تخطط شركة نيو Nio الصينية للمركبات الكهربائية لبناء 700 محطة تبديل بطاريات هذا العام على مستوى العالم على أن تضيف لهذا العدد 3 آلاف محطة أخرى مع حلول 2025 بهدف تقليل زمن إعادة الشحن ليصبح أقل بكثير من إعادة تموين السيارة التقليدية بالبنزين.
وتؤكد شركة نيو أن تبديل البطاريات الكهربائية سيكون أفضل طريقة فى المستقبل لاجتذاب المستهلكين لشراء السيارات التى تعمل بهذا النوع من الطاقة
المتجددة بدلا من إعادة شحن البطارية والتى مازالت تستغرق عدة ساعات فى المتوسط حتى الآن مما يجعل العملاء يبتعدون عن شراء سيارة كهربائية جديدة بسبب طول الفترة الزمنية التى يستغرقها الشحن عادة.
وتهتم شركات السيارات العالمية ولاسيما فى الصين أكبر سوق للمركبات فى العالم بإنشاء محطات لتبديل أو شحن البطاريات بعد أن تزايدت التوقعات باختفاء السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى قبل موعدها بخمس سنوات تقريبا.
«الكهربائية» تتفوق على «التقليدية» عام 2033
وأكد خبراء فى مؤسسة «إرنيسنت آند يونج» للأبحاث الاقتصادية أنه بناء على تحليل الطلب والعرض فى الأسواق العالمية فإن مبيعات السيارات الكهربائية ستتفوق على المركبات التقليدية بحلول عام 2033 فى المتوسط بدلا من 2038 بقيادة أوروبا فى 2028 والصين 2033 والولايات المتحدة فى 2036 مع هبوط مبيعات المركبات غير الكهربائية إلى حوالى %1 فقط من إجمالى المبيعات العالمية فى عام 2045.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة نيو التى بدأت نشاطها منذ عام 2014 فقط تسجل منذ العام الماضى نموا قويا بفضل سياراتها الفاخرة التى تنافس بها تيسلا الأمريكية مما ساعد على ارتفاع سعر سهمها من 15 دولارا فى يوليو 2020 إلى حوالى 62 دولارا هذا العام.
وتراهن شركة نيو ليس فقط على سياراتها الكهربائية ولكنها اتجهت أيضا منذ العام الماضى إلى مجال محطات تبديل البطاريات للتوسع فى أنحاء العالم فى محاولة منها لتقليل فترة الشحن وهى المشكلة التى تحاول جميع شركات السيارات والبطاريات الكهربائية ابتكار حل لها لمساعدة المستهلكين على شراء السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة والاستغناء عن تلك التى تسير بالوقود التقليدى مثل البنزين والسولار.
نيو تنال الموافقة على منتجاتها من الاتحاد الأوروبى
واستطاعت شركة نيو أن تنال شهادة الموافقة على منتجاتها من السيارات ومحطات تبديل بطارياتها من الاتحاد الأوروبى وستبدأ ببناء أربع محطات تبديل خلال الشهور القليلة المقبلة فى النرويج أكبر دولة فى أوروبا من ناحية نسبة عدد السيارات الكهربائية التى تسير فيها إلى إجماليها.
وكانت شركة نيو افتتحت فى منتصف أبريل الماضى أول محطة تبديل بطاريات كهربائية فى العاصة بكين بالتعاون مع شركة سينوبيك الصينية للصناعات البترولية والكيميائية فى أول تعاون بينهما لمساعدة الحكومة فى جهودها لتقليص الانبعاثات الكربونية التى تلوث المدن الصينية وإقناع المستهلكين بشراء سيارات كهربائية.
وتحتوى محطات شركة نيو فى الصين على أنظمة حوسبة سحابية وتطبيقات تكنولوجية يمكنها التعرف على نوع البطارية الفارغة الموجودة بالسيارة عندما تدخل المحطة بحيث يمكن استبدالها بأخرى مشحونة بأسرع ما يمكن وبدون حتى أن يخرج قائد السيارة منها.
تحقيق الحياد الكربونى
ويعد التعاون بين نيو وسينوبيك خطوة قوية لمواصلة تطوير السيارات الكهربائية السمارت فى الصين والعالم لتحقيق الحياد الكربونى وتخليص الأجواء من الانبعاثات الملوثة للهواء من خلال تعميق التعاون بينهما وبناء أكثر من 1300 محطة تبديل البطاريات فى المدن الصينية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين جودة الحياة للصينيين ونشر ابتكارات خضراء وصديقة للبيئة فى أنحاء العالم.
