أعلن كريج ريدجلى، استشارى شئون الامتثال للقواعد التجارية بواشنطن، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد توافق على السماح للشركات الأمريكية ببيع مكونات التكنولوجيا المتطورة لشركة هواوى تكنولوجيز الصينية، فى غضون أسبوعين.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أضافت فى مايو الماضى شركة هواوى التى تعد الأكبر بقطاع الاتصالات فى العالم، إلى قائمة سوداء يحظر فيها على الشركات الأمريكية توريد منتجات وخدمات لها ما لم تحصل على ترخيص من الوزارة، وهو أمر يصعب تحقيقه فى ظل الحرب التجارية التى أعلنها «ترامب» ضد الشركات الصينية.
وقالت وكالة رويترز، إن «ترامب» التقى نهاية الشهر الماضى نظيره الصينى تشى جين بينج، وأعلن عن أن الشركات الأمريكية سوف تستأنف بيع المنتجات والخدمات لشركة هواوى، بينما أكد ويلبور روس، وزير التجارة، أنه سيتم إصدار ترخيص للشركات، ما لم تكن تشكل تهديدا للأمن القومى الأمريكى.
ويشير تساهل «ترامب» والتنفيذ السريع لوزارة التجارة بمنح الترخيص إلى أن لوبى صناعة الرقائق ومكونات التكنولوجيا المتقدمة الأخرى استطاع بالتعاون مع الشركات الصينية، وتحت ضغوط من الساسة الصينيين، تمكين «هواوى» من شراء التكنولوجيا الأمريكية مرة أخرى.
ويبلغ حجم مشتريات «هواوى» للتكنولوجيا من شركات أمريكية مثل «كوالكوم» و«إنتل» و«مايكرون تكنولوجى»، أكثر من 11 مليار دولار سنوياً، من إجمالى نحو 70 مليار دولار من شركات عالمية فى دول أخرى.
وأعلن توماس مياو، الرئيس التنفيذى لفرع شركة هواوى فى روما، عن استثمار 3.1 مليار دولار فى إيطاليا على مدار ثلاث سنوات، وتوفير 1000 فرصة عمل مع ضمان تقديم خدمات شفافة وفعالة وعادلة لشبكة الجيل الخامس 5G التى تقوم بتطويرها، والسماح للحكومة الإيطالية بالتدخل فى أنشطتها فى حالة انتهاكها لمجالات الأمن القومى والعسكرى.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن «هواوى» تخطط فى نفس الوقت إلى تسريح مئات من العاملين فى فروعها داخل الولايات المتحدة بسبب إدراجها فى القائمة السوداء و حظر استيرادها لمكونات وخدمات من الشركات الأمريكية وسط استمرار المفاوضات لوضع حد للتوترات التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين.
وكان العاملون بفرع «فيوتشرواى» الأمريكى التابع لهواوى لايستطيعون الاتصال بزملائهم بأى فروع أخرى و لا بشركة هواوى نفسها بعد أن أدرجت وزارة التجارة الشركة الصينية فى القائمة السوداء، ووضع قيود على بيع منتجات أمريكية لها.
وطالب المتحدث الرسمى لشركة هواوى بإلغاء القائمة السوداء للشركات الصينية والتوقف عن إصدار تصاريح مؤقتة تسمح لها بشراء مستلزمات إنتاجها، ولاسيما أن الإدارة الأمريكية لم تثبت أى تهمة على «هواوى» و لم تجد أى أدلة على أنها تشكل مخاطر على أى دولة ولذلك فإن هذه القيود ليس لها أى معنى.
وتبيع عدة شركات أمريكية حاليا منتجاتها ومنها «السوفت وير» للشركات الصينية للحفاظ على شبكات الإمدادات العالمية وإن كانت تضع قيودا على صفقات البيع الجديدة للسلع والخدمات المصنوعة فى الولايات المتحدة، كما أن «هواوى» تحصل على مكونات تكنولوجيا أمريكية من شركات أمريكية تنتجها فى دول أخرى.
وأوضح المسئولون الأمريكيون أن السياسة الحقيقية لوزارة التجارة تسمح ببيع تكنولوجيا ليست حساسة ومتاحة بسهولة من دول أجنبية أخرى ولا تضر بالأمن القومى، ولكنهم أكدوا أيضا أن «هواوى» ستظل فى القائمة السوداء وأن منح التراخيص سيظل بصفة مؤقتة وهذا يعنى أن القيود لاتزال مستمرة على استيرادها للمكونات الأمريكية المتقدمة.