تدرس شركة “نيو” الصينية للسيارات الكهربائية جمع تمويل بقيمة 3 مليارات دولار تقريباً من مستثمرين، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع، إذ تحيط الشكوك بسلامة موقف الشركة وسط خسائر متفاقمة.
أوضح الأشخاص الذين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم نظراً لمناقشة موضوع غير معلن أن “نيو” التي يقع مقرها في شنغهاي تواصلت مع مستثمرين من الشرق الأوسط. قال أحد الأشخاص إن جمع التمويل قد يجري في أقرب وقت خلال السنة المقبلة.
“نيو” الصينية للسيارات الكهربائية تبحث عن التمويل
خلال يونيو الماضي، جمعت “نيو” نحو 738 مليون دولار من بيع أسهم لشركة “سي واي في إن هولدينغز” التابعة لإمارة أبوظبي، وباعت بوقت سابق من الشهر الجاري سندات قابلة للتحويل بقيمة مليار دولار، ما هبط بأسهم الشركة المدرجة في الولايات المتحدة الأميركية 20% تقريباً.
ذكر الأشخاص أن المحادثات الجارية بالوقت الراهن والتفاصيل عرضة لحدوث تغيير. أضافوا أنه لا يوجد شيء مؤكد على وجه اليقين بالنسبة لمواصلة “نيو” جمع التمويل. وامتنعت “نيو” عن التعليق على الأمر.
تأسست “نيو” خلال 2014، ولم تحقق أرباحاً حتى الآن وهي تنفق أموالاً طائلة. منيت الشركة بخسارة أكبر من التقديرات بما يفوق 800 مليون دولار خلال الربع الأخير وانخفضت قيمتها السوقية بما يتخطى 50% مقارنة بالسنة الماضية لتبلغ 14 مليار دولار تقريباً.
استهدفت “نيو” المستهلكين من الطبقة المتوسطة والمشترين لأول مرة للسيارات ذات الوقود النظيف بأكبر سوق على مستوى العالم، واستثمرت بقوة في افتتاح صالات عرض فخمة وتصنيع البطاريات والبنية التحتية للشحن والبحث والتطوير.
تراجع هامش ربحها الإجمالي إلى 1% الربع الثاني من العام الحالي.
خفضت “نيو” الأسعار للنجاة من حرب أسعار ضارية في الصين أشعلتها شركة “تسلا” المنافسة بوقت سابق من السنة الجارية.
رغم الانتعاش الأخير في عمليات التسليم الشهرية، صدرت “نيو” 94352 مركبة فقط خلال أول ثمانية شهور من 2023، ما يعد أقل من نصف هدفها السنوي الذي يبلغ 250 ألف مركبة.
تعديل الخطط
أقر الرئيس التنفيذي والمؤسس ويليام لي يونيو الماضي بأن “نيو” اضطرت إلى تأخير جزء من الاستثمار في الأصول الثابتة وأن تلتزم الحذر إزاء توسعها الخارجي. رغم ذلك، أطلقت الشركة الأسبوع الماضي هاتفاً ذكياً يحمل علامتها التجارية الخاصة يمكنه الربط مع سياراتها.
صرح لي خلال فعالية إعلامية حديثة بأن “نيو” تراهن على أن الاستثمارات قصيرة الأجل في البحث والتطوير من شأنها أن تعزز إجمالي هامش ربحها على المدى البعيد ليبلغ نحو 20%. أضاف أنه يتوقع أن يعاود الهامش الإجمالي للأرباح الصعود متجاوزاً 10% خلال الربع الثالث من العام الحالي، بفضل هبوط سعر الليثيوم الذي يعتبر عنصراً رئيسياً في تصنيع بطارية السيارة الكهربائية.