من المتوقع بدء ضخ الاستثمارات الإماراتية في تركيا بحلول نهاية العام الجاري تنفيذا لصفقة تاريخية أبرمتها الدولