هواوى تستقبل الثورة الصناعية الرابعة بتطبيقات أكثر ذكاء

■ «المال» تجولت داخل مبانيها فى الصين

■ 10 مليارات دولار صافى أرباح المجموعة فى 2018.. و11 مليارًا سيولة نقدية

■ تقديم 3045 تعريفًا لتكنولوجيا 5G.. وتوقيع 40 اتفاقًا لتوريد شبكاتها
■ %85 من حلول الشركات تبنى على الحوسبة السحابية فى 2025

■ استثمار 70 مليار دولار فى مشروعات R&D منذ 2009

■ تركيب حساسات لقياس منسوب المياه ودرجة تلوثها على ضفاف الأنهار

■ تطوير تطبيق إلكترونى لإتاحة الخدمات الحكومية

■ بناء 700 مدينة ذكية منها سنغافورة وطوكيو وباريس

تتنافس شركة هواوى العالمية لحلول الاتصالات على تزويد المؤسسات وحكومات الدول بأحدث تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، القائمة على تكنولوجيات الجيل الخامس للاتصالات والذكاء الاصنطاعى، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، تزامنًا مع التوسع فى نشر مفاهيم المدن الذكية الآمنة، وحلول السيارات ذاتية القيادة من أجل إثراء صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية، بأحدث ما توصلت إليه البشرية .

«المال» تجولت على مدار 3 أيام خلال الأسبوع الماضى داخل مبانى الشركة الأم التى تتخذ من شنزن الصينية مقرا لها، من معامل للبحث والتطوير، وعلى رأسها مختبر سفنية نوح «noah›s ark» التى تتولى تطوير حلول السيارات ذاتية القيادة بالتعاون مع شركتى أودى، BMW .

«هواوي»

قال بيتر جينج، مدير العلاقات العامة بشركة هواوى تكنولوجيز مصر، إن العالم على أبواب ثورة صناعية رابعة تعتمدعلى تطوير الاقتصاد الرقمي، والتوسع فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات الحديثة، وإنشاء المدن الذكية الآمنة وتنمية الصناعات الرقمية.

أوضح جينج أن خصائص العالم الذكى تتمثل فى الربط بين الأجهزة والأشياء الذكية مع تحليل البيانات الناتجة، وخدمات الإنترنت فائق السرعة «البرودباند» مع تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G، واستخدام الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والتوسع فى مجال مراكز البيانات والذكاء الاصطناعى .

بحسب مسح أجرته شركة هواوى العالمية، فإن %67 من الرؤساء التنفيذين فى أكبر 200 شركة عالمية، يرون أن التحول الرقمى هدف رئيسى لشركاتهم خلال 2019، كما أن %85 من حلول وتطبيقات الشركات ستبنى على تكنولوجيا الحوسبة السحابية فى 2025، وترى %97 من الشركات أنه يجب تبنى خدمات الذكاء الاصطناعى خلال عام 2025.

أظهر المسح وصول وحدات الذكاء الاصناعى والروبوتات الذكية إلى 103 وحدات لكل 10 آلاف موظف على مستوى العالم.
ألمح أن شركة فوكسكون المصنعة لهواتف هواوى فى الصين قامت بتحويل وحدات الإنتاج بالكامل إلى ماكينات ذكية دون أى تدخل بشرى لتصنيع أجهزة المحمول .

تاريخ الشركة

لفت إلى أن شركة هواوى بدأت نشاطها فى 1987 برأسمال 3 آلاف دولار، ثم تحولت إلى العالمية فى 2000 وحتى 2010 إذ كان يقتصر عملها على الصين فقط خلال الفترة من 1992 إلى 2000، وتعمل فى 3 قطاعات رئيسية هى أجهزة المستهلكين وحلول الشبكات وحلول قطاع الأعمال .
تابع: «تسعى الشركة للتوسع فى وحدة أعمال جديدة تتعلق تكنولوجيا الحوسبة السحابية لتصبح ذراعا استثمارية رابعة يضم تقنيات الذكاء الاصطناعى والبيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية».

بلغت إيرادات هواوى العالمية 105.2 مليار دولار عام 2018، بينما حققت صافى ربح وصل إلى 10 مليارات دولار، ووصل حجم السيولة بالشركة إلى 11 مليار دولار نهاية 2018، وتضم شركة هواوى العالمية 160 جنسية من الموظفين.

