرالماضى، قبل تفاقم انتشار العدوى من مرض كوفيد 19 ، وسط توقعات بهبوط صادرات الصين من السيارات بمقدار 200 ألف وحدة هذا العام من مليون وحدة فى 2019 بسبب انخفاض الطلب العالمى على السيارات مع بقاء الناس فى بيوتهم وإغلاق المصانع فى أنحاء العالم ، وتعطيل سلاسل إمدادات صناعة السيارات التى يعتمد عليها إنتاج الشركات الصيننية.