هل يواجه المستهلك صدمات سعرية جديدة خلال 2020؟

“المال” تواصلت مع شركات مقيدة ومحللون ماليون

هل يواجه المستهلك صدمات سعرية جديدة خلال 2020؟
أسماء السيد

أسماء السيد

6:46 ص, الأحد, 17 نوفمبر 19

3 أعوام مرت سريعًا على تعويم الجنيه، شهدت خلالها أسعار السلع والمنتجات زيادات بمعدلات مضاعفة نتيجة توجه عام من الشركات المنتجة لمواجهة تضخم التكاليف.

وبدأ هدوء وتيرة الزيادات خلال العام الجارى فى ظل تعافى معدلات الطلب بشكل محدود إلى جانب ، والتى ساهمت فى تخفيض تكاليف المواد الخام المستوردة .

أجرت “المال” بحثًا موسعًا على شريحة عشوائية من بقطاعات الأغذية والملابس والمفروشات، ومحللين للاقتصاد الكلى، لمعرفة مصير تحركات الأسعار خلال العام المقبل فى ظل الاستقرار النسبى لأوضاع المستهلكين.

وأوضح المسح أن تحركات الأسعار مرهونة بشكل أساسى بتحركات أسعار الدولار، فيما جاءت التوقعات لسعر الدولار متباينة ما بين الصعود الطفيف أو التراجع لمستوى 16 جنيهاً، بشرط زيادة التدفقات النقدية .

سيجما: نتوقع تسجيل الدولار 17 جنيهاً خلال النصف الأول من العام المقبل

بدايةً توقع أبو بكر إمام، رئيس قسم البحوث بشركة سيجما، ارتفاع الدولار خلال أول 6 شهور من العام المقبل 2020 ليصل إلى 17 جنيهاً، مقارنة بمتوسط 16 جنيهاً خلال الفترة الحالية.

ورغم توقعات صعود الدولار، إلى أنه استبعد وجود أى تأثيرات على الشركات أو أسعار السلع لأن الزيادة طفيفة.

وأوضح أن السياسة التسعيرية للشركات تحكمها مجموعة من العوامل، من بينها سعر الصرف، مشيرًا إلى أنه خلال الفترات التى شهدت تراجعاً للدولار لم تخفض الشركات أسعارها.

ولفت إلى أن سعر الدولار المتوقع نجرد تكهنات، وبناء عليه ستكون أسعار السلع خاضعة لسياسة كل شركة على حدة، موضحًا أن توجهات الشركات تختلف، ويفضل بعضها خفض الأسعار بهدف اقتناص حصة سوقية أكبر، وقد يحدث العكس بالتوجه لرفع أسعار البيع لزيادة الربحية، دون الاهتمام بالحصة السوقية .

وتشهد أسعار الدولار أمام الجنيه تراجعًا منذ الربع الأخير من العام المالى المنقضى، لتستقر عند مستويات 16 جنيهاً حالياً.

واستبعد اتجاه الشركات لرفع الأسعار خلال العام المقبل، نتيجة لانخفاض معدل التضخم واستقرار أسعار العملة، مشيراً إلى أنه لن تحدث زيادة حتى فى حالة حدوث الارتفاع الطفيف المتوقع فى سعر الدولار.

وبشكل عام وصف رئيس قسم البحوث بشركة سيجما عام 2019 بالصعب على الشركات، فى ظل تباين أحداثه، مثل رفع الدعم عن الوقود الذى يعد أحد اسباب رفع التكلفة، فى حين تم تخفيض أسعار الفائدة.

وتوقع أن يكون الأداء أفضل خلال العام المقبل، فى ظل التوقعات بتحسن أوضاع الربحية نتيجة للخفض المتوقع لأسعار الفائدة، وهو ما سيدعم الشركات صاحبة القروض المرتفعة.

ورجح تحسن أوضاع القوى الشرائية عقب فترات الضعف التى انتابتها منذ التعويم، مشيرًا إلى أن القرارات المصيرية المتوقع حدوثها العام المقبل ستكون أقل من تلك التى شهدها العام الجارى.

شعاع: سيناريوهان لتحركات العملة الخضراء خلال الفترة القادمة

فيما رسمت إسراء أحمد، محلل الاقتصاد الكلى بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، سيناريوهين لتحرك سعر الدولار خلال الفترة المتبقية من العام المالى الجارى 2019 – 2020 .

وقالت إن الأول يأتى وفقًا للرؤية الهيكلية للاقتصاد المحلى، وتشير تلك الرؤية إلى أن يتجه الدولار للصعود أمام الجنيه ليصل لمستويات 16.80 أو 16.75 جنيه، وهو ما يعتبر ارتفاعًا طفيفًا للغاية .

فيما يتمثل السيناريو الآخر بتوقع كسر الدولار حاجز 16 جنيهاً متجهاً نحو 15.90 جنيه، وذلك حال استمرار التدفقات الأجنبية لسوق أذون الخزانة والسندات، موضحةً أنها أسباب غير مستدامة بشكل عام.

