كيف تغير تقنية «الميتافيرس» مستقبل المحتوي الترفيهي على «فيسبوك» ؟

تستخدم فى دور العرض 3D و 4D

كيف تغير تقنية «الميتافيرس» مستقبل المحتوي الترفيهي على «فيسبوك» ؟
عمر ياسر

عمر ياسر

2:06 م, الأثنين, 1 نوفمبر 21

أثار إعلان موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” عن العمل بتكنولوجيا الميتافيرس ضجة واسعة على نطاق مستخدمي تطبيق التواصل الإجتماعي فيسبوك , طارحا العديد من التساؤلات حول مستقبل منصات التواصل الإجتماعي و ما مدى تاثيرها على العلاقات الإنسانية , جاء ذللك تزامنا مع تغيير اسم شركة فيس بوك إلى ميتا.

و أفاد عدد من خبراء  مواقع السوشيال ميديا “للمال” أن تللك التقنية ستساهم في خلق محتويات ترفيهية بتقنيات ذات جودة مرتفعة ,تشجع المستخدم على التعايش مع المحتوى ,بينما أفاد اخرين بأنها مجرد إعادة تسمية للعلامة التجارية بغرض زيادة المبيعات و الاسهم.

الحارثي : الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء ساهموا فى تعزيز التقنية الجديدة

وقال محمد الحارثي إستشاري الإعلام الرقمي و تطوير الأعمال أن تكنولوجيا الميتافيرس تم إستخدامها من قبل على مستوى الألعاب الإلكترونية  المبنية على الواقع الإفتراضي و دور العرض التي تستخدم تقنيات 3D و 4D .

و أضاف بأن تللك التقنيات جعلتنا نعيش الواقع الإفتراضي بغرض الترفيه للحظات نعود بعدها للحياة الواقعية و تابع بأن الميتافيرس هو التطور الطبيعي لتكنولوجيا الواقع الإفتراضي المعزز بالكامل.

و أشار إلى نوعين من التكنولوجيا ساهموا  و شجعوا على الإنتقال إلى الواقع الإفتراضي المعزز هما تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي و إنترنت الأشياء , لافتا إلي أن الذكاء الإصطناعي أصبح لديه القدرة على تحليل كم هائل من البيانات و المعاملات و السلوكيات الرقمية .

و تابع بأن الفرد يقضي ما لا يقل عن سبع ساعات يوميا متصفحا القنوات الرقمية , مما أدى لسرعة تحليل الإستخدامات من قبل الذكاء الإصطناعي و فهم طبيعة الواقع و التفاصيل التي بحاجة أن يراها المستخدم  ,بالإضافة إلى الإعلانات التي أصبحت اكثر تاثيرا و تصف الإحتياجات بشكل مفصل.

و استطرد أن تكنولوجيا إنترنت الأشياء التي تعتمد على إتصال الأجهزة و تبادل البيانات ببعضها البعض ساهمت أيضا في تطوير الفكرة , مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد ظهور العديد من الأجهزة  الداعمة لما يطلق عليه “الشعور و الإشعار” مثل النظارة التي قامت يتنفيذها شركة جوجل بالتعاون مع ماركة النظارات الشهيرة راي بان ray ban  .

و وصف تقنية الميتافيرس بأنها عالم مليء بالتفاصيل ,من خلالها يستطيع المستخدم ان يشعر و يقابل شخصيات عديدة على هيئة مجسدات Avatars أو شخصيات , و أكمل أن التقنية ستجعل المستخدم يعيش الواقع الإفتراضي بطبقاته المتعددة بالإضافة إلى جعله مشاركا ومتعايشا مع هذا الواقع الإفتراضي أكثر من كونه متفرجا مما سيجعل المستخدم يقضي عدد ساعات كبير داخله.

و ذكر عدد من مزايا التقنية الجديدة منها إنها ستخلق زخما هائلا من التكنولوجيات و البرمجيات و الأجهزة التي تدعم هذا الواقع الإفتراضي ,إلى جانب أنها سوف تساهم في تشجيع الإبداع في مجالي الفن و  التكنولوجيا , مثل المعرض الذي إفتتحه مؤسس تطبيق فيسبوك و ميتافيرس مارك زوكيربيرج بمشاركة العديد من الفنانين كتجربة أولية لهذه التكنولوجيا.

