«نهر الحب».. مؤسسة مصرية تستضيف مرضى السرطان مجانا

تتطلب الإقامة في الدار حصول المريض على خطاب من المستشفى الذي يتلقي فيه العلاج

«نهر الحب».. مؤسسة مصرية تستضيف مرضى السرطان مجانا
أيمن عزام

أيمن عزام

11:54 م, الأحد, 7 مارس 21

“نحظى برعاية كاملة.. ونتعامل كإخوة.. والجميع يقوم بخدمة المرضى على أكمل وجه”، هكذا علقت الستينية فريحة عبدالمحسن، وهي أحد مرضى السرطان ، على دار “نهر الحب”.  

استضافة مرضى السرطان

    وأسست ثلاث سيدات مصريات دار جمعية “نهر الحب” في محافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، لاستضافة مرضى السرطان من غير ساكني القاهرة، الذين يضطرون للقدوم إلى العاصمة لتلقى العلاج في المستشفيات.

    وتقدم الدار كافة خدمات الاستضافة والتنقل ورعاية المرضى مجانا، كما تنظم أنشطة ترفيهية لهم للتخفيف من آلامهم.

    وقالت فريحة عبد المحسن ( 60 عاما)، “أنا من محافظة القليوبية.. وعندما اكتشفت إنى مريضة بالسرطان ذهبت إلى مستشفى القصر العيني، حيث أجريت لي عملية، وكنت أجرى أشعة يوميا، وكانت هناك صعوبة في الذهاب من البيت للمستشفى كل يوم”.

    وأضافت الستينية المصرية، لوكالة أنباء (شينخوا)، “لقد عرفت من بعض الأصدقاء أن هناك دار ضيافة لمرضى السرطان.. وأخذت جواب من المستشفى وذهبت إلى الدار، حيث أمكث من السبت إلى الأربعاء”.

رعاية كاملة للمرضى

    وتابعت أن “الدار تقدم رعاية كاملة للمرضى، إلى جانب الطعام والشراب، فضلا عن سيارة تنقل المرضى إلى المستشفيات ثم تعود بهم مرة أخرى للدار، والمناخ في الدار أكثر من رائع”.

    وتنظم الدار رحلات ترفيهية للمرضى، كما تمنحهم مساعدات مادية وملابس فى الأعياد والمناسبات، بحسب فريحة عبدالمحسن.

    وختمت عبدالمحسن “أشعر بالراحة النفسية عندما اتواجد في الدار، وعندما أذهب إلى المنزل أجد مسؤولي الدار يتصلون بي للاطمئنان علي”.

    أما نجوى عبدالخالق، وهي مريضة سرطان فى أواخر الستينيات من عمرها، فقالت “لقد عرفت الدار عن طريق مستشفى بهية (إحدى مستشفيات المجتمع المدني والمتخصصة في علاج السيدات من سرطان الثدي)، حيث قال لي المستشفى أثناء إجرائي أشعة فيه إن هناك دارا تستضيف مرضى السرطان بالمجان”.

اكتشاف الإصابة بالسرطان

    وأضافت عبدالخالق، وهي من محافظة الدقهلية شمال القاهرة، “اكتشفت بالصدفة إصابتي بالسرطان منذ عامين، عندما كنت أجرى أشعة للاطمئنان على صحتي، وذهبت إلى مستشفى بهية لإجراء العملية”.

    وأردفت أن “الأوضاع داخل الدار ممتازة، فهي توفر كل وسائل الراحة، وعندما أمكث فيها أشعر بتحسن فى حالتي النفسية بسبب المعاملة الطيبة”.

    وتناولت عبدالخالق العلاج الكيماوي، وأجرت حتى الآن 15 جلسة إشعاع، وتخضع حاليا للمتابعة والعلاج الطبيعي.

    وأسست الدار ثلاث صديقات على المعاش، هن عبلة سرحان مدير عام إدارة الدراسات العليا سابقا بأكاديمية الفنون، وأسماء عثمان مدير عام سابق بالمدينة الجامعية للطالبات بالجيزة، وخضرة عبدالمحسن مدير عام حسابات سابق بأكاديمية الفنون.

    وقالت أسماء عثمان لـ(شينخو)”، “نحن أصدقاء، وعرفنا أن هناك مرضى أورام يأتون من جميع المحافظات للعلاج، وليس لهم مأوى فى القاهرة، لذلك فكرنا فى مساعدتهم عن طريق إنشاء دار لاستضافتهم مجانا، لأنه يكفيهم ظروف المرض”.

استضافة النساء ثم الرجال

    وأضافت أنه “فى البداية أسسنا دارا لاستضافة السيدات من جميع المحافظات، عدا القاهرة، واللاتي يتلقين العلاج في مستشفى بهية ومركز الأورام والقصر العينى ومعهد ناصر”.

    وتابعت أنه “مع الوقت، بدأنا في استضافة الرجال أيضا، ونقدم للمرضى ثلاث وجبات يوميا إلى جانب خدمات أخرى مثل توفير سيارة لنقلهم إلى المستشفيات، وكل هذا مجانا، والدار تقوم على التبرعات فقط”.

    كما توفر الدار، الدواء وثمن الأشعة للمرضى الذين يعانون ماديا، بحسب عثمان.

    وأردفت أن “الأجواء داخل الدار تمتاز بالود والحب، نحن هنا أسرة واحدة، وهو ما يجعل المرضى يمكثون فيها لمدة شهر واثنين، وحتى عندما يرحلون نتواصل معهم”.

    وغالبية المرضى الذي يمكثون في الدار من محافظات الصعيد جنوب القاهرة، وفقا لعبلة سرحان رئيس مجلس إدارة جمعية نهر الحب الخيرية.

    وأوضحت سرحان، أن الدار تنظم للمرضى رحلات روحانية مثل الذهاب إلى مسجدي الحسين والسيدة زينب، وهو ما يجعلهم سعداء جدا.

الترفيه عن المرضى

    وتشمل الرحلات أيضا الذهاب لمشاهدة المسرحيات فى قصر الثقافة، فضلا عن الأوبرا والملاهي، من أجل الترفيه عن المرضى.

    ومن أجل التسهيل على المرضى، ومراعاة لظروفهم الصحية والنفسية، تسمح الدار بوجود مرافقين للمرضى الذين قد لا يستطيعون خدمة أنفسهم، بسبب حالتهم المرضية.

    وتستقبل الدار، المرضى على مدار 24 ساعة يوميا بمجرد الاتصال، حيث يتم تذليل العقبات أمام الراغبين في الإقامة فيها.

    وتتطلب الإقامة في الدار فقط أن يحصل المريض على جواب من المستشفى الذى يتلقى فيه العلاج بحالته، ويوجهه إلى الدار، حتى يكون الموقف قانونيا بصورة كاملة.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.