وأوضحت أن كلا السيناريوهين مجرد توقعات، خاصة أن وضع التدفقات النقدية مرهون بمزاجية المستثمر الأجنبى التى تحكمها عدة عوامل أهمها أسعار الفائدة .

وتوقعت أن تواصل أسعار السلع استقرارها نوعًا ما، في ظل غياب صدمات السياسة المالية، سواء تسعير الطاقة أو غيرها، فيما يبقى الخطر الأكبر هو ارتداد سعر الصرف عن مساره الحالى.

وتابعت: رغم استقرار الأسعار المتوقع إلا أن معدل التضخم من الممكن أن يرتفع بسبب أثر سنة الأساس.

وأضافت أنه رغم التوقعات بانخفاضه بشكل كبير فى نوفمبر بنسبة ٣٪، إلى أنه من المتوقع أن يعاود الارتفاع فى ديسمبر المقبل بسبب تأثير سنة الأساس، على أن يستقر على قراءات ما بين ٧ و٩٪ خلال باقى السنة المالية الحالية التى تنتهى فى يونيو 2020.

بلتون: توقعات بتطبيق دومتى و عبور لاند ارتفاعاً نسبته %3

وقالت تقى الوزيرى، المحلل المالى لقطاع الأغذية والمشروبات بشركة بلتون المالية، إن توجهات الشركات السعرية سيحكمها عدة عوامل، من بينها سعر الدولار والمواد الخام، وأيضًا مدى القدرة الاستعابية للمستهليكين لتقبل زيادات سعرية جديدة للسلع.

وتوقعت أن تُجرى شركات الأغذية “دومتي” و “عبور لاند” زيادة %3 على منتجات الجبن، وهى نسبة طفيفة، مع ثبات الأسعار لدى “إيديتا” بدعم من تحسن أوضاع هوامش الربحية التى أحرزتها خلال العام الجارى.

وأضافت أنه حال تراجع سعر الدولار أو استقراره فقد تُقدم الشركات على تثبيت أسعار المبيعات وليس التخفيض، موضحةً أن دوافع زيادة الأسعار تتمثل فى زيادة التكاليف، مثل زيادة قيمة الأجور والمرتبات.

وأوصت بشراء أسهم شركات “دومتي” و “عبور لاند” بقيم عادلة 12.80 جنيه و 7.20 جنيه على التوالى، مقارنة مع 8.25 جنيه و5.67 جنيه أسعار سوقية حالياً، فيما أوصت بالاحتفاظ بسهم جهينة بقيمة عادلة 11.30 جنيه.

ورجحت بلوغ متوسط معدلات التضخم العام خلال العام المقبل %11.6، وكانت معدلاته قد واصلت التراجع للشهر الرابع على التوالى منذ يونيو وحتى شهر سبتمبر الماضى، وتراجع المعدل السنوى فى الحضر %4.8، فيما سجل المعدل الشهرى %0.03 .

دايس: قد نلجأ للخفض العام المقبل تأثراً بتراجع سعر الصرف

قال فيكتور فخرى، رئيس القطاع المالى، عضو مجلس إدارة دايس للملابس الجاهزة، إن شركته قد تلجأ لتخفيض أسعار مبيعاتها خلال العام المقبل، حال استمرار تراجع أسعار الدولار مقابل الجنيه .

وأوضح أنه رغم محاولة الدخول فى صناعات مكملة لتوفير بعض مستلزمات الإنتاج، إلا أن الشركة لا تزال تستورد غالبية المواد الخام.

ورفعت دايس الطاقة الاستعابية لمصنع الأستك والشرائط مؤخراً، لتصل للطاقة القصوى بنسبة %100، كما قامت بالاستحواذ على أصول كايرو قطن.

وأضاف “فخري” أن تراجعات الدولار حال استمرارها فستدعم تكلفة الجزء المستورد، موضحًا أن شركته إذا لجأت لتخفيض أسعار مبيعاتها فسيكون ذلك بهدف دعم التنافسية والمبيعات، ولفت إلى أن متوسط أسعار منتجات الشركة تختلف من منتج لأخر.

وتراجعت مبيعات دايس خلال النصف الأول من 2019 بنسبة طفيفة بلغت %3، لتصل إلى 731 مليوناً مقابل 712 مليون جنيه فى الفترة المماثلة من 2018، فى حين ارتفعت التكلفة بنحو %10 .

إيديتا: 2019 لم يشهد زيادات.. ومعظم الزيادات تمت خلال العامين الماضيين

قال هانى برزى، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب بشركة إيديتا للصناعات الغذائية، إنه على الرغم من هبوط سعر الدولار أمام الجنيه إلا أن التكلفة تضاعفت على الشركات، متأثرة بارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة أجور ومرتبات العاملين للضعف أو أكثر .

