تأثرت أغلب المجالات الحياتية بأزمة فيروس كورونا التي بدأت منذ منتصف مارس الماضي والتي تستمر حتى الآن وأدت لغلق المسارح والسينمات وغيرهما من الأماكن التي كانت تشهد تجمعات كبيرة في مصر.
حيث تأثرت صناعة السينما المصرية بهذه الأزمة كثيرا، وتعرضت لخسائر فادحة تتجاوز 300 مليون جنيه بعدم وجود دور عرض في موسم العيد الأخير، والذي كاد يشهد عرض حوالي 5 أفلام سينمائية جديدة تحمل ميزانيات انتاجية ضخمة جدا لنجوم الصف الأول المعروفين بتحقيق أعلى إيرادات في السينما، منهم كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأحمد عز.
في هذا التقرير، نرصد آراء بعض النقاد والسينمائيين حول مدى تأثر صناعة السينما المصرية مؤخرًا بهذه الأزمة ورؤيتهم لمستقبل الصناعة أيضًا.
ماجدة موريس: السينما تحتاج لدعم الدولة وتقديم أفكار متجاوزة الإبداع
قالت الناقدة ماجدة موريس إنها ليست متفائلة بمستقبل صناعة السينما المصرية الفترة المقبلة، لأسباب عدة أهمها أن المنتج الخاص الذي يملك خبرات فنية كثيرة لم يعد له وجود بقوة في السينما.
وأضافت ان السبب الثاني يتمثل في كون تكلفة الفيلم السينمائي في مصر أصبحت عالية جدًا، في ظل قلة دور العرض السينمائي.
لافتة إلى أن أغلب دور العرض بالمحافظات على مستوى الجمهورية تم هدمها، رغم أن وزارة الثقافة المصرية منذ عامين اعلنت وهي تسترد اصول السينما المصرية، أنها ستقوم بإنشاء دور عرض سينمائية كبرى في جميع المحافظات، كما ستقوم بدعم الإنتاج السينمائي بمصر، لكن يبدو أنه كان مجرد كلام فقط، ولم يتحقق اي شيء مما اعلنته الوزارة.
وتابعت قائلة أن السينما اصبحت محدودة الإمكانات، ويكفي أن أفلاما مثل همام في أمستردام، والارهاب والكباب، واللعب مع الكبار، جميعها افلام سينمائية قديمة عرضت الأيام الماضية على القنوات الفضائية المختلفة، وأعتقد أنه لا يمكن تقديم مثل هذه الأفلام بمستواها الفني العال حاليا لانها تحتاج لتوافر عناصر جيدة لمنظومة العمل الفني ككل من سيناريو واخراج وغيرها.
وأشارت إلى أن أزمة فيروس كورونا سنتتهي بالتأكيد ، لكن هل توجد مؤسسات انتاجية تعطي للكتاب والمخرجين فرصا كبيرة لتقديم اعمال فنية سينمائية تحمل طموحات كبيرة، لانه بدون حرية الفكر والطموح يصعب تقديم افلام متجاوزة وفيها ابداع كبير .
وأوضحت ان مستقبل السينما المصرية يرتبط بصورة وثيقة بمدى رعاية الدولة لها كفن وفكر ايضا، ويرتبط أيضا بدور العرض السينمائية، لأننا لن نستطيع تنفيذ تجربة امريكا مؤخرا بانها قامت بعمل دور عرض في السيارات بحيث كل شخص يستطيع رؤية افلاما جديدة وهو بعيد عن باقي الاشخاص وذلك لن يكون له جدوى في مصر ، الاهم هل سيوجد منتجين يقدموا فنا وسينما تتجاوز الافكار السائدة والتقليدية الفترة المقبلة حتى تنهض الصناعة بعد مرور هذه الازمة .
سلوى محمد علي: السينما المصرية ستتأثر بالأزمة مثل نظيرتها العالمية.. لكنها ستعود
بينما ترى الفنانة سلوى محمد علي أن السينما المصرية تأثرت مثل السينما العالمية التي اغلقت فيها ستوديوهات يونيفيرسال العالمية مؤخرا بسبب ازمة كورونا.
وقالت أيضا إنه لا يمكن اقامة مهرجان الاوسكار هذا العام ، لانه لم يتم انتاج افلام سينمائية جديدة ثلث السنة بسبب هذا الوباء ، باستثناء مهرجان فينيسا الذي اعلن عن اقامته .
واضافت ان صناعة السينما المصرية ستتاثر كثيرا بهذه الازمة لفترة، لكنها في اعتقادي ستعود للعمل مرة أخرى ونشاطها بقوة .
محمد قناوي: دورة رأس المال في السينما توقفت وأثرت الأزمة كثيرًا على السينما
بينما يرى الناقد الفني السينمائي محمد قناوي أن هذه الأزمة أثرت بصورة سلبية على صناعة السينما المصرية بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنين طويلة.
ولفت إلى أن ستوديوهات السينما متوقفة حاليا، وإيرادات موسم العيد الماضي التي مفترض تجاوزها 300 مليون جنيه ضاعت بسبب إغلاق السينمات، وخسر المنتجون من هذه الأزمة كثيرًا.
وأكد أن دورة رأس المال في السينما متوقفة لأجل غير محدد، موضحًا تاثير وباء كورونا سيستمر بعد انتهاء هذه الازمة بشهور، إضافة لتأثير الأزمة أيضًا على العمال ومهندسي الديكور للأفلام والفنيين والمونترين جميع هذه الفئات تأثرت بصورة كبيرة من هذه الأزمة.