هل تتمكن المنصات الإلكترونية من إنهاء صناعة المعارض مستقبلا؟

المعارض العقارية تلعب دورا مهما فى انتعاش الاقتصاد

هل تتمكن المنصات الإلكترونية من إنهاء صناعة المعارض مستقبلا؟
سحر نصر

سحر نصر

10:52 ص, الأربعاء, 27 مارس 19

تواجه صناعة المعارض مستقبلًا غامضًا خلال الفترة المقبلة فى ظل تزايد إقبال العدد من الشركات العقارية على المناصات الإلكترونية كبديل عن المشاركة فى المعارض التقليدية.

وتباينت وجهات النظر فى هذا الصدد، إذ يرى فريق أن المعارض بسمتها التقليدية لا تزال قادرة على الاستمرار فى ظل قدرتها على الجمع بين طرفى العلاقة التجارية ممثلة فى المطور العقارى، والعميل الراغب فى الشراء.

فيما يرى فريق آخر أن المناصات الإلكترونية باتت تمثل تهديدًا صريحًا على صناعة المعارض بصفة عامة، ومعارض العقارات بصفة خاصة، فى ظل ارتفاع تكلفة المشاركة بها.

هانى خفاجى: %30 نموا فى حجم مشاركة الشركات هذا العام بسيتى سكيب

قال هانى خفاجى، مدير عام شركة إنفورما إيجيبت المنظمة لمعرض سيتى سكيب العقارى، إن زيادة أعداد الشركات المشاركة فى سيتى سكيب هذا العام، دفعت إنفورما إلى زيادة مساحة المعرض بنسبة تتعدى حاجز %30.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض سيتى سكيب العقارى كانت فعالياته تنظم على مساحة تصل إلى 21 ألف متر مربع، إلا أن تزايد عدد الشركات دفع القائمون على المعرض لزيادة مساحتة إلى 33 ألف متر مربع.

وأوضح أن المعارض العقارية تلعب دورا مهما فى انتعاش الاقتصاد، كما أنها تسهم بشكل كبير فى نمو مبيعات الشركات فى ظل قدرتها على تقديم حزمة من العروض والخصومات بهدف جذب العملاء خلال فعاليات المعرض، إضافة إلى أنها تساعد على تصدير العقار المصرى للخارج حال المشاركة بالمعارض ذات السمة الدولية.

وأشار إلى أنه برغم اعتماد العديد من الشركات العقارية فى الآونة الأخيرة على التسويق الشبكى ومواقع التواصل الاجتماعى، والتطبيقات على الهواتف النقالة، وغيرها من المنصات الإلكترونية للترويج عن منتجاتها، إلا أن المعارض العقارية ستظل محتفظة بمكانتها باعتبارها الأداه الأساسية لتسويق المنتج العقارى فى قدرتها على الجمعى مع طرفى العلاقة التجارية ممثلة فى البائع والعميل.

وتابع أن من أهم مميزات المعارض العقارية أنها تعطى العميل إحساسا بالاطمئان والثقة من خلال وجود البائع والعميل تحت سقف واحد، وتمكنه من الاطلاع على حجم الشركات، ومعرفة مشاريعها الحالية والمستقبلية، علاوة عن قدرته على التعرف على أفضل العروض المتاحة لاختيار الأنسب لإمكاناته وقدرته المالية.

يعد سيتى سكايب هو أكبر معرض عالمى متخصص فى كل ما يتعلق بأعمال العقارات، ويقام سنويا فى العديد من المدن المهمة، انطلق عام 2002 من مدينة دبى وتمدد ليشمل معارض فى مدينة أبوظبى، لندن، جدة، سنغافورة، الهند، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعدة مدن أخرى.

وقال علاء فكرى، رئيس مجلس إدارة شركة بيتا إيجيبت للتنمية العمرانية، إن المنصات الإلكترونية تعتبر لغة العصر نظرًا لقدرتها على مخاطبة جميع الفئات العمرية، إلا أنها لايمكن اعتبارها بديلًا عن المعارض العقارية التقليدية.

وأضاف فكرى أن المعارض العقارية تعمل على لفت الأنظار وتكون بمثابة إعلان واقعى عن المنتج العقارى فى ظل وجود العميل، مشيرا إلى أن آليات التسويق تختلف من شركة لأخرى، فهناك شركات تعتمد فى المقام الأول على إعلانات التليفزيون فقط، فى حين تعتمد شركات أخرى على التسويق الشبكى، إلا أنه مع ارتفاع ميزانيات التسويق تلجأ العديد من الشركات العقارية للمزج بين الإعلانات التليفزيونية والمعارض والتسويق الشبكى.

