قالت المفوضية الأوروبية إن الرسوم الجمركية التى ستفرضها الإدارة الأمريكية على منتجات غذائية من دول الاتحاد بقيمة 7.5 مليار دولار سنويا اعتبارا من 18 الشهر الجارى، ستؤدى إلى نتائج عكسية وستجعل هذه الدول التى قدمت شكاوى عديدة لها ترد بالمثل وتفرض جمارك انتقامية على الواردات الأمريكية.
وأكد وزير تجارة هولندا، ثانى أكبر مصدر فى العالم للمنتجات الزراعية بعد الولايات المتحدة، والتى تصدر نصف إنتاجها من الجبن للسوق الأمريكية، أن الجمارك الجديدة البالغة %25 ستؤثر على صادراتها من منتجات الألبان.
وذكرت وكالة رويترز أن منظمة التجارة العالمية «WTO» منحت واشنطن الأسبوع الماضى الحق فى فرض جمارك على الصادرات السنوية من منتجات من الاتحاد الأوروبى مما يهدد بحرب تجارية على جانبى الأطلنطى فى الوقت الذى يتباطأ فيه الاقتصاد العالمى ومع تهديد العديد من دول أوروبا بفرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية.
وقررت الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية %10 على طائرات الإيرباص المصنوعة فى أوروبا ولكنها لن تسرى على المكونات وهذا يعنى إعفاء إنتاج إيرباص فى ولاية ألاباما الأمريكية من زيادة التكاليف، وكذلك استخدام «بوينج» للمكونات الأوروبية فى طائراتها.
وأشاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بقرار «WTO» ووصفه بأنه «نصر جميل» بعد أن منحت المنظمة واشنطن الضوء الأخضر لفرض رسوم جمركية على سلع من الاتحاد الأوروبى بقيمة 7.5 مليار دولار سنويا كعقاب على دعم غير مشروع تقدمه حكومات الدول الأعضاء فى الاتحاد لصناعة الطائرات الضخمة.
وغرد «ترامب» على تويتر : الولايات المتحدة فازت بحكم تاريخى من منظمة « WTO»ضد الاتحاد الأوروبى الذى ظل لسنوات طويلة يعامل الولايات المتحدة على نحو بالغ السوء بشأن التجارة بسبب الرسوم الجمركية والحواجز التجارية وغيرهما، واستمرت هذه القضية منذ 15 عاما بشأن الدعم غير المشروع لعملاقى صناعة الطائرات إيرباص وبوينج ويتزامن النزاع التجارى الأوروبى الأمريكى مع حرب التجارة الدائرة بالفعل منذ 15 شهرا بين واشنطن وبكين.
وستفرض أيضا إدارة «ترامب» رسوما بقيمة %25 على منتجات أخرى مثل النبيذ الفرنسى و الويسكى الأيرلندى و الأجبان فى هولندا وإيطاليا وسويسرا والسترات والكشمير والملابس الصوفية المصنعة فى بريطانيا وعلى الزيتون الفرنسى والألمانى والإسبانى ومنتجات أخرى من اللحوم ولكنها لن تطبق على بعض المنتجات مثل النبيذ الإيطالي.
ويسمح قرار «WTO» لواشنطن باستهداف سلع للاتحاد الأوروبى بالقيمة ذاتها و لكنه يمنع أى استهداف انتقامى لقطاع الخدمات المالية الأوروبى، مما جعل الدبلوماسيين وخبراء التجارة يتوقعون أن يؤدى ذلك إلى رد أوروبى بفرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية العام المقبل بسبب دعم حكومى لشركة «بوينج» الأمريكية.
وطلبت إدارة «ترامب» من «WTO» عقد اجتماع عاجل لتقديم التصديق الرسمى الضرورى لفرض رسوم خلال الشهر الجارى فى مؤشر على عزم واشنطن تسريع إجراءاتها، كما أنه من المتوقع أن يكشف مسئولو التجارة الأمريكيون عن قائمة نهائية للسلع الأوروبية التى ستتأثر بالجمارك الجديدة ومنها المنتجات الفاخرة.
ومن ناحية أخرى، خفضت «WTO» توقعاتها لنمو التجارة الدولية هذا العام إلى %1.2 مقابل توقعات فى أبريل الماضى بارتفاع %2.6 بينما بلغ نمو التجارة العالمية %3 خلال العام الماضى فى حين من المتوقع أن يبلغ النمو %2.7 العام المقبل انخفاضا من %3 فى توقعات سابقة.
وأوضحت المنظمة التى تتخذ من جنيف مقرا لها، أن خفض توقعاتها يعكس تقديرات بنمو أبطأ للاقتصاد العالمى والذى يرجع جزئيا إلى التوترات التجارية بين واشنطن وبكين والاتحاد الأوروبى وأيضا بسبب عوامل هيكلية وأخرى مرتبطة بالدورة الاقتصادية، وفى أوروبا، بسبب الشكوك والغموض المرتبط بخروج بريطانيا – بريكسيت- من الاتحاد الأوروبي.