و أضاف أن تقنية الميتافيرس تهدف في المقام الاول إلى الربح, الأمر الذي يجعلها تتدخل في تغيير  عالم الأعمال ,حيث سيكون بإمكان المستخدم تصميم الكتب الخاص به و إستقبال العملاء بهذا المكتب , كما سيكون بإمكانه تغيير التصميم الخاص بالمكتب في الوقت الذي يريده, بالإضافة إلى تفاصيل عديدة يستطيع العديد من المستخدمين المتشاركين في نفس الحساب ان يتفاعلوا معها.

و أكد على توافق شكل  الإعلانات  مع تقنية الميتافيرس الحديثة  بمساعدة الذكاء الإصطناعي من حيث التصوير و جودة الصورة و الإخراج و خلق تفاصيل تجعل المستخدم قادر على التفاعل معها ,بالإضافة إلى تصميم إعلانات تفاعلية تبث إلى المستخدمين في لحظات قليلة,مستشهدا بمجموعة أفلام قصيرة بثت منذ عامين ,معتمدة على عنصر الذكاء الإصطناعي بالكامل دون الإستعانة بأية عناصر بشرية.

و أشار إلى مساويء تقنية الميتافيرس و منها المزيد من الإنعزال الإجتماعي و التأثير على الإدراك و الإبداع على أرض الواقع , مشددا على ضرورة ان لا ينساق الإنسان وراء مغريات العالم الإفتراضي و يحقق التوازن بين العالمين الإفتراضي و الواقعي حتى تنمو لديه طاقة الإبداع.

صبري : الفكرة شو إعلامي و موجودة منذ 2019

وقال احمد صبري رئيس شعبة التسويق الرقمي فى غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات CIT فى الاتحاد العام للصناعات ، أن فكرة الميتافيرس  ليست وليدة اليوم أو أمس و لكنها مطروحة منذ عام 2019 و هي تعتبر الموجة الثالثة من الإنترنت و تدعى web 3.0 , و اساسها هو التعامل ثلاثي الأبعاد 3D  مثل التقنيات المستخدمة في ألعاب الفيديو.

و اشار إلى ان هذه التقنية الجديدة ما هى إلا شو إعلامي  و تغيير للعلامة التجارية الغرض منها رفع أسهم فيس بوك ,خاصة بعدما ترك عدد كبير من  المستخدمين منصة التواصل الإجتماعي الأشهر على مستوى العالم و التحول وتحولوا للمنصات الأخرى عقب العطل الذي اصابه اوائل شهر اكتوبر الماضي .

و تابع بأنه تم رفع قضايا احتكار وعدم شفافية ضد مارك زوكربيرج مؤسس شركة فيسبوك خلال الفترة الأخيرة  ،أضاف انه يسعى من خلال الترويج لتللك التقنية ان يغزو الأسواق الأوروبية و يتوسع خارج الولايات المتحدة الامريكية.

و أضاف صبري بأن تقنية  الميتافيرس امامها على الأقل من 5-6 أعوام قبل تطبيقها فعليا بسبب موانع تكنولوجية.

و لفت إلى أن التقنية تحمل العديد من المزايا للمستخدم منها, كسر حاجز ثنائية الأبعاد و اللجوء لتقنية ثلاثية الأبعاد 3D  المفضلة لدينا كبشر , السفر و إستكشاف أماكن كثيرة دون التحرك من موقع المستخدم , و أكمل أن إلى جانب تللك المزايا يوجد عدة عيوب منها, المزيد من التوحد و المزيد من الإنعزالية.     

وتابع  إلى أن تللك التقنية تعتبر أيضا التطور الطبيعي لمنصات التواصل الإجتماعي  ,و أضاف بأن هذا التطور على الأرجح ستقوده شركات الألعاب الإلكترونية ,لافتا إالى الإمكانيات و التكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها تللك الشركات.