هل ينتهى الصراع على ماسبيرو بـ الخصخصة ؟

أرجع عدد من خبراء الإعلام اتجاه أنظار تكتلات الفضائيات الخاصة مؤخرا نحو إبرام تحالفات إعلامية مع ماسبيرو إلى سعيهم للاستفادة من إمكاناته الضخمة فى ظل تراجع إيراداتهم من الإعلانات فى الفترة الأخيرة مما أجبرهم على تقليص ميزانياتهم وتسريح عدد من العاملين بمؤسساتهم.

هل ينتهى الصراع على ماسبيرو بـ الخصخصة ؟
جريدة المال

المال - خاص

1:12 م, الأربعاء, 19 نوفمبر 14

المال ـ خاص:

أرجع عدد من خبراء الإعلام اتجاه أنظار تكتلات الفضائيات الخاصة مؤخرا نحو إبرام تحالفات إعلامية مع ماسبيرو إلى سعيهم للاستفادة من إمكاناته الضخمة فى ظل تراجع إيراداتهم من الإعلانات فى الفترة الأخيرة مما أجبرهم على تقليص ميزانياتهم وتسريح عدد من العاملين بمؤسساتهم.

وأكد الخبراء أن بعض رؤوس أموال أصحاب الفضائيات الخاصة يسعون للتحكم فى الإعلام الرسمى المصرى لخدمة أهدافهم وليس للنهوض به، لافتين إلى وجود عدد من الكيانات الإعلامية العربية والمصرية التى تنتظر انهيار الاتحاد بشكل تام ليتم بعد ذلك إعلان خصخصته، فى حين يرى آخرون أن الخصخصة هى الحل الأمثل إذا لم تتم إعادة هيكلته، ولكن بشرط ضمان حقوق العاملين وعدم الاستغناء عنهم.

فى هذا السياق، قال الدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، إن خصخصة ماسبيرو فى الوقت الحالى غير مقبولة، ولكن الحلول الجذرية تأتى من تقليص أعداد القنوات والشبكات التى تتحمل ميزانيات ضخمة.

وأكد أن خصخصة بعض القطاعات أو تحويلها لأسهم ستكون خطوة بالغة الصعوبة، كما أنها ستعيدنا إلى مشكلة خصخصة القطاع العام، لافتا إلى وجود كيانات إعلامية مصرية وعربية تنتظر خصخصة ماسبيرو، وبالتالى فإن خيار التعاون بين الإعلامين الرسمى والخاص وفقا للقواعد والمعايير التى تضمن الحفاظ على إعلام الدولة وعدم السيطرة عليه أفضل من الخصخصة.

وأوضح الشريف أن الإعلام صناعة ثقيلة تحتاج لإمكانات ضخمة، وبالتالى تحتاج أى قناة أو مؤسسة إعلامية لأموال كثيرة للاستمرار فى المنافسة، فتلجأ معظم القنوات فى دول العالم لإنشاء تحالفات للصمود.

وأشار إلى أنه بعد أحداث يناير 2011 وقع نوع من التحالف بين القطاع الخاص لسحب رصيد الإعلانات من التليفزيون الرسمى، وبالفعل فقد التليفزيون قدرته على التسويق الجيد لبرامجه ومسلسلاته مما أفقده دخله من الإعلانات.

من جهته، توقع خالد السبكى، مدير عام بالقطاع الاقتصادى بماسبيرو، اتجاه الدولة لهيكلة ماسبيرو بقرار من مجلس الشعب القادم، لافتا إلى إمكانية أن يسبق هذه الخطوة عدد من الإجراءات ستبدأ بتضييق وزارة المالية على الاتحاد فى الميزانية، وعندما لا يستطيع دفع رواتب الموظفين سيقوم بالاستغناء عن قطاعات بموظفيها، والاكتفاء بثلاث قنوات (الأولى والثانية والفضائية المصرية) و4 شبكات إذاعية (القرآن الكريم والبرنامج العام وصوت العرب والشباب والرياضة) على أن يتم تحويل باقى القطاعات إلى شركات، ليعود ماسبيرو إلى الهيكلة القديمة التى نادى بها الدكتور حسين أمين عام 1996.

وأشار السبكى إلى أنه إذا لم تتم إعادة هيكلة ماسبيرو فالخصخصة هى الحل بشرط أن تضمن الدولة للعاملين عدم تخفيض رواتبهم ومستحقاتهم وعدم تسريحهم، خاصة أن القانون ليس فى صالحهم، موضحا أن ماسبيرو إذا تحول إلى شركة ستتغير المنظومة بالهيكل الوظيفى طبقا للقانون التابع له الشركات، وفى هذه الحالة قد يكون الاستغناء عن العاملين واختيارهم حسب الوساطة والمحسوبية.

وأشار السبكى إلى أن الفضائيات الخاصة تسعى لهدم الإعلام المصرى لخدمة أهداف واستراتيجيات خاصة بها، فى حين أن قيادات ماسبيرو تساعدهم على ذلك دون دراية، مؤكدا أن عيب ماسبيرو فى الإدارة، حيث يمتلك الاتحاد 45 ألف موظف يمكن استغلالهم والاستفادة منهم للارتقاء به، إلا أن القيادات لا تمتلك خطة للتصحيح أو التطوير.

وقالت الإعلامية منى الحسينى، أحد أبناء ماسبيرو، إن خطوة النهوض بماسبيرو وإعادته للريادة الإعلامية فى مصر والوطن العربى تبدأ بالخصخصة، مشيرة إلى أن التليفزيون يحتاج إلى اقتصاد قوى ورجال أعمال وطنيين يستهدفون الربح القليل حتى لا يتحول الاتحاد إلى مؤسسة ربحية فقط تفتقر إلى المهنية.

وعن كيفية التعامل مع 45 ألف موظف بماسبيرو إذا تمت خصخصته، أكدت منى أن %75 من موظفى ماسبيرو يعملون من أجل الراتب فقط، لذا من الممكن تطبيق نظام المعاش المبكر خاصة أن هناك من يعمل لمجرد الحاجة المالية فقط، متوقعة ألا يعترض أحد على ذلك.

وأكدت أن الفضائيات الخاصة تمد يديها الآن للتليفزيون المصرى لما تمر به من أزمات مالية أجبرتها على تخفيض ميزانياتها وتسريح بعض العاملين بها، الأمر الذى جعل بعضها يفكر فى الدخول فى تعاون برامجى مع التليفزيون لحاجتهم الشديدة لإمكاناته. 

جريدة المال

المال - خاص

1:12 م, الأربعاء, 19 نوفمبر 14