وأوضح أن أدوات التسويق تتأثر بعدة عوامل، أبرزها السياسة التسويقية للشركة، وحجم أعمالها، وتقييمها للسوق والأدوات الأنسب بمخاطبة العميل، وكشف عن عدم مشاركة للمرة الأولى هذا العام بالمعرض، فى ظل استمرار حاله الفوضى التى يعانيها قطاع العقارات بعد ظهور عدد من الشركات الجديدة وعدم وجود آلية واضحة لتنظيم تواجد الشركات بالسوق.

هيثم سليمة: وسيلة اتصال مباشر بين المطور العقارى والعميل

وقال هيثم سليمة، مدير تسويق معرض الأهرام العقارى، إن المعارض العقارية تعد من أهم الوسائل التى تستخدمها الشركات لتسويق منتجها العقارى نظرًا لقدرتها على توفير وسيلة اتصال مباشر بين المطور العقارى والعميل.
وأوضح أن ما يميز معارض العقارات هى توافر عروض متنوعة وامتيازات عديدة طوال فترة المعرض، لذلك يعد من أفضل الأوقات التى يحصل خلالها العميل على وحدته، كما أصبح هناك تنوع فى المعارض من حيث الشريحة المستهدفة، فهناك معارض تستهدف الطبقة العليا من العملاء مثل IPS ومعرض سيتى سكيب، وأخرى لفئات الدخول المتوسطة، ومحدودى الدخل مثل عمار يا مصر العقارى ونيكست موف.

وبين أن الركود الذى أصاب سوق العقارات خلال الفترة الماضية، دفع المطورين العقارين للمشاركة فى المعارض العقارية باعتبارها المنفذ الوحيد للترويج لمنتجاتهم، متابعا أن كثرة المشاريع السكنية المطروحة بالسوق، والتشابه الكبير فى المنتج وأنظمة السداد والخدمات أدى إلى حدوث حالة من الركود نظرا لثبات حجم الطلب فى ظل كثرة المعروض.

وأوضح أن التسويق الشبكى، والمنصات الإلكترونية باتا لهما دور مؤثر وفعال نظرا لميزة التفاعلية التى تنفرد بها عن غيرها من وسائل التسويق، والتى تتيح للعميل إبداء رأيه فى الشركة والمشروعات المطروحة، مشيرا إلى أن وكالة الأهرام تكرث اهتمامًا خاصًا للتأكد من مدى جدية الشركات والتزامها عن طريق الاطلاع على جميع التصاريح والأوراق اللازمة والتراخيص والاستعلام عن حجم الشركة ووضعها المالى، خاصة بعد حالة التخبط التى شهدتها السوق الفترة الماضية.

محمد منير: الإسكان الحكومى أصاب معارض الدخول المتوسطة بالجمود

وقال محمد منير، مدير شركة عمار يا مصر لتنظيم المعارض، إن المعارض العقارية أصبحت السبيل الوحيد لتسويق المشاريع العقارية، خاصة بعد أن زادت عدد المشروعات السكنية بالسوق، لذلك تلقى إقبالا من العملاء باعتبارها الملاذ الآمن للترويج عن الوحدات العقارية لكل من المطور والعميل.

وأضاف أن المعارض التى تخاطب الفئة العليا وفوق المتوسطة من العملاء تلقى رواجا كبيرا، فى حين تعانى المعارض التى تخاطب الفئات المتوسطة وأقل من المتوسطة حالة من الركود، لافتا إلى أن المعارض التى تستهدف الفئة المتوسطة والأقل من متوسطة لم تعد تلقى إقبالا كبيرا من العملاء نظرا لكثرة مشاريع الإسكان الحكومى، وبالتالى بات العميل يتجه للمشروعات الحكومية باعتبارها أكثر آمانا وضمانا.

وأشار إلى أن المعارض العقارية تسهم فى زيادة مبيعات الشركات بنسبة تصل لـ 60%، لافتا إلى أنه برغم منافسة الإعلانات بالصحف والمجالات الواسعة الانتشار، ومنصات التواصل الاجتماعى لها، إلا أن المعارض ستظل الأداه الأساسية لمعظم الشركات العقارية فى تسويق منتجاتها.

ولفت إلى أن المنظمين للمعارض العقارية يواجهون عددا من العوائق التنظيمية تتمثل فى عدم التزام بعض الشركات العقارية بالإجراءات والترتيبات التنظيمية المطلوبة لإنجاح المعارض، إضافة لدخول عدد من الشركات الدخيلة السوق لا تمتلك الخبرة مما تسبب فى حالة من التخبط والفوضى وارتفاع أسعار المعارض نظرا لعدم وجود آليات تنظيم محددة.