اهتمام مستمر ببرنامج الطروحات الحكومية فى البورصة رغم صعوبة السوق
ترقب للمساهمة فى صناديق استثمار إقليمية أو محلية مرتبطة بالتكنولوجيا
يستهدف البنك الأوروبى لاعادة الإعمار والتنمية EBRD ، ضخ تمويلات تفوق مليار يورو فى السوق المصرية خلال العام الجارى، لدعم مشروعات التحول الرقمى والبنية التحتية والمسئولية المجتمعية.
وقالت هايكه هارمغارت، العضو المنتدب لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ، إن البنك قدم تمويلات بقيمة مليار يورو فى السوق المصرية خلال العام الماضى، ولكنها تطمح خلال العام الجارى فى زيادة تلك القيمة لما فوق المليار يورو معتمدة فى ذلك على نوعية المشروعات المتاحة فى مصر.
وأوضحت هارمغارت فى حوار مع «المال» أن الاستثمار فى العام الماضى تم رغم التحديات الصعبة التى فرضتها أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد ليس فى مصر فقط ولكن فى العام ككل، ولذلك ركزنا فى تمويلات 2020 على دعم المسئولية المجتعية وعمالة المرأة وتمويل البنوك لتعزيز ملاءتها المالية، وتوفير قروض قصيرة الأجل لتمويل رأس المال العامل.
وأكدت أن استثمارات العام الجارى ستركز على عمليات البناء الأخضر المتوافق مع الاستدامة والحفاظ على البيئة، بجانب استهداف المشروعات التى تهتم بالشمول المالى والاقتصادى والرقمنة وتحريك عجلة الصناعة، بخلاف التحول الرقمى، وإضافة جزء كبير من القطاع غير الرسمى تحت المظلة الرسمية للحكومة.
ولفتت إلى أن القطاع العقارى والتشييد سيطر على نحو %15 من قيمة تمويلات البنك خلال العام الماضى، ممثلة فى شراء سندات ت وريق تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بخلاف تمويل لشركة أوراسكوم للإنشاءات، وخلال العام الحالى قد تزداد النسبة فى ظل اعتماد البنك على توفير التمويلات اللازمة لمشروع ترام الإسكندرية على سبيل المثال.
وكان البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية قد وافق خلال العام الماضى على توفير قرض بقيمة 25 مليون دولار لمدة عامين، لدعم احتياجات رأس المال العامل لشركة أوراسكوم للإنشاءات فى مصر وسط أزمة جائحة فيروس كورونا، وذلك لدعم رأس المال العامل للشركة.
وأشار البنك إلى أنه خلال الربع الأول من عام 2020، واجهت الشركة بالفعل آثار الإغلاق الجزئى بالإضافة إلى التباعد الاجتماعى ومتطلبات الصحة والسلامة فى مواقع المشروع، موضحاً أن تسهيلات رأس المال العامل بالدولار لمدة عامين ستعمل على تحسين المرونة المالية لأوراسكوم لتحمل الآثار السلبية المحتملة لوباء كورونا.
وأضاف البنك أن شركة أوراسكوم للإنشاءات تعد واحدة من الشركات المصرية الرائدة فى مجال تحقيق البنية التحتية والمشاريع الصناعية والتجارية كشركة هندسية ومقاولات.
وقالت العضو المنتدب لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، إن التمويلات التى قدمها البنك فى السوق المصرية خلال الربع الأول من العام الحالى وصلت إلى 170 مليون يورو، تم توظيفها فى مشروعات كوم أمبو للطاقة الشمسية وأخرى للبنوك.
ومنذ شهور وقع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية وبنك التنمية الأفريقى وصندوق المناخ الأخضر والبنك العربى على حزمة تمويل بقيمة 114 مليون دولار لشركة أكوا باور لتشييد أكبر محطة طاقة شمسية للقطاع الخاص فى مصر.
وبحسب بيان البنك الأوروبى لإعادة الإعمار، سوف يضيف تطوير مشروع محطة كهرباء كوم أمبو للطاقة الشمسية طاقة توليد تبلغ 200 ميغاوات، ويزيد من حصة الطاقة المتجددة فى مزيج توليد الطاقة فى مصر، ويعزز مشاركة القطاع الخاص فى قطاع الطاقة .
وتتكون الحزمة من قروض تصل إلى 36 مليون دولار من البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، و18 مليون دولار أمريكى من صندوق الأوبك للتنمية الدولية، و17.8 مليون دولار من بنك التنمية الأفريقى، و23.8 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر، و18 مليون دولار من البنك العربى.
تقع محطة كوم أمبو الجديدة على بعد أقل من 20 كيلومترًا من أكبر مجمع للطاقة الشمسية فى أفريقيا، مجمع بنبان بقدرة 1.8 جيجاوات، ويعكس التمويل الثقة التى تحظى بها خطط الحكومة المصرية فى مجال الطاقة المتجددة، التى يتم تنفيذها بالمشاركة مع القطاع الخاص.