مصر بوابة العبور لأفريقيا

أكد أن هواوى مصر هى مركز إقليمى لخدمة 29 دولة أفريقية، مشيرا إلى أن %70 من موظفى شركة هواوى مصر، البالغ عددهم 1000 موظف محليين، منوها إلى أن الشركة استثمرت مؤخرا 5 ملايين دولار فى إنشاء مركز open lab بمصر، إلى جانب 5 ملايين دولار أخرى فى مركز هواوى للشبكات خلال 2017 .
كانت الشركة قد وقعت اتفاقية مع معهد تكنولوجيا المعلومات NTI لتدريب 100 مهندس خلال عام 2018، و100 خلال العام الحالي.

ضخ 2 مليار دولار فى تكنولوجيا 5G

أشار إلى أن شركة هواوى تتصدر المركز الأول من حيث مقترحات التعريفات بتكنولوجيا الجيل الخامس، التى وصلت إلى 3045 تعريفا، مضيفا أن الشركة استثمرت 2 مليار دولار فى تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس 5G خلال 10 أعوام منذ بداية 2009 .

قامت هواوى بشحن أكثر من 70 ألف محطة محمول بنظام الجيل الخامس، كما وقعت أكثر من 40 تعاقدا لتوريد شبكات الجيل الخامس، لعدة أسواق عالمية وعربية، منها الإمارات والسعودية والبحرين.

رؤية موحدة فى 170 دولة

قال كيفين لي، مدير العلاقات العامة فى الشركة العالمية، إن رؤية الشركة المعلنة فى 2017 هى تطويع التكنولوجيا والأدوات الرقمية فى مساعدة الأشخاص والمؤسسات والحكومات وجعل العالم أكثر ذكاء، وتواصلا مع شبكة الإنترنت، ما دفعها للتوسع فى قطاعات اقتصادية أخرى بجانب حلول شبكات الاتصالات ومنها حلول قطاع الأعمال .

أوضح أن هواوى تعمل بأكثر من 170 دولة وتحتل المركز 72 فى تصنيف أكبر 500 شركة دوليا، كما تضم 188 ألف موظف منهم 45 % يعمل فى أنشطة البحث والتطوير ما يعادل 80 ألفًا مقارنة 180 ألفًا خلال العام الماضى .

قدر عدد مراكز الأبداع JOINT CENTERS المملوكة للشركة 36 مركزًا بالقاهرة تحت اسم « OPEN LAB «يعد الأول أفريقيا، منوها إلى أن الشركة أنفقت خلال العام الماضى 101.5 مليار يوان صينى على مشروعات البحث والتطوير ما يوازى 14.8 مليار دولار، مقابل 13.8 مليار دولار فى 2017 بزيادة مليار دولار .

البحث والتطوير وبراءات الأختراع

أضاف أن هواوى تخصص %14.3 من إيراداتها سنويا للإنفاق على التطوير ما يضعها فى المركز الخامس عالميا طبقا لتصنيف الاتحاد الأوروبى للصناعات، منوها أن الشركة حاصلة على أكبر عدد من براءات الاختراع فى تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G .

وصل إجمالى براءات الاختراع بالشركة إلى 87.8 ألف براءة منذ 2009، تمثل %90 ابتكارات جديدة وليست تحسين أو تطوير براءات قائمة، منوها إلى أن إجمالى ميزانية البحث والتطوير فى آخر 10 أعوام بلغت 485 مليار يوان صينى ما يعادل 70 مليار دولار .

أشار إلى أن الشركة بدأت نشاطها فى قطاع حلول الشركات «enterprises solutions» فى 2015، استحوذ على %10 من إجمالى إيرادات المجموعة الأم البالغة 105.2 مليار دولار لأول مرة فى تاريخها .

ذكر أن قطاع الهواتف المحمولة استحوذت على %50 من عائدات الشركة العالمية، يليها قطاع حلول الشبكات والمشغلين بنسبة %40 وتقدم حلولها إلى 211 شركة من أكبر 500 كيان عالمى، منهم 48 من أكبر 100 شركة .
حلول مبتكرة
كما استعرض عددًا من الحلول الذكية التى طورتها الشركة ومنها إدارة أنظمة المرور، وطورت هواوى نظاما إلكترونيا لإدارة حركة المرور فى مدينة شنزن الصينية اعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الاصنطاعى لإمداد الحكومة بالمعلومات اللازمة للتحليل واتخاذ القرارات الصائبة بما يساهم فى تحديد معدلات الكثافة السكانية، والمرورية، والمناطق الأكثر عرضة للحوادث .

