وافقت هيئة الدواء المصرية -EDA على طرح عقار “دوبيكسنت” (Dupilumab) بسوق الدواء المصرية للمرضى البالغين والمراهقين الذين يبلغ عمرهم 12 سنة فما فوق.
والدواء الجديد يعالج المرضي الذين يعانون من “التهاب الجلد التأتبي “الأكزيما” المعتدل إلى الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل كافٍ من خلال العلاجات الموضعية الموصوفة أو عندما لا يُنصح بهذه العلاجات وكعلاج إضافي لمرضى “الربو الشديد غير المتحكم فيه” المصحوب بالتهاب من النوع الثاني.
ومن المعروف أن التهاب الجلد التأتبي، هو شكل من أشكال الأكزيما الوراثية، كما أنه مرض التهابي مزمن تظهر أعراضه غالبًا كطفح جلدي مصاحب بحكة شديدة ومستمرة وجفاف الجلد والتشقق والاحمرار وتورم ناتج عن الخدش.
وتعتبر الحكة واحدة من أكثر الأعراض المرهقة للمرضى والتي قد تكون مؤلمة، كما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجلد التأتبي المعتدل إلى الشديد من اضطرابات شديدة في النوم وزيادة أعراض القلق والاكتئاب بسبب مرضهم.
قال الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل ورئيس المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية التجميلية : “وفقًا لدراسات حديثة ، فقد أثر مرض التهاب الجلد التأتبي في جميع أنحاء العالم على 171 مليون شخص في عام 2019، وتبلغ نسبة الإصابة في الأطفال من 15-20٪ و1-3٪ في البالغين”.
وأوضح الدكتور عاصم في مؤتمر صحفي منذ قليل “إن الخيارات العلاجية المحدودة لالتهاب الجلد التأتبي المعتدل إلى الشديد في مصر والعالم تركت عبئا جسديا ونفسيا على العديد من المرضى.
ولذا فإن الدواء الجديد يساعد على التحكم في هذا المرض المزمن المعطل للحياة، والذي غالبًا ما يكون منهكًا بشدة للمرضى”.
وأضاف الدكتور عاصم: “في بعض الأحيان يكون الطب التقليدي غير قادر على توفير حل جذري لبعض الأمراض الجلدية، فالبروتوكولات العلاجية المستخدمة حاليًا لا تمنح المريض سوى بعض الراحة الموضعية.
وأشار الي أن العلاجات التقليدية من خلال استخدام بعض أنواع الأدوية غير الآمنة للاستخدام طويل الأمد مثل بعض أنواع الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات والمضادات الحيوية والأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
وأشار أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل إلى أن بعض هذه الأدوية قد تتسبب في بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل توقف النمو وضعف جهاز المناعة ومشاكل أخرى.
ولهذا السبب فإن هذه الأدوية تُعطى لفترات محدودة وفي حالات العدوى الشديدة فقط، بالإضافة إلى أن الأسباب الجينية لالتهاب الجلد التأتبي لا تزال غير مفهومة تمامًا حتى الآن.
حيث توفر العلاجات التقليدية سيطرة محدودة ومؤقتة فقط على أعراض المرض، لكنها غير قادرة على توفير حل جذري لهذا المرض”.
ومن هنا تتضح أهمية علاج مثل “دوبيكسنت” الذي يعد جسما مضادا أحادي النسيلة بشري بالكامل يثبط تأثير بروتينات إنترلوكين 4 (IL-4) وإنترلوكين 13 (IL-13)، بدون أن يتسبب في تثبيط المناعة.
حيث أظهرت بيانات من تجارب دوبيكسنت السريرية، أن IL-4 وIL-13 هما المحركان الرئيسيان للالتهاب من النوع الثاني الذي يلعب دورًا رئيسيًا في التهاب الجلد التأتبي والربو.
كما أثبتت التجارب فعالية الدواء في علاج أكثر من 300.000 مريض بدواء دوبيكسنت.
في حين أوضحت الدكتورة مهيرة حمدى السيد، أستاذ الأمراض الجلدية كلية الطب جامعة عين شمس و رئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية خلال كلمتها بالمؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم : “على المستوى العالمي، يصاب 1 من كل 10 أشخاص بمرض الجلد التأتبى ومعدل الإصابة هو الأعلى في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأكدت انه في مصر، يعتبر دوبيكسنت علاجًا للمرضى الذين يبلغ عمرهم 12 عامًا فما فوق والذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي المتوسط إلى الشديد والذين لا يتم السيطرة على مرضهم بشكل كافٍ من خلال العلاجات الموضعية الموصوفة أو عندما لا يُنصح بهذه العلاجات ، فإن دوبيكسنت هو الدواء البيولوجي الوحيد المعتمد لهذه الفئة من المرضى. “
الربو الشديد غير المتحكم فيه – الالتهاب من النوع الثاني
أما بالنسبة للربو فهو مرض رئوي مزمن ينتج عن تفاعل العوامل الوراثية والبيئية، يتسبب في ضيق المسالك الهوائية وتضخمها وزيادة إنتاج المخاط.