وتشجع حكومة بكين استخدام السيارات الكهربائية لدرجة أن الجمعية الصينية لمصنعى السيارات أعلنت هذا الشهر أن مبيعات المركبات الكهربائية قفزت بأكثر من %201.5 خلال النصف الأول من العام الجارى لتتجاوز 1.2 مليون وحدة وبلغت 256 ألف وحدة فى يونيو فقط بزيادة %139.3 عن نفس الشهر من عام الوباء و17.6 % مقارنة بشهر مايو من العام الجارى.
السيارات الكهربائية %2.06 من الإجمالي
ومع ذلك فإن السيارات الكهربائية مازال عددها يزيد بقليل عن 6 ملايين وحدة فى أنحاء الصين أو ما يعادل %2.06 من إجمالى عدد السيارات فيها علاوة على أن إجمالى مبيعات السيارات فى الصين زاد خلال النصف الأول من العام الجارى بحوالى %25.6 عن نفس الفترة من عام 2020 ليصل إلى أكثر من 12.89 مليون وحدة وتتوقع الجمعية أن تصل مبيعات البلاد من السيارات إلى 27 مليون وحدة هذا العام بزيادة %6.7 وارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 2.4 مليون وحدة، بزيادة %76 عن العام الماضى.
وتتفوق الصين على الولايات المتحدة فى البنية التحتية لصناعة المركبات الكهربائية ليصل العدد المتوقع لمحطات الشحن إلى 20 مليون فى الصين بحلول 2030 لتبلغ النسبة بين محطات الشحن إلى حوالى 8 محطات مقابل واحدة فقط فى أمريكا ليصل الإجمالى فى الصين حاليا نحو 500 ألف محطة، يصل عدد المحطات فى العاصمة الصينية فقط إلى أكثر من 60 ألف محطة ليقترب من إجمالى مثيلتها فى جميع أنحاء أمريكا.
30 مليار دولار تنعش «الكهربائية»
ويرجع انتعاش السيارات الكهربائية لخطة الرئيس الصينى تشى جينبينج الذى أنفق حوالى 30 مليار دولار على صناعة السيارلت الكهربائية ومكوناتها وتعادل مبيعات السيارات الكهربائية فى الصين أكثر من %50 من إجمالى مبيعاتها على مستوى العالم ويتوقع المحللون ارتفاع إجمالى مبيعات المركبات الكهربائية عالمياً إلى 56 مليون وحدة عام 2040.
ومن ناحية أخرى تحاول الصين غزو العالم بمنتجاتها من المركبات الكهربائية من خلال المشاركة فى الأحداث العالمية التى تجذب الجماهير فقد صدرت هذا الشهر لدولة قطر أول دفعة من الباصات الكهربائية الصينية الخاصة بخدمة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التى تستضيفها الدوحة وذلك رمزا لبناء طريق حرير أخضر بين البلدين وشراكة استراتيجية على طريق استضافة أول مونديال محايد للكربون.
وقال تشو جيان السفير الصينى بالدوحة إن بدء التشغيل التجريبى لمحطة الشحن الكهربائى بشركة النقل العام الوطنية القطرية يتزامن مع دخول الباصات الكهربائية الصينية إلى قطر وعقد اتفاقية مع الشركاء القطريين للاستثمار فى إنشاء مصانع جديدة لتجميع باصات تعمل بالطاقة الكهربائية فى المنطقة الحرة بالدولة، لمساعدة الدوحة على استضافة كأس عالم أخضر فى عام 2022.
توريد 1002 مركبة لمونديال قطر 2022
كانت شركة يوتيونج وقعت مع شركة النقل العام الوطنية القطرية (مواصلات) فى نوفمبر من العام الماضى اتفاقية لتقديم مركبات لخدمة بطولة كأس العالم 2022 وتوريد 1002 مركبة كهربائية للمونديال من بينها 741 باص كهربائى وإنشاء مصنع لتجميع باصات كهربائية بالمنطقة الحرة فى قطر بإجمالى إنتاج سنوى يتراوح بين 500 و1000 وحدة وعدلت شركة يوتيونج تكنولوجيا بطارياتها الكهربائية بطاقة 422 كيلو وات/الساعة مما يوفر مسافة لأكثر من 230 كم بشحنة واحدة.
