نشرت وزارة الخارجية الأمريكية مستند حقائق عن العلاقات التي تجمعها مع مصر، معددة أبرز نقاط الشراكة والفرص، وفيما يلي استعراض لأهم ما ورد في المستند، حسب ما ذكرته شبكة “سى إن إن” الأمريكية.
شراكة قوية ومتنامية تاريخيا
بينما تحتفل الولايات المتحدة ومصر بأكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة، تقف الولايات المتحدة إلى جانب مصر وشعبها لتعزيز الأمن الإقليمي، وتشجيع المرونة الاقتصادية، وتقوية العلاقات بين الشعبين، ومعالجة أزمة المناخ، وتعزيز شراكة دفاعية حاسمة، ودعم المصريين في سعيهم لمستقبل مزدهر يحمي الحريات الأساسية للجميع.
تعزيز الأمن الإقليمي
تتعاون الولايات المتحدة ومصر بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما في ذلك من خلال دعم الوساطة التي تقدمها الأمم المتحدة للمساعدة على إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، واستعادة الانتقال السياسي في السودان بقيادة مدنية من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.
وتشترك الولايات المتحدة ومصر في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع تدابير متساوية للأمن، والازدهار، والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين.
وبناءً على السلام المؤثّر بين مصر وإسرائيل، تتشارك الولايات المتحدة ومصر من أجل تعزيز المزيد من التعاون الإقليمي بوسائط متعددة، بما فيها عملية منتدى النقب.
كما أن الولايات المتحدة منخرطة مع مصر والسودان وإثيوبيا، للتوصل إلى حل دبلوماسي سريع بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي يحمي مصالح الأطراف الثلاثة.
فرصة اقتصادية مزدهرة
الولايات المتحدة ومصر ملتزمتان معا في العمل لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين الأمريكي والمصري، بما في ذلك من خلال توسيع التجارة، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ. استثمرت الولايات المتحدة 600 مليون دولار لرقمنة قطاع الاتصالات في مصر، واستوردت مصر 5.9 مليار دولار من الولايات المتحدة لبناء وتوسيع وتحديث البنية التحتية المصرية لتلبية احتياجات السكان المتزايدين.
ومع استمرار ما تتعرض له من التداعيات العالمية للعدوان الروسي على أوكرانيا وما نتج عنه من انعدام الأمن الغذائي، تثني الولايات المتحدة على مصر لإبرامها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي في 16 ديسمبر 2022 الذ يُعد أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار في اقتصادها وتمكين الإصلاحات الحيوية. التزمت الولايات المتحدة ومصر بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة هدفها تعزيز التعاون في جميع القضايا الاقتصادية والتجارية.
تطوير العلاقات بين الشعبين
شارك أكثر من 20 ألف مصري في برامج التبادل الحكومية الأمريكية، ويسافر 450 مصريا إلى الولايات المتحدة سنويا في برامج التبادل المهني والأكاديمي التي تيسرها سفارة الولايات المتحدة في القاهرة. ويستفيد آلاف الطلبة والمعلمين في جميع أنحاء مصر من برامج اللغة الإنجليزية التي تديرها السفارة، بما في ذلك جامعة الأزهر والمؤسسات التابعة لها. إننا شركاء ملتزمون في الحفاظ على التراث الثقافي المصري وإعادته وحمايته، ولذلك جددت الولايات المتحدة ومصر في نوفمبر 2021 مذكرة تفاهم تعزز حماية التراث الثقافي المصري وتمكن التعاون الثنائي من تعطيل الاتجار بالقطع الأثرية والأشياء الثقافية.
تصدي لأزمة المناخ
ترحب الولايات المتحدة بقيادة مصر الحالية من خلال رئاستها لقمة المناخ COP27 في تسريع الطموح العالمي والعمل على معالجة أزمة المناخ. تدعم الولايات المتحدة ومصر التعهد العالمي بشأن الميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد المتعلق به، والذي انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز.
وتشارك الولايات المتحدة ومصر في قيادة الشراكة الجديدة بشأن التكيف في أفريقيا، والتي تركز على مبادرات ملموسة للمساعدة في بناء المرونة في مناخ متغير. تقدم الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز في التكيف والمرونة، والذي سيبني القدرة على التكيف في جميع أنحاء إفريقيا. وكانت أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا خلال قمة المناخ في شرم الشيخ COP27 عن أكثر من 250 مليون دولار لتسريع انتقال الطاقة في مصر من خلال نشر 10 جيجا واط من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة إيقاف تشغيل 5 جيجاوات من توليد الغاز الطبيعي غير الفعال.
تعزيز الشراكة الدفاعية
مصر شريك مهم للولايات المتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب ومناهضة الاتجار بالبشر والعمليات الأمنية الإقليمية التي تعزز الأمن الأمريكي والمصري. تعد الشراكة الدفاعية المستمرة منذ عقود ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي. منذ عام 1978، ساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية، مما ساهم في تعزيز قدرات مصر على حماية حدودها البرية والبحرية والدفاع عنها ومواجهة التهديد الإرهابي المتطور، بما في ذلك في شبه جزيرة سيناء.
يذكر أن الولايات المتحدة أقامت علاقات دبلوماسية مع مصر في عام 1922 في رسالة وجهها الرئيس الأمريكى وارن ج. هاردينج إلى ملك مصر أحمد فؤاد الأول آنذاك.