والتهمة: «نفخ واقى ذكرى»!!

11:45 ص, الأربعاء, 27 يناير 16

جريدة المال

المال - خاص

11:45 ص, الأربعاء, 27 يناير 16

فى مصر «المحروسة».. كل شيء ممنوع.. وكل شىء متاح.

ففى بلادنا لا يتحدد الممنوع أو المتاح بناء على طبيعة الفعل ذاته.. بل يتحدد على حسب شخصية القائم بهذا الفعل.. وشخصية من الذى وقع عليه الفعل..

ففى المحروسة تستطيع أن تسب من تشاء فتصفه بأنه من «نشتاء السبوبة»، وتلمح – بل وتصرح وتبجح أيضا – بأنه أفّاق وعميل للماسونية والصهيونية، بل وشاذ جنسيًا أيضا!! فلا ينهرك أحد عن هذا السلوك المتدنى فى الحوار، بل وقد توصف وقتها بأنك وطنى غيور على بلادك..

وفى المحروسة ذاتها قد يدفع «التهور» – أو سمّه إن أردت سوء التقدير – شابين (شادى حسين مراسل “أبلة فاهيتا”، والممثل الشاب أحمد مالك) إلى تصوير فيديو يتعاملان فيه مع «واقى ذكرى» باعتباره بالونًا، فيقومان بكتابة تهنئة عليه للشرطة فى عيدها وإهدائه لبعض الجنود فى الميدان! فتنقلب الدنيا عليهما، وتنطلق ضدهما الحملات الإعلامية التى لا تتوانى عن استخدام نفس التلميح الجنسى الذى يتهمون الشابين باستخدامه، فتشير إلى أن الشابين سيكونان بحاجة إلى “الواقى الذكري” عند التعامل معهما فى السجن!!

ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تسارع نقابة المهن التمثيلية – التى من المفترض أن دورها الأول هو الدفاع عن الفنانين – بتحويل مالك للتحقيق وإيقافه عن العمل، كما يتوالى تقديم سلسلة من البلاغات ضدهما للنيابة للمطالبة بمحاكمتهما وحبسهما!!

وبالرغم من كتابة مالك لاعتذار على صفحته، قال فيه صراحة إنه «يعتذر بشدة لكل شخص ساءه الفيديو وخاصة الشرطة»، و«أنها كانت لحظة مش محسوبة وفعلاً ندمان عليها وحاولت مسحها.. ولكن كنت فوجئت أنها انتشرت قبل ما أقدر أنقذ الموقف»..

بالرغم من هذا الاعتذار الصريح، استمرت السهام القاتلة توجه إلى الشابين، وكيف لا وهما قد وجها مقلبهما إلى الداخلية فى عيدها «25 يناير»!! والأهم من ذلك: وكيف لا وهما من شباب ثورة «25 يناير»!! وهكذا تحولت قضية هذين الشابين إلى ساحة للصراع الضمنى على هوية تاريخ «25 يناير»..

أخطأ الشابان!؟.. قد يكون.. ولكن هل كان سيعد خطؤهما جريمة تستحق كل هذا الغضب لو كانا قد أهديا «بالونهما» لمجموعة من المهندسين أو الأطباء! ألن يكون وقتها فعلهما مثارا للفكاهة والتندر، وربما بعض التحفظ ليس أكثر!!

أخطأ الشابان!؟.. ربما.. ولكن ألم تكن فعلتهما لتمر بهدوء أكثر لو لم يكونا من المنتمين لـ25 يناير.. الثورة!؟.
صديق حكيم سألنى: «أليس العقاب من جنس العمل!؟.. خلاص هاتوا الولدين وأعطوهما علبتين فياجرا.. ويا دار ما دخلك شر».

جريدة المال

المال - خاص

11:45 ص, الأربعاء, 27 يناير 16