الأعراض الرئيسية للربو هي السعال وصوت الصفير عند التنفس أو الزفير وضيق التنفس وقد تتسبب نوبات الربو الحادة في الاحتجاز بالمستشفى.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج جذري للربو أما العلاجات المتاحة، فيتم استخدامها للسيطرة على الأعراض أو لتقليل وتيرة وشدة نوبات السعال فقط.
وقال الدكتورعادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية كلية الطب جامعة عين شمس ونائب رئيس الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية “إنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد أثر الربو على ما يقدر بنحو 262 مليون شخص في عام 2019 وتسبب في وفاة 461000 شخص.
ولفت إلى أنه لا يزال الأشخاص الذين يعانون من الربو الشديد غير المتحكم فيه فيه بشكل كافٍ بالعلاجات الحالية يعانون من مشاكل في التنفس تهدد حياتهم.
وأكد أن هذا المرض يشكل عبئا يوميا على المريض، كما أن انعدام القدرة على التنبؤ بمسار المرض يمكن أن تقلل بشكل كبير من نوعية وجودة الحياة، مما يتسبب في توقف بعض العناصر الحياتية مثل التغيب عن المدرسة أو العمل والأنشطة الاجتماعية.
وأوضح :”ونحن، كأطباء، نرحب بإضافة علاجات جديدة متطورة مثل دوبيكسنت، المصممة لمساعدة المصابين بالربو الحاد على السيطرة على أعراضهم ومتابعة حياتهم اليومية “.
في حين قالت الدكتورة جيهان العسال، أستاذ الأمراض الصدرية كلية الطب جامعة عين شمس ” إن التهاب النوع الثاني مسؤول عن العديد من الأعراض المتعارف عليها لمرض الربو.
وأشارت أن هناك نسبة ليست بقليلة من مرضى الربو الغير متحكم فيه لا يستجيبون لبروتكولات العلاج التقليدية سواء كانت البخاخات أو استخدام الكورتيكوستيرويدات الفموية بجرعات كبيرة وفترات طويلة مما يسمح باحتمالية ظهور مضاعفات أو أعراض جانبيه بسبب الكورتيزون.”
وأضافت “يعتبر دوبيكسنت هو العلاج البيولوجي الأول المعتمد للمرضى في مصر الذين يعانون من الربو االشديد المعروف بعلامات حيوية متعددة للالتهاب من النوع الثانى.
كما يمثل الدوبيكسنت أملا وعلاجا جديدا لمرضى الربو الغير متحكم فيه الذين لا يزالون يعانون حتى مع استخدام العلاجات المتاحه حاليا. “
“وبحسب النتائج الأولى عالميا لاستخدام عقار الدوبيكسنت أن هذا العقار لا يقلل فقط من التفاقم واستخدام الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم، ولكنه يحسن أيضًا وظائف الرئة ونوعية حياة المرضى بشكل عام. “
وقال الدكتور أحمد حجازي، المدير العام لشركة سانوفي جنزايم Sanofi Genzyme في مصر والسودان “إننا في شركة سانوفي وخاصة في القطاع المتخصص بالأمراض المناعية والأمراض النادرة نعطي الأولوية لتزويد المرضى بأفضل وأحدث العلاجات المتاحة في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن الدواء الجديد يأتي انطلاقا من إيماننا بأننا شريك رئيسي يلعب دور إيجابي في دعم وتنمية القطاع الطبي في مصر من خلال توفير أفضل الفرص العلاجية للمريض المصري والعمل بجهد كبير على تخفيف الألم عند المرضي.”
وأكد حجازى أن سانوفي جنزايم تلتزم بتقديم علاجات متطورة للمريض المصرى ذي الاحتياجات الطبية الخاصة لضمان حياة أفضل.
وأضاف أن دوبيكسنت يعتبر أحد العلاجات الطبية المبتكرة الحديثة التي تقدمها سانوفي جنزايم للذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي المتوسط إلى الشديد والربو الشديد.
موضحاً أنه تم إطلاق دوبيكسنت بنجاح في 60 دولة في جميع أنحاء العالم ويعد إطلاقه في مصر حجر الزاوية في علاج مرضى الربو الشديد غير المتحكم فيه والتهاب الجلد التأتبي.