هل تراجعت أسعار الأغذية خلال شهر أغسطس ؟ (تفاعلي)

انخفضت الأسعار الدولية للقمح في أغسطس بنسبة 5.1 في المائة

هل تراجعت أسعار الأغذية خلال شهر أغسطس ؟ (تفاعلي)
أيمن عزام

أيمن عزام

7:09 م, الأثنين, 5 سبتمبر 22

شهدت زمرة من السلع الغذائية انخفاضا خلال شهر أغسطس، وإن كانت لا تزال مرتفعة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي،  وهو ما يفصح عنه المؤشر الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الذي انخفض للشهر الخامس على التوالي، مسجلا تراجع بنسبة 1.9% مقارنة بشهر يوليو.

ورغم التراجع الأخير، بقي المؤشر أعلى بمقدار 10.1 نقطة (7.9 في المائة) من قيمته المسجّلة في العام الماضي.

 و سجّلت المؤشرات الفرعية الخمسة كافة التابعة له تراجعًا معتدلًا في شهر أغسطس.

وتراوحت معدلات هذا  التراجع بين 1.4 في المائة بالنسبة إلى الحبوب، و3.3 في المائة بالنسبة إلى الزيوت النباتية.  

يقيس مؤشر منظمة  الأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الأغذية التغيّر الشهري في الأسعار الدولية لسلّة من السلع الغذائية الأساسية.

أسعار القمح لا تزال مرتفعة

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 145.2 نقطة في أغسطس، أي بانخفاض قدره 2.0  نقطة (أو 1.4 في المائة) عن مستواه المسجّل في يوليو،  ولكنه بقي أعلى بمقدار 14.8 نقاط (أو 11.4 في المائة) عن مستواه في أغسطس 2021.

 وانخفضت الأسعار الدولية للقمح في أغسطس بنسبة 5.1 في المائة، مسجّلةً بذلك تراجعًا للشهر الثالث على التوالي، مدفوعةً بتوقعات الإنتاج المحسّنة، ولا سيما في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي، والارتفاع الموسمي للكميات المتاحة في ضوء استمرار الحصاد في بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية واستئناف التصدير من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا للمرة الأولى بعد توقفها لمدة تجاوزت خمسة أشهر. 

ومع ذلك، بقيت الأسعار العالمية للقمح أعلى بنسبة 10.6 في المائة من قيمتها المسجّلة في شهر أغسطس من العام الماضي.

 وارتفعت الأسعار الدولية للحبوب الخشنة ارتفاعًا طفيفًا (+0.2 في المائة) في أغسطس وكان متوسّط هذه الأسعار أعلى بنسبة 12.4 في المائة عن مستواه في العام الماضي.

 ولم تطرأ تغييرات على الأسعار العالمية للذرة، حيث زادت بنسبة 1.5 في المائة، متأثرةً إلى حدّ كبير بانخفاض توقعات الإنتاج في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بسبب موجات الحرّ وظروف الجفاف، فيما حال استئناف عمليات التصدير من أوكرانيا دون تواصل ارتفاع الأسعار.

 وفي المقابل، سجّلت الأسعار العالمية للشعير والذرة الرفيعة انخفاضًا بنسبة 3.8 و3.4 في المائة على التوالي.

مؤشر الأرز ظل ثابتا

 وبقي مؤشر أسعار الأرزّ عمومًا لدى المنظمة ثابتًا في أغسطس ، حيث أدّى الانخفاض الطفيف في أسعار أصناف أرزّ Indica الأكثر تداولًا إلى التعويض عن الزيادات المعتدلة في أسعار الحبوب في قطاعات سوق الأرزّ الأخرى.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 163.3 نقاط في أغسطس ، أي بانخفاض قدره 5.5 نقاط (أو 3.3 في المائة) عن قيمته من شهر إلى آخر، دافعًا بذلك قيمة المؤشر إلى ما دون المستوى الذي كان عليه في العام الماضي. 

وكان هذا التراجع المستمر في المؤشر مدفوعًا بتراجع الأسعار العالمية لزيوت النخيل ودوار الشمس وبذور اللفت، التي تعوّض بأشواط ارتفاع أسعار الصويا. وانخفضت الأسعار الدولية لزيت النخيل للشهر الخامس على التوالي في أغسطس ، مدفوعةً بارتفاع الكميات المتاحة للتصدير من إندونيسيا، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض الرسوم على الصادرات فضلًا عن الارتفاع الموسمي في الإنتاج في جنوب شرق آسيا.

