هل يتحول مذيعو البرامج إلى مندوبى إعلانات؟!

فى ظل الأزمات المالية الطاحنة التى تمر بها بعض الفضائيات حالياً ، لجأت بعض المؤسسات الإعلامية إلى رهن استمرار مذيعيها بما تجلبه برامجهم من إعلانات وعقود رعاية فى إطار سعيها للخروج من الأزمة المالية التى تعرضت لها بسبب تراجع نسب المشاهدة.

هل يتحول مذيعو البرامج إلى مندوبى إعلانات؟!
جريدة المال

المال - خاص

1:24 م, الأربعاء, 14 يناير 15

محمد فتحى

فى ظل الأزمات المالية الطاحنة التى تمر بها بعض الفضائيات حالياً ، لجأت بعض المؤسسات الإعلامية إلى رهن استمرار مذيعيها بما تجلبه برامجهم من إعلانات وعقود رعاية فى إطار سعيها للخروج من الأزمة المالية التى تعرضت لها بسبب تراجع نسب المشاهدة.

قال الدكتور مصطفى الأدور، رئيس مجلس إدارة وكالة الأدور للدعاية والإعلان، إن معظم القنوات أصبحت تتبع تلك السياسة، خاصة بعدما استغنى معظمها عن إدارات التسويق الخاصة بها لتوفير النفقات ثم أصبحت تخير المذيع بين الاستمرار مع جلب إعلانات وإما الرحيل.

وأشار إلى أن تلك السياسة تقلل من قيمة القناة، كما أن الإعلامى الذى يوافق على ذلك تصبح له سطوة عليها، موضحا أن بعض المذيعين يشترطون الحصول على %30 من عقود الرعاية التى تأتى من خلالهم، وهو ما يحدث فى القنوات الخاصة حاليا والتى تحكم فيها المذيعون بشكل كبير بما يمثل خطورة على الإعلام والمشاهد.

وأضاف أن المعلن أيضا أصبحت له سطوة، لافتا إلى أن القناة قد تتغاضى عن مستوى الإعلان أو محتواه.

وأوضح أن السبب فى ذلك هو ما تواجهه الفضائيات من أزمات مالية وإحجاماً من المعلنين فى السنوات الأخيرة مع عدم وجود جهة حاكمة، مما اضطرها لاتباع تلك السياسة فى عدد من البرامج التى انخفض الإقبال الإعلانى عليها، مؤكدا أن الحل يتمثل فى وضع ميثاق شرف إعلامى.

وقال الدكتور حسن على، رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، إن إلزام المذيعين بجلب إعلانات لبرامجهم أصبح إحدى سمات الإعلام الخاص، بسبب انخفاض الإقبال الإعلانى عليها نتيجة تراجع معدلات المشاهدة، كما أن الفضائيات الخاصة أصبحت تعانى من أزمات مالية ترغب فى تعويضها بالإعلانات كونها أسرع وسيلة للتعويض.

وأكد أن هذا الاتجاه يمثل خطورة كبيرة على الإعلام، خاصة أنه يمنح المعلن فرصة التحكم فى محتوى البرنامج مما يؤثر على مصداقيته ويترتب على ذلك مشكلات كبيرة.

وأوضح أن وكالات الإعلان أصبحت المتحكم الرئيسى فى أفكار البرامج وهو ما ساهم فى ظهور أنماط جديدة من البرامج التى لا تحترم عقلية المشاهد فى ظل الغياب الواضح للقوانين المنظمة.

وقال الدكتور ابراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار السابق باتحاد الإذاعة والتليفزيون، إنها ظاهرة سلبية تعكس الفشل الإعلامى الذى سيطر على الإعلام، بعد أن أصبحت الإعلانات هى المسيطرة على المادة الإعلامية، فى ظل البحث عن المال.

وأضاف أن بعض المؤسسات الصحفية التى يعتمد دخلها على الإعلانات فقط أصبحت تعقد اتفاقاً مع الصحفيين باستمرارهم مقابل جلب إعلانات للجريدة، مؤكداً أن هذا الإجراء ضد ميثاق الشرف الصحفى، لأن الصحفى من المفترض ألا يعمل تحت ضغوط من أى جهة.

وأكد ضرورة الإسراع فى إنشاء نقابة الإعلاميين لضبط الأداء الإعلامى، وحماية الإعلام من الدخلاء وسطوة الإعلان، مشيرا إلى أن تأخر ظهورها حتى الآن أسبابه غير معلومة، كما طالب بوضع ميثاق الشرف الإعلامى وتفعيله.

جريدة المال

المال - خاص

1:24 م, الأربعاء, 14 يناير 15