تطرق إلى أن هواوى قامت بتركيب حساسات على ضفاف الأنهار فى مدينة شنزن لقياس منسوب المياه ودرجة تلوثها ومن ثم تحذير المصانع المخالفة بناء على تقسيم المدن إلى قطاعات، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية ألزمت كل مصانع البلاد بالتحول رقميا لمعرفة احتياجاتها من استهلاك الطاقة ومعدلات التلوث المتوقعة.

كما طرحت تطبيقًا إلكترونيًا تحت اسم «آى شنزن» يساعد المواطنين فى إتاحة الخدمات الحكومية أون لاين عبر شبكة الإنترنت من خلال ربط الجهات الحكومية معا ومن ثم توفير الوقت والجهد .
رأى أن تكلفة تطوير المدن القائمة رقميا أكبر من المنشأة حديثا، لا سيما العواصم القديمة مثل بكين، التى تتميز بالشوارع صغيرة الحجم والمتكدسة بالسكان، ولا يعنى ذلك تجاهلها لا سيما أن متخذ القرار متواجد بها، كما أنه ليس من الضرورى جلب كل التكنولوجيات الحديثة بها مرة واحدة .

وتابع أن الشركة نفذت شبكات بنية تحتية ذكية آمنه فى أكثر 700 مدينة 100 دولة منها سنغافورة، وهونج كونج، وطوكيو، وباريس، ولندن، ومن أبرز عملاء قطاع حلول الشركات من دى إتش إل وسيمنس ومجموعة بى إم دبليو، تعتبر شركات مايكروسوفت وجنرال إليكتريك، وساب، وإنتل، وهانيويل، وفيليبس من شركاء أعمالها .

نشاط مكثف

لفت إلى أن هواوى لديها حلول تكنولوجية أيضا فى قطاعات المؤسسات الحكومية والمصانع وشركات الغاز والبترول والتعليم، وتعمل مع نحو 300 مؤسسة مالية حول العالم، و6 بنوك من أقوى 10، و190 شركة لإنتاج الطاقة و1000 شركة أخرى فى مجال التصنيع، و5 فى قطاع إنتاج السيارات، و60 شركة طيران .

ذكر أن الشركة قامت خلال الأعوام الماضية أيضا بتزويد 230 كلم من الطرق بأحدث تقنيات شبكات الاتصالات، لافتا إلى أن هواوى تعمل بالتنسيق مع الخبراء والحكومات على وضع تعريفات وملامح التحول للمدن الذكية، والتطبيقات المناسبة لذلك، والإطار الزمنى للتنفيذ، وأنه لا توجد منظمة عالمية لتصنيفها على مستوى العالم.
رأى أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى عملية التحول الرقمى على غرار التجربة الصينية، معتبرا أن تحقيق التواصل بين المؤسسات والمواطنين من شروط نجاح تطبيق المدن الذكية من أجل الوصول لما يعرف «سمارت سيتى بلس».

استطرد: «لدى الشركة فرق عمل وخبراء متخصصين فى قياس نقاط الضعف بكل دولة وتحديد الحلول الأكثر واقعية لها، مستشهدا بالتجربة الأوروبية من خلال استعانتها بتقنيات ملائمة منها تركيب كاميرات المراقبة على أعمدة إنارة عبر شبكة موحدة دون الحاجة لمد أو حفر شبكات جديدة» .
مبادرات التحول الرقمى حكومية
شدد على ضرورة تبنى الحكومة مبادرات التحول الرقمى كمرحلة أولى لدمج التكنولوجيا فى مختلف جهات الدولة والتكامل مع توجهات القطاع الخاص، فضلا عن تنظيم قواعد إتاحة وتبادل البيانات الحساسة فيما بينها .

قال إن الشركة تقدم حلول تفاعلية أكثر تعقيدا تستخدم تكنولوجيا الجيلين الرابع والخامس للاتصالات فى قطاع التعليم تحت اسم «realtime education experience» من خلال ربط كل المناهج الدراسية إلكترونيا عن بعد، إلى جانب حلول صحية بالتنسيق مع المستشفيات لإعداد سجل مرضى لكل مواطن يحدد تاريخه العلاجى .

نفى قيام الشركة بالاطلاع على بيانات العملاء المحفوظة عبر مراكز بيانات الشركة مثلما تردد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هواوى ابتكرت حل بالتعاون مع مطار شنزن الدولى لتسيير حركة المسافرين من خلال التعرف على الوجه face recognition ومنع الاصطاف داخل صالات المطار وتعمل الشركة مع أكبر 4 مطارات هى دبى وسنغافورة وباريس وبكين.

