تخطط شركة هوندا موتور اليابانية للسيارات لوقف إنتاج بعض موديلات سيفيك فى مصنعها بمدينة سويندون فى بريطانيا الذى على وشك الإغلاق، وإعادة إنتاجها فى مصانعها فى مدينة يورى شمال غرب العاصمة طوكيو مع بداية العام المقبل.
ذكرت وكالة رويترز أن شركة هوندا أوقفت تشغيل مصنعها الذى يضم 3500 عامل فى بريطانيا فى منتصف مارس الماضى بسبب وباء كورونا وأعادت تشغيله فى يونيو الماضى على أن يوقف تشغيل المصنع نهائيا فى العام المقبل بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وكانت هوندا أعلنت فى مايو الماضى عن اعتزامها استئناف تشغيل مصانعها فى بريطانيا أوائل شهر يونيو الماضى لتصبح أحدث شركة صناعة سيارات فى العالم تستأنف الإنتاج الذى كان قد توقف بسبب قيود الحظر التى طبقتها حكومات العالم لمنع انتشار العدوى من وباء فيروس كورونا.
جاء قرار إعادة تشغيل مصنع سويندون بإنتاج 430 سيارة يوميا، ثم زيادته إلى 450 سيارة يوميا بعد عودة الحياة ببطء إلى مصانع السيارات فى مختلف أنحاء أوروبا، بما فى ذلك مصانع شركة رينو الفرنسية وتويوتا موتور اليابانية وفولكسفاجن ومرسيدس الألمانيين.
وأعلنت شركة هوندا اليابانية العملاقة فى قطاع صناعة السيارات أنها ستغلق مصنعها فى بريطانيا فى عام 2021، فى خطوة تهدد 3500 وظيفة، وتأتى بعد قرارات مماثلة إتخذتها شركات يابانية أخرى بسبب المخاوف المرتبطة بخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى فيما يعرف بأزمة بريكست.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى فى 29 مارس المقبل ولكن النواب البريطانيين رفضوا بنود الاتفاق الذى توصلت إليه تيريزا ماى رئيسة الوزراء مع بروكسل بغالبية ساحقة فى يناير الماضى ومن ثم تعين على الحكومة البريطانية السعى لتعديل الاتفاق لكن الأمر الذى يثير مخاوف من البريكسيت هو خروج بدون اتفاق.
وقال كاتسوشى اينوى مدير هوندا فى منطقة أوروبا إن مصنع الشركة فى سويندون، فى جنوب غرب بريطانيا، هو مصنعها الوحيد فى الاتحاد الأوروبى وكان ينتج موديلات سيفيك منذ أكثر من 24 سنة، بمعدل 150 الف سيارة سنويا ويتم تصديرها إلى أكثر من 70 دولة فى أنحاء العالم.
وتحدثت الشركة عن تغيرات غير مسبوقة يشهدها قطاع صناعة السيارات على المستوى العالمى دفعتها إلى اتخاذ القرار فى حين تهيمن حالة من القلق على المستثمرين فى بريطانيا التى تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبى علاوة على المخاوف التى تسيطر على شركات السيارات بسبب وباء كورونا الذى أصاب أكثر من 24 مليون حالة على مستوى العالم ولا يعرف أحد متى سيتوقف انتشاره.
وأكد تاكيهيرو هاتشيغو رئيس هوندا أن إغلاق المصنع فى بريطانيا ليس له علاقة بخروجها من الاتحاد الأوروبى، ولكن الشركة مضطرة لغلق المصنع لأنه الخيار الأمثل فى ظل الوباء و نظراً للحاجة إلى خفض قدراتها الانتاجية وإعادة هيكلة مصانعها وفروعها على المستوى العالمي.
وقررت شركة هوندا أيضا وقف انتاج سيارات سيفيك فى تركيا خلال العام القادم لتصبح من الشركات اليابانية التى ليس لديها مصانع أخرى فى أوروبا وهذا يعنى أنها ستقوم بالتصدير من اليابان لتنضم إلى شقيقتها نيسان موتور التى أحدثت مفاجأة فى مطلع فبراير الماضى حين أعلنت وقف انتاج طراز إكس-ترايل فى مصنعها فى مدينة سندرلاند فى شمال شرق انكلترا وأوضحت نيسان أنها ستنتج الجيل الجديد من سياراتها إكس ترايل للسوق الأوروبية فى مصنع كيوشو فى اليابان.
وأعلنت شركة نيسان مباشرة فى ذلك الوقت أن سبب إغلاق مصنعها هو أزمة بريكست التى تسببت أيضا فى إعلان شركات يابانية أخرى مثل سونى وباناسونيك وهيتاشى عن تقليص عملياتها فى بريطانيا قبل موعد تنفيذ بريكست.
واتفق توشيميتسو موتيجى وزير الخارجية اليابانى فى بداية الشهر الجارى مع نظيره البريطانى على أغلب النقاط من أجل إبرام اتفاق تجارة ثنائى لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وعلى تسريع المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق إطارى بحلول نهاية أغسطس الحالى.
ويرى محللون أن بريكست كان على وجه التأكيد من أهم العوامل فى قرار هوندا إغلاق مصنعها، ولكن هناك أسباباً أخرى على الأرجح دفعتها لإتخاذه بما فى ذلك اتفاق التجارة الحرة الواسع بين الاتحاد الأوروبى واليابان وكذلك التحديات الأعم التى يواجهها قطاع السيارات ولاسيما تداعيات مرض كوفيد 19 على شركات المركبات فى العالم.
ومن جهة أخرى تواجه فروع شركة هوندا فى الولايات المتحدة قضايا بسبب عيوب فى الوسائد الهوائية التى تنتجها شركة تاكاتا اليابانية أدت إلى استدعاء ملايين السيارات لإصلاح أو تغيير وسائدها الهوائية التى تسببت فى حوادث إصابات لقائدى سياراتها منذ عدة سنوات لدرجة أن هوندا وافقت هذا الشهر على دفع 85 مليون دولار لتسوية هذه القضايا فى عدة مدن أمريكية
كانت الهيئات الرقابية الأمريكية ومنها الإدارة الوطنية لسلامة الحركة على الطرق السريعة NHTSA قامت بفحص 40 مليون من السيارات اليابانية والعالمية الأخرى المزودة بحوالى 60 مليون وسادة هوائية والتى تبين أنها تتعرض للانفجار عتد الحاجة لاستخدامها ويخرج منها شظايا تصيب ركاب هذه السيارات بجروح خطيرة ولذلك تم استدعاء هذه السيارات والتى تسببت فى مصرع 25 شخص وحوالى 300 إصابة على مستوى العالم على مدار العشرين سنة الماضية.
ووافقت هوندا فى بداية يناير الماضى على استدعاء 2.5 مليون سيارة من موديلاتها من إنتاج 1996 وحتى 2003 فى أمريكا الشمالية ليصل العدد الذى استدعته هوندا منذ عام 2008 وحتى الآن إلى حوالى 13 مليون سيارة لتغيير وسائدها الهوائية المعرضة للانفجار عند استخدامها فى حالات الطوارئ واستطاعت تغيير أكثر من 16 مليون وسادة هوائية حتى الآن.