Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

وإلى أن تنتهى الحرب على مصر

من الأهمية بمكان النظر إلى حالة من الإحباط تشمل شرائح من المصريين.. فى ضوء مرجعيات تاريخية ليست منفصلة عن واقع الحال، ذلك منذ محاولة تصحير الأراضى المصرية فى العهد المملوكى.. إلى ما كان من سياسات القرن 16.. إذ لم يعد مسموحاً لمصر فى إطارها التحرر من إسارها النهرى.. امتداداً إلى آفاقها الحيوية البحر

وإلى أن تنتهى الحرب على مصر
جريدة المال

المال - خاص

10:30 ص, الخميس, 8 ديسمبر 16


من الأهمية بمكان النظر إلى حالة من الإحباط تشمل شرائح من المصريين.. فى ضوء مرجعيات تاريخية ليست منفصلة عن واقع الحال، ذلك منذ محاولة تصحير الأراضى المصرية فى العهد المملوكى.. إلى ما كان من سياسات القرن 16.. إذ لم يعد مسموحاً لمصر فى إطارها التحرر من إسارها النهرى.. امتداداً إلى آفاقها الحيوية البحرية، ولينكسر من ثم نصال النهضة الحديثة «محمد علي» على مذبح «اتفاقية لندن» بين القوى الكبرى 1840.. قبل نحو مائة عام ونيف من إجهاض نهضتها الثانية إثر العدوان الإمبريالى الصهيونى عليها فى 1967، لتنحصر مصر مجدداً لما وراء حدودها النهرية لنصف قرن تال.. لم تزود عنها محاولات انتقاص حصتها المائية على غرار القرون الوسطى، حيث رضيت الضحية ولم يرض الجانى، ولم يكن لمصر إزاء استمرار تطويع محاولات نهضتها فى 1840 و1967.. ومن دون استثناء عهد «إسماعيل» قبل الاحتلال البريطانى 1981، سوى المحاولة من جديد بعد التعقيدات الكارثية التى سبقت بسنوات انتفاضة المصريين عن بكرة أبيهم صيف 2013، اعترضتها- لا تزال- معوقات خارجية وداخلية من ذات الخصوم التاريخيين- أضف إليهم وكلاءهم المحليين والإقليميين، لم تكن لتثنى المصريين عن عزمهم نشدان الأفضل.. لولا أن صُدر إليهم ما يمكن أن يطلق عليه مجازاً «قلق الأيديولوجيا».. تضاعفها مبالغات ممنهجة من الشعور بطول الطريق.. وبعد الشقة، وقلة الزاد.. فضلاً عن تململ الرفاق، ما بات يهدد النهضة الثالثة المرجوة – ربما الأخيرة- بانفراط عقدها قبل أن ينعقد الثمر.

إلى ذلك، من المتفق عليه أن يحاول المصريون النهوض بعد كل كبوة ألمت بهم، بأقله على طول تاريخهم الحديث، ليس آخرها سنوات التصدى -67 1973 .. بوصفها أحلك أزماتهم وأمجد انتصاراتهم على النفس وعلى الغير بسواء ذلك قبل أن يقودهم تذمرهم يناير 1977 بسبب ارتفاع أسعار بعض السلع.. إلى الهرع بعدها بعشرة شهور إلى عرين العدو طلباً للدعة والرخاء لربما تأتيهم مع السلام، وليسلموا زمانهم بمنتهى الخفة لكل من تجار السياسة والانفتاح بسيان، ما قد يستوجب التساؤل عما إذا كان ذات التذمر الحالى سوف يعيد التاريخ نفسه مجدداً، خاصة والمتربصين الكثر بمصر من الداخل والخارج.. يضغطون بكافة السبل إلى توريط مصر برياً فى الحروب فى اليمن.. ربما على غرار استنزافهم لها فى الستينيات من القرن الماضى، أو إلى التخلى عن شريكها الإستراتيجى فى سوريا، أو من خلال إملاءات متنوعة للقبول بجماعات الإسلام الراديكالى التى تنتهج العنف.. شريكاً فى الحكم، وما إلى ذلك من تحركات خارجية لا يمكن فصلها عن الأوضاع الداخلية التى لا يقدرها حق قدرها أبناء متذمرون على غير صلابة آبائهم قبل نصف قرن، وحيث يغيب عنهم أن الخروج من الأزمة الحالية التى ليست من صنع أحد بقدرها كمثبتة تاريخية .. سوف تتكرر بشكل أو آخر إلى أن تنتهى الحرب على مصر.

جريدة المال

المال - خاص

10:30 ص, الخميس, 8 ديسمبر 16