شككت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في قدرة حركة طالبان الأفغانية الإسلامية المتشددة التي استولت على السلطة في أفغانستان في الخامس عشر من أغسطس الجاري، على تجفيف منابع تجارة الأفيون في البلاد.
وذكرت “واشنطن بوست” أن إنتاج أفغانستان من الأفيون الخام لامس زهاء 46 ألف طن وذلك 3 سنوات من صعود طالبان إلى السلطة للمرة الأولى في تسعينيات القرن الماضي.
وأوضح التقرير أنه ومع العائدات المالية الوفيرة التي تحققها تجارة الأفيون، يساور العديد من المراقبين الشكوك في نوايا طالبان القضاء على تلك التجارة بعد استيلائها المفاجيء وغير المتوقع على الحُكم في أفغانستان هذا الشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن أفغانستان، وبعد مرور ربع قرن، لا تزال أول منتج للأفيون في العالم.
كان المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد قد أدلى بتصريحات في الأيام القليلة الماضية، أكد فيها أن طالبان لن تسمح بإنتاج الأفيون أو أي مخدرات داخل أراضيها.
وأضاف مجاهد في مؤتمر صحفي عقده في الـ 17 من أغسطس الجاري، أي بعد يومين فقط من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول: “أفغانستان لن تكون دولة تزرع الأفيون بعد الآن”.
لكن تشدد “واشنطن بوست” على أن تلك المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أنتجت أفغانستان 85% من الأفيون المنتج فى جميع أنحاء العالم العام الماضي، وتتفوق أفغانستان في ذلك على أهم المنتجين في العالم مثل ميانمار والمكسيك.
وبحسب تقرير الصحيفة، رغم التزامها المتشدد بالتعاليم الإسلامية، إلا أن الحركة سمحت بتجارة الأفيون حتى مع حظرها استهلاك الحشيش والسجائر على المسلمين.
جدير بالذكر أن طالبان كانت قد حظرت إنتاج الأفيون في العام 2000 تحت ضغط غربي، لكن الإنتاج سرعان ما ازدهر بعد التدخل الأمريكي في العام 2001 في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة.
ورغم الجهود الدولية للقضاء على تلك التجارة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بلغ الإنتاج ذروته في العام 2017 وبلغ 9000 طن.
تجدر الإشارة إلى أن موارد طالبان المالية تتمثل في النشاطات الإجرامية، بدءا من زراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون والهيروين، جنبا إلى جنب مع ابتزاز شركات محلية وفديات تحصل عليها بعد عمليات خطف، بحسب تقرير نشرته وكالة وكالة “فرنس برس” في أغسطس الحالي.