وأوضح أن استمرار تراجع سعر الدولار خلال الفترات المقبلة أو استقرارها عند المستويات الحالية، تدعم اتخاذ خطوة تثبيت الأسعار خلال 2020.

وأشار إلى أن إيديتا لم تجر أى زيادات سعرية خلال العام الحالى، فيما كان التركيز على رفع الأسعار خلال الأعوام التى أعقبت تحرير سعر الصرف، خاصة خلال 2017 و 2018، بسبب ارتفاع التكاليف بشكل واضح، وضعف القوى الشرائية.

وأوضح أن %28 من المكون الأساسى لمنتجات شركته يتم استيراده، لافتًا إلى أن ضعف القوى الشرائية مستمر، وخاصة خلال فترات المواسم للأسر المصرية.

ولفت إلى أن الأمر الخاص بالقوة الشرائية مرتبط بتدعيم وضع الاستثمار بصفة عامة، سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى، وأن تولى الدولة اهتمامًا خاصًا بالقطاع الخاص، بهدف إتاحة فرص عمل وزيادة الأجور، ومن ثم تحسن الوضع الشرائى للمستهلكين .

وأوضح أنه بشكل عام فإن المؤشرات الاقتصادية لعدد كبير من القطاعات بدأت فى التحسن، مثل قطاع السياحة، ما يمكن اعتباره عاملاً ايجابيًا .

دومتى: تراجعات “الأخضر” أوقفت تمرير %2 فى أسعار الجبن

وفى السياق ذاته قال أحمد محيى، مدير علاقات المستثمرين بشركة الصناعات الغذائية العربية – دومتى، إن السياسة التسعيرية لشركته خلال العام المقبل لم تُحدد بعد.

وأشار إلى أن العوامل المتحكمة تتمثل فى أسعار المواد الخام عالمياً وسعر الدولار، إلى جانب التغيرات المحلية، مشيرًأ إلى أن %80 من المواد الخام مستوردة.

ولفت إلى أن تراجعات الدولار – فى حالة استمرارها – قد تدفع شركتهُ لعدم إجراء أى زيادات سعرية جديدة خلال العام المقبل.

ونوه إلى أن دومتى رفعت أسعار الأجبان بنسبة %4 من بداية العام الجارى، مشيرًا إلى أن الزيادة كانت مقررة بنسبة %6، لكن تراجعات الدولار دفع للتراجع عن استكمال نسبة الزيادة المقررة، فيما رفعت أسعار العصائر بمتوسط %6 خلال العام الحالى أيضًا .

ولفت إلى أن مبيعات الجبن تستحوذ على النسبة الأكبر من الإيرادات بنحو 75 إلى %80، وتؤول النسبة الآخرى لمبيعات العصائر ودومتى ساندوتش الذى تم طرحه فى أغسطس 2018.

وفيما يتعلق بوضع القوى الشرائية بالسوق المحلية، قال إن النصف الأول من العام الحالى شهد هدوءًا واضحًا، ولكن بدأت بالتحسن خلال النصف الثانى قليلاً، وستستمر خلال الفترات المقبلة من 2020 .

عبور لاند: رفعنا أسعار الجبن %56 منذ التعويم

و قال رامى طارق، مدير علاقات المستثمرين بشركة عبور لاند للصناعات الغذائية، إن السياسة التسعيرية تخضع لتغيرات الوضع العام التى تؤثر على التكلفة .

وأوضح أن تراجعات الدولار جيدة للشركات المستوردة بشكل عام، مشيراً إلى أن %70 من مدخلات إنتاج عبور لاند مستوردة، ما يجعل ارتفاع التكلفة تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأرباح.

واستبعد فكرة أن تقوم شركته بخفض أسعارها حتى فى ظل تراجعات الدولار، لكن من الممكن تثبيتها.

وأشار إلى أن زيادة الأسعار تساهم عامة فى تحسين الربحية، خاصة خلال الفترات الصعبة، موضحًا أن الشركة رفعت أسعار مبيعات الجبن بنسبة %56 منذ تعويم الجنيه.

النساجون الشرقيون: يصعب توقع السياسة التسعيرية حاليًا

وقالت إنجى الديوانى، مدير علاقات المستثمرين بشركة النساجون الشرقيون، إن شركتها تقوم باستيراد حبيبات البولى بروبلين من الشركة المصرية للبروبلين والبولى بروبلين، فى مدينة بورسعيد، بالدولار الأمريكى.

وأوضحت أن شركتها رفعت أسعار بعض الأصناف التى تطرحها بنسبة %3 فى السوق المحلية خلال العام الجارى، مشيرةً إلى أن الزيادة السعرية للعام المقبل يصعب التوقع بها وستحدد وفقًا لظروف السوق.

وأشارت إلى أن العوامل التى تتحكم فى السياسة السعرية تتمثل فى أسعار المواد الخام والتغير فى أسعار الصرف.