فيما أكدت اهتمام البنك بشكل مؤكد فى تنشيط تداولات البورصة المصرية باعتبارها الية تمويلية هامة بجانب خلقها مصدر هام للتخارج من الشركات، ولكنها رأت أن السوق تعانى فى الفترة الحالية فى إيجاد شركات ترغب فى طرح أسهمها، معتبرة أن نهاية العام الحالى أو بدايات 2022 قد تشهد تحركاً فعلياً من الشركات للقيد فى البورصة.
ولفتت إلى أن البنك يهتم للغاية للمشاركة فى الاكتتابات الخاصة ببرنامج الطروحات الحكومية فى البورصة وفى مقدمتها بنك القاهرة.
وأشادت بالتجربة المصرية فى برنامج الاصلاح الاقتصادى والذى أدى لحالة من الاستقرار فى سعر العملة بجانب تدعيم التنمية الاقتصادية، وهو ما ظهر فى المتابعة المستمرة من صندوق النقد الدولى لأداء مصر.
وتابعت: التحدى الحالى يكمن فى زيادة فاعلية مشاركة القطاع الخاص وتوسيع دوره فى تحقيق التنمية الاقتصادية المرتقبة، باعتبار أن القطاع الخاص هو الأكثر توظيفاً وقدرة على الاستفادة من الطفرة التكنولوجية الأخيرة، ضارباً المثال بتصريحات وزارة الإسكان فى اهتمام شركات القطاع الخاص بالمشاركة فى مشروعات الرقمنة التى تطرحها الوزارة.
وتطرقت لاهتمام البنك فى المشاركة كمساهم فى عدة صناديق استثمار مهتمة بالسوق المصرية وذلك قبل نهاية العام الجارى، موضحة أن البنك يركز على الصناديق الإقليمية التى تهتم بمصر وأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف تنويع المخاطر والتعرف على مزيد من الفرص، بجانب الاهتمام بصناديق رأسمال المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا.
وعن الاستثمار فى ليبيا، فقد قالت هارمغارت إن ليبيا أصبحت عضواً حديثاً فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار، ولكن الأخير لم يستطع اختراق السوق حتى الآن لعدة أسباب، وحالياً هناك تفاؤل بتحريك هذا الملف من خلال دخول شركات مصرية على علاقة جيدة للبنك كحسن علام القابضة والتى ترغب فى الحصول على مشروعات فى ليبيا.
وأكدت العضو المنتدب لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية أن اهتمام البنك بالسوق الليبية سيتزايد بشكل مؤكد خلال العام القادم.
والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بنك متعدد الأطراف يشجع مبادرات القطاع الخاص وريادة الأعمال فى أكثر من 38 اقتصادًا فى 3 قارات، و البنك مملوك لـ69 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى، وبنك الاستثمار الأوروبى. تستهدف استثمارات البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية أن تجعل الاقتصادات التى يستثمر بها تنافسية، وشاملة، وجيدة الإدارة، وخضراء، وقادرة على التصدى للتحديات (مرنة)، ومتكاملة.
ومن المخطط أن تشارك هايكه هارمجارت، فى مؤتمر بيج 5 للبناء فى مصر، بصفتها اقتصادية رائدة والعضو المنتدب لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط فى البنك الأوروبى لإعادة البناء والتنمية، وعلقت على ذلك بالقول : المؤتمر يعد فرصة رائعة لصناع السياسات والمؤسسات المالية والمستثمرين لمناقشة أولويات مصر وتعزيز البنية التحتية المستدامة الصديقة للبيئة وقطاعات التشييد والبناء”.
وأعلنت شركة دى إم جى إيفنتس، عن عودة معرض بيج 5 مصر للبناء فى ظل اعتبار أن مصر هى ثالث أكبر سوق إنشاءات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن زخم النشاط فى هذا القطاع لا يزال نقطة مضيئة للاقتصاد مع مشروعات قيد التنفيذ، سواء مسندة أو غير مسندة، تبلغ قيمتها 354.8 مليار دولار.
بخلاف المؤتمر، سيشهد الملتقى تقديم جلسات معتمدة بشهادة التطوير المهنى المستمر CPD التى ستناقش عدة موضوعات حيوية، لتقدم بذلك فرصة فريدة للزوار كى يطلعوا على أحدث الصيحات فى الصناعة بينما يكتسبون نقاط تطوير مهنى تضاف إلى مسيرتهم المهنية.
ولاستكمال الخصائص التى تعيد تشكيل الصناعة خلال هذا الحدث، سيجمع معرض بيج 5 مصر للبناء مئات العلامات التجارية الرائدة من أكثر من 15 دولة مثل كندا، وألمانيا، واليونان، وروسيا، وإيطاليا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال لا الحصر. وتشمل الشركات الكبرى المشاركة فى المعرض مؤسسات كبرى مثل حسن علام القابضة، أوراسكوم للإنشاءات، والسعداء، وإيه إس جى سي-الشعفار، وهانيميكس، والزامل، والأهرام، وويل بوند، والأمل، وغيرها.