أكد أن هناك حلولًا ذكية لتحليل استهلاك الطاقة الكهربائية توفر 7.88 مليون كيلو وات فى الساعة، أى ما يعادل استخدام 6000 طن وقود من ثانى أكسيد الكربون، ومراقبة خطوط أنابيب الغاز والبترول، وأدوات بنكية تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى تحديد سلوك الانفاق لدى المستخدمين ورفض التعاملات المالية غير المنطقية.

■ إجراء المعاملات المالية عبر تطبيق «وى شات «

شنزن.. مدينة رقمية لا نقدية

10 ساعات متوسط مدة الرحلة بين مطارى القاهرة الدولى، ومدينة جوانزو الصينية مباشرة، نقطة العبور إلى شنزن أشهر مدن الإلكترونيات فى العالم عبر رحلة قصيرة أخرى تمتد إلى 3 ساعات، والتى تبعد عن العاصمة الصينية بكين مسافة 2000 كيلو متر مربع .

بمجرد أن تهبط إلى المدينة ترى ناطحات سحاب مرتفعة تصل إلى مئات الأمتار، وشعب ودود تغلب عليه ملامح الوجه الواحدة ذات العيون الضيقة والشعر الناعم القصير يتوافدون إلى شوارعها وميادينها من كل حدب وصوب وأبعد دولة على خريطة الكرة الأرضية (الصين) .

مع تطور التكنولوجيا قامت الحكومة الصينية كخطوة لتقليل تداول النقود الورقية فى إجراء المعاملات المالية داخل شنزن، بتطوير نظام إلكترونيا على برنامج المحادثة المجانى «وى شات « للحصول على الخدمات الحكومية أون لاين والتسوق عبر شبكة الإنترنت، والشراء من محلات التجزئة والسلاسل التجارية وفق قيود واعتبارات امنية بواسطة البنك المركزى.
الطبقة الفقيرة من أبناء الشعب الصينى الذين يخرجون بحثا عن قوت يومهم يستقبلون التبرعات والإعانات من خلال ماكينات دفع إلكترونى عبر قراءة باركود مدمج ببرنامج وى شات .

يتميز أهل المدينة والمعروفة فى اللغة الصينية « شينجن» بكرم الضيافة والتقرب من الشعوب الآخرى التى تحمل ثقافات متنوعة خاصة المسلمين عبر تقديم أشهى المأكولات والأطباق الشعبية الصينية المذبوحة على الشريعة الإسلامية، إلى جانب المطبخ التركى.
رغم نشأة شنزن الحديثة منذ 40 عاما، إلا أنها ما زالت محتفظة بعاداتها القديمة، على رأسها مزارع الأسماك وانتشار الثقافة البوذية، كما تعد رابع أكبر مدينة من عدد السكان بنحو 100 مليون نسمة.

معسكر للبحث والتطوير بنكهة أوروبية

■ يضم 4 مناطق و108مبان

افتتحت هواوى أحدث مقراتها بالصين فى مدينة دونجوان، خلال العام الماضى، على مساحة 1.4 مليون متر مربع تضم 4 مناطق، و108 مبان على الطراز المعمارى الأوروبى، تشبه المزارات السياحية لمعالم أوروبا القديمة .

يعمل بالمقر 25 ألف موظف، فى مجال البحث والتطوير، وينتقلون وذويهم خلال أيام العطلات والإجازات الرسمية من مبنى لآخر عبر قطار يمتد لمسافة 5.8 كيلو متر، يتبادلون خلاله الأحاديث اليومية حول أجواء العمل وسط طبيعة ساحرة .

يمتلك مؤسس هواوى العالمية، رين زينفجى %1 فقط من أسهم الشركة، مقابل %99 لموظفيها ويحصلون سنويا على توزيعات أرباح.
يصل متوسط أعمار الشباب مطورى التطبيقات والحلول فى الشركة إلى 25 عاما، وتوفر الشركة لموظفيها سكن بالإيجار بمبلغ بسيط بجوار المعسكر من خلال وحدات سكنية لاتتعدى مساحتها 50 مترا .

على غرار البيت الأبيض فى أمريكا، لدى هواوى مركزا لاختبار واعتماد الحلول والتطبيقات التكنولوجية فى عدة مجالات منها تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات والذكاء الاصنطاعى وإنترنت الأشياء والروبوتات، إلى جانب جامعة متخصصة فى تدريب الموظفين على أحدث التوجهات التكنولوجية تضم 1100 مدرس.