ورغم تأثيرات فيروس كورونا الجديد إلا أن التعاون الفعلى بين الصين وقطر شهد تقدما ملحوظا لتصبح الصين أكبر شريك تجارى للدوحة خلال العام الماضى واستمرت فى مركزها هذا خلال الربع الأول من هذا العام، وهناك آفاق واسعة للتعاون بين البلدين حيث تخطط قطر لتحويل نسبة %25 من وسائل النقل العام إلى استعمال الطاقة الكهربائية بحلول موعد مونديال 2022 و%100 مع نهاية العقد الحالى.
وكالة الطاقة تتوقع بناء أكثر من 20 مليون محطة شحن فى العالم
ليست الصين وحدها التى تهتم بصناعة السيارات الكهربائية فقد توقعت وكالة الطاقة الدولية بناء أكثر من 20 مليون محطة شحن بطاريات للسيارات الكهربائية فى العالم بحلول عام 2030 حيث تشهد صناعة السيارات الكهربائية انتعاشا واضحا فى الفترة الأخيرة مع تزايد مبيعاتها عالميا هذا العام حتى الآن.
كما أعلنت مجموعة فولكس فاجن الألمانية أكبر منتجة للسيارات فى أوروبا أنها تتوقع أن يصبح %50 من إجمالى مبيعاتها العالمية بالبطاريات الكهربائية بحلول 2030 بعد أن قرر الاتحاد الأوروبى حظر بيع السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى اعتبارا من عام 2035.
رئيسة المفوضية الأوروبية تحظر إنتاج مركبات الوقود التقليدى فى 2035
كانت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية قررت حظر إنتاج المركبات التى تعمل بالوقود التقليدى اعتبارا من عام 2035 مما جعل العديد من شركات السيارات الأوروبية تعلن أنها ستتحول إلى إنتاج المركبات الخالية من العوادم الكربونية فيما بين 2028 و2035.
ويحاول الاتحاد الأوروبى السيطرة على سوق بطاريات السيارات الكهربائية وتتوقع زيادة إنتاج القارة إلى %31 بحلول 2030 من %7 العام الماضى بعد ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية فى أوروبا بأكثر من الضعف خلال العام الماضى لتتجاوز 1.3 مليون سيارة
حددت المفوضية الأوروبية هدفًا يتمثل فى الحصول على ما لا يقل عن 30 مليون سيارة عديمة الانبعاثات على الطرق بحلول عام 2030 بأمل أن تغطى المصانع الأوروبية أكثر من %90 من الطلب على البطاريات ولكن شركات السيارات الأوروبية تتعرض لضغوط للوفاء بقواعد الانبعاثات المتشددة فى دول الاتحاد الأوروبى.
مبيعات فولكس فاجن %3 فقط من الإجمالى العالمى
لكن مبيعات السيارات الكهربائية التى حققتها فولكس فاجن خلال العام الماضى مازالت لا تزيد عن %3 فقط من إجمالى مبيعاتها العالمية رغم أن هيربرت ديس المدير التنفيذى للمجموعة أعلن هذا العام أنها تستهدف أن تتفوق على شركة «تيسلا» الأمريكية المتخصصة فى المركبات الكهربائية بحلول عام 2025.
وخصصت فولكس فاجن استثمارا بحوالى 178 مليار دولار على مدار الخمس سنوات المقبلة اعتبارا من العام الجارى لتطوير صناعة البطاريات الكهربائية وسوفت وير السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة ومنها العلامات الفاخرة المشهورة بورش وأودى وكذلك العلامات الاقتصادية مثل سكودا وزيادة مبيعاتها من المركبات الكهربائية فى أوروبا إلى %70 وفى الولايات المتحدة إلى أكثر من %40 من إجمالى مبيعات مركباتها قبل نهاية العقد الحالى.
إسبانيا تستثمر 5 مليارات دولار
وأعلن أيضا بيدرو سانشيو رئيس وزراء إسبانيا ثانى أكبر دولة منتجة للسيارات فى أوروبا بعد ألمانيا أن حكومة مدريد قررت استثمار أكثر من 5 مليارات دولار لتبدأ فى إنتاج السيارات والبطاريات الكهربائية بهدف رفع عدد المركبات الكهربائية فى إسبانيا من حوالى 20 ألف وحدة حالياً إلى 250 ألف وحدة بحلول 2023 وذلك ضمن برنامج إنفاق قومى ضخم يمول معظمه الاتحاد الأوروبى لتنفيذ خطة إنقاذ الاقتصاد الإسبانى المتعثر ولاسيما منذ ظهور وباء كورونا الذى أصاب أكثر من 4 ملايين إسبانى منذ العام الماضى وحتى الآن.