ارتفاع أسعار زيت الصويا

وفي الوقت نفسه، تراجعت الأسعار العالمية لزيت دوار الشمس في ظلّ الطلب العالمي الخافت المستمر على الواردات الذي تزامن مع استئناف تدريجي للشحنات من الموانئ البحرية في أوكرانيا. 

وهبطت كذلك الأسعار الدولية لزيت بذور اللفت في أغسطس بسبب توقعات الإمدادات الوافرة خلال موسم 2022/2023 المقبل.

وفي المقابل، شهدت الأسعار العالمية لزيت الصويا ارتفاعًا من جديد وإنما بشكل طفيف، ويرجع السبب في ذلك بشكل أساسي إلى المخاوف إزاء تأثير ظروف الطقس غير المواتية على إنتاج فول الصويا في الولايات المتحدة الأمريكية.

أسعار الألبان لا تزال مرتفعة

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الألبان 143.5نقاط في أغسطس ، أي بتراجع قدره 3.0 نقاط (2.0 في المائة) عن مستواه في يوليو ، مسجّلًا بذلك انخفاضًا للشهر الثاني على التوالي، وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 27.3 نقاط (23.5 في المائة) من قيمته المسجلة في العام الماضي.

 وفي أغسطس ، تراجعت الأسعار الدولية للزبدة والحليب المجفف، ويعود السبب في ذلك أساسًا إلى ضعف الطلب على الإمدادات الآنية من معظم الجهات المستوردة الرئيسية، نظرًا إلى كفاية مخزوناتها لتغطية احتياجاتها العاجلة.

 وألقت أيضًا توقعات السوق التي تفيد بتزايد الإمدادات من نيوزيلندا في موسم الإنتاج الجديد بثقلها على الأسعار الدولية، رغم تراجع إنتاج الحليب في عدّة مناطق منتجة رئيسية، بما في ذلك في بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

ارتفاع أسعار الأجبان

 وفي المقابل، ارتفعت الأسعار العالمية للأجبان للشهر العاشر على التوالي، مظهرةً الطلب العالمي الثابت على الواردات والمبيعات الداخلية القوية، ولا سيما في الوجهات السياحية الأوروبية.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 122.7 نقاط في أغسطس ، أي بتراجع قدره 1.8 نقطة (1.5 في المائة) عن مستواه في يوليو ، مسجّلًا بذلك أيضًا انخفاضًا للشهر الثاني على التوالي بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في يونيو 2022، ولكنّه بقي أعلى بمقدار 9.3 نقاط (8.2 في المائة) من قيمته المسجلة في العام الماضي. 

تراجع أسعار اللحوم

وشهدت الأسعار الدولية للحوم الدواجن تراجعًا في أغسطس ، مدفوعةً بتراجع عمليات الشراء للواردات من جانب الجهات المستوردة الرئيسية وارتفاع الكميات العالمية المتاحة للتصدير نوعًا ما. 

وفي الوقت نفسه، تراجعت الأسعار العالمية للحوم الأبقار في ظل ضعف الطلب المحلّي في بعض البلدان المصدّرة الرئيسية وارتفاع الإمدادات المخصصة للتصدير والارتفاع الطفيف في الإمدادات في أستراليا.

 وفي المقابل، ارتفعت أسعار لحوم الخنزير بسبب استمرار تراجع الإمدادات بالخنازير الجاهزة للذبح، بينما سجّلت أسعار لحوم الأغنام من جديد ارتفاعًا طفيفًا نتيجة ارتفاع الطلب على الواردات من بعض البلدان الأوروبية ما عوّض عن تراجع المشتريات من الصين.  

الجفاف يحول دون خفض أكبر في أسعار السكر

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكّر 110.4 نقاط خلال شهر أغسطس أي بانخفاض قدره 2.4 نقطة (2.1 في المائة) عن مستواه في شهر يوليو ، مسجّلًا بذلك تراجعًا للشهر الرابع على التوالي، وأدنى مستوى له منذ يوليو 2021.

 وجاء الانخفاض في شهر أغسطس بشكل أساسي نتيجة الزيادة في سقف صادرات السكر في الهند وانخفاض أسعار الإيثانول في البرازيل، الأمر الذي رفع توقعات استخدام قصب السكر لإنتاج السكر.

 غير أن انخفاض إنتاج السكر عمّا كان متوقعًا في البرازيل خلال النصف الأول من شهر أغسطس بسبب سوء الأحوال الجوية، إلى جانب استمرار المخاوف بشأن تأثير ظروف الجفاف على محصول عام 2022 في الاتحاد الأوروبي، قد حالا دون حدوث انخفاض أكبر في الأسعار.  وساهم كذلك ارتفاع قيمة الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي في الحد من تراجع الأسعار العالمية للسكّر (المحسوبة بالدولار الأمريكي).