هل يهدد زلزال «كابيتر» مستقبل الاستثمار فى الشركات الناشئة؟

فى ظل وجود ضغوط أخرى من الوضع العالمي

هل يهدد زلزال «كابيتر» مستقبل الاستثمار فى الشركات الناشئة؟

طرحت أزمة «كابيتر» للتجارة الإلكترونية مجموعة من الأسئلة الجوهرية حول مجال الاستثمار فى الشركات الناشئة، وما إذا كان سيواجه تداعيات سلبية كبيرة من جراء الواقعة خلال الفترة المقبلة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية لغطا كبيرا حول شركة كابيتر، التى قرر مجلس إدارتها عزل الأخوين محمود وأحمد نوح من رئاستها، بسبب عدم الوفاء بالواجبات التنفيذية، وغيابهما عن إجراءات الفحص النافى للجهالة لعملية دمج محتملة مع كيان آخر، بحسب بيان صادر عن الشركة.

من جهته، قال أحمد بدر الدين، الشريك الإدارى لشركة rmbv للاستثمار المباشر، إن ما حدث لـ«كابيتر» -التى اشتهرت بأنها ثانى أكبر لاعب فى التجارة الإلكترونية بمصر- «أمر محزن»، وهذا ليس فقط بسبب موظفيها، وإنما أيضا للموردين، فضلا عن تأثير الواقعة على المناخ العام بأكمله.

وأضاف: «يريد الجميع أن تنجح الشركات التكنولوجية الناشئة، لتكون قادرة على جذب المزيد من استثمارات رأس المال المخاطر إلى مصر، وخلق دورة من الاستثمارات والعوائد».

فيما استبعد أحمد الجندي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة تنمية كابيتال فينتشرز TCV، أن تُحدث واقعة «كابيتر» تأثيرات كبيرة على الكيانات الناشئة واجتذابها لتمويلات خارجية.

الجندي: الفشل وارد بنسبة 80%.. وبدر الدين: أمر محزن للموظفين والموردين أيضا

وأوضح أن فشل الشركات الناشئة هو جزء أصيل فى هذا المجال، وقد تقارب %80 وهو أمر يُدركه المؤسسون ومديرو الصناديق المستثمرة.

ولفت الجندى إلى أن أهم عنصر يجب التركيز عليه لضمان حماية مؤسسى الشركات الناشئة، هو تجنب اللجوء للاقتراض الشخصى لتمويل العمليات الداخلية.

وأضاف أن التأثيرات أيضًا ستكون محدودة للغاية على الشركات العاملة فى مجال التجارة الإلكترونية، خاصة أن بعضها نجح فعليا فى جذب استثمارات كبيرة من الخارج خلال الفترة الماضية.

وأكد أنه حتى مع فشل بعض التجارب لا يمكن إنكار أن قطاع الشركات الناشئة حقق نجاحا كبيرا على مدار الـ5 سنوات الماضية.

وقال إن أبرز أزمات الكيانات العاملة فى مجال التجارة الإلكترونية، تتمثل فى ضعف هوامش الربحية، وارتفاع التكاليف الأخرى التى تتحملها، وبالتالى فإن غياب رؤوس أموال جديدة يؤثر بشكل مباشر على أدائها.

من جِهته، توقع محمد الفقى، الشريك المؤسس والمدير التنفيذى بشركة «سيمبل» المتخصصة فى خدمات «الشراء الآن والدفع لاحقًا»، أن تتأثر الكيانات الناشئة سلبًا خلال الفترات المقبلة، جراء واقعة «كابيتر»، خاصة فيما يتعلق بعمليات جمع التمويلات.

الفقى: سوء الإدارة السبب.. وعكاشة: حالة فردية لا يمكن تعميمها

وأوضح أن مديرى الصناديق سيصبحون أكثر تحفظًا فى ضخ التمويلات لهذه النوعية من الشركات، وسيتم التركيز على عدة جوانب، تضمن تمكن الكيان من تحقيق معدلات نمو وربحية خلال فترات زمنية محددة، مرجعًا ما حدث فى «كابيتر» بشكل أساسى لسوء الإدارة.

وتابع أن الشركات الناشئة تعانى بقوة بسبب الظروف العالمية، ومن ثم يمر أغلبها بأزمات تتعلق بصعوبة الحصول على تمويل فى الفترة الراهنة.

من جانب آخر، قال محمد عكاشة، مؤسس صندوق ديسر بتيك، إن «كابيتر» تعد حالة فردية ولا يجوز تعميمها على قطاع الكيانات الناشئة بشكل عام، مشيرا إلى أن هناك عشرات الشركات تعمل بالمجال نفسه ولم تواجه أى أزمات.

وأشار إلى أن الاستثمار بالشركات الناشئة يتضمن مخاطرة كبيرة خلال الأعوام الأولى، متوقعا مزيدا تدقيق المستثمرين بشكل أكبر فى اختيار إدارات تلك الكيانات لتفادى الأخطاء السابقة.

ورأى أنه من الضرورى أن يكون هناك دور فعال لمجالس إدارة الشركات الناشئة، الأمر الذى يسهم فى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة عند حدوث أزمات مشابهة.

وشدد خالد إسماعيل، مؤسس صندوق هيم إنجلز لرأسمال المخاطر، على ضرورة مراجعة أصحاب رؤوس الأموال لأوجه إنفاق مؤسسى ورؤساء الشركات الناشئة، لافتا إلى وجود حالات تتضمن توظيف التمويلات فى شراء مقار خارج البلاد، أو سيارات باهظة الثمن، بدلا من الأعمال التشغيلية أو التوسعات.

وتوقع ظهور حالات مماثلة لـ«كابيتر» خلال الستة اشهر القادمة، نتيجة تكرار نفس الخطأ.

وأوضح هشام عبد الغفار، مؤسس صندوق ميناجروس لرأسمال المخاطر، أن نموذج أعمال الشركات الناشئة يتسم بالمخاطرة الكبيرة، إذ يتضمن بالتأكيد فشل بعض الكيانات المستثمر بها.

وأكد أن صناديق رأسمال المخاطر على دراية تامة بأن العوائد التى تأتى من الاستثمار بالكيانات الناشئة لا تتجاوز %10 من القيمة الكلية.

وألمح إلى أن شهية المستثمرين لم تعد مفتوحة لنماذج الأعمال التى تتوسع وتنمو بغض النظر عن تحقيق الربحية، متابعا أن الشركات عليها تغيير أنماط أعمالها بما يتوافق مع المستجدات العالمية.

وشدد على ضرورة عدم الخوض فى تحديات مع الأوضاع الحالية، سواء محليا أو عالميا، أو تصور المؤسسين انهم أذكى من السوق، منوها بأن سياسة حرق الأسعار أثبتت فشلها على جميع الأصعدة.