طوكيو تخطط لإنهاء محطات البنزين
أعلن يوريكو كويكى محافظ عاصمة اليابان طوكيو أن الحكومة تخطط لوقف محطات البنزين وإنهاء بيع السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى مثل البنزين والسولار بحلول عام 2030 مع تشجيع شركات السيارات على تطوير المحركات الكهربائية وتلك التى تعمل بخلايا الهيدروجين والسيارات الهجين لتنفيذ سياسة الدولة بعد إعلان رئيس الوزراء اليابانى يوشيهيدى سوجى عن نية اليابان خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى إلى الصفر بحلول عام 2050.
وتهدف حكومة طوكيو إلى استبدال محطات البنزين بشبكات لشحن البطاريات الكهربائية للحد من العوادم لتختفى محطات البنزين فى اليابان بعد منع بيع أى سيارات جديدة تعمل بالبنزين بحلول منتصف العقد القادم حيث تسعى الحكومة إلى تسريع إزالة الكربون فى صناعة السيارات والقضاء على الانبعاثات والعوادم الكربونية فى غضون 30 سنة ومنع استخدام المركبات التى تسير بالوقود التقليدى.
شركات أمريكية مبتدئة تنافس فى «تيسلا»
وتتجه أيضا شركات أمريكية مبتدئة لإنتاج مركبات كهربائية مثل شركة فيسكر التى تتخذ من مدينة لوس أنجلوس مقرا لها والتى أعلنت بداية هذا العام عن البدء فى إنتاج السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة ولاسيما الكهربائية بأسعار رخيصة تقل عن 30 ألف دولار للوحدة اعتبارا من نهاية عام 2023 بالتعاون مع شركة «فوكسكون» التايوانية للمكونات التكنولوجية المختلفة ومنها الخوادم ومكونات الجيل الخامس G5 والشاشات السمارت.
وأكدت شركة «فيسكر» أن السيارات الرخيصة الجديدة سيتم تجميعها فى مصانع داخل الولايات المتحدة وخارجها لإنتاج أكثر من 250 ألف وحدة فى نسختين إحداهما بأقل من 30 ألف دولار والأخرى أكبر حجماً وبسعر يزيد قليلا عن هذا الحد لضمان تسويقها لأكبر عدد ممكن من المستهلكين الأمريكيين.
وقال هينريك فيسكر رئيس الشركة إنه يخطط لإنتاج سيارات كهربائية رخيصة لمنافسة المركبات الفاخرة التى تطرحها شركة «تيسلا» بالتعاون مع شركة فوكسكون التايوانية العملاقة التى تنتج مكونات إلكترونية وتكنولوجية متقدمة للعديد من الشركات الأمريكية والكندية والصينية واليابانية والفنلندية.
وباء كورونا ساعد على ارتفاع المبيعات
يرى محللون أنه ليس هناك أى مؤشر على تباطؤ فى أسواق السيارات الكهربائية العالمية خصوصا أن وباء فيروس كورونا الذى أدى إلى تراجع مبيعات السيارات التقليدية بحوالى %16 خلال العام الماضى لم يؤثر على مبيعات السيارات الكهربائية التى قفزت بأكثر من %41 لتتجاوز 3 ملايين وحدة خلال نفس العام.
وصعدت أيضا مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بما يقرب من %140 فى الربع الأول من العام الجارى لتصل إلى أكثر من 1.1 مليون سيارة بفضل النمو القوى فى أسواق الصين وأوروبا والولايات المتحدة مع اتجاه الحكومات هناك لتشديد معايير الانبعاثات الكربونية ومنح دعم مادى للسيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة وبلغ إنفاق المستهلكين على مستوى العالم ما يزيد عن 120 مليار دولار على السيارات الكهربائية خلال عام الوباء.
ومن المتوقع أن يكون إنتاج السيارات الفارهة الكهربائية مثل السيدان وسيارات الدفع الرباعى الفاخرة أقل تكلفة مثل سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2026 مع انخفاض تكلفة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتقليص زمن شحنها من خلال تبديلها ومع خطوط الإنتاج المخصصة فى مصانع السيارات منخفضة التكاليف مما يجعل شراءها أرخص من السيارات التقليدية قبل نهاية العقد الحالى حتى بدون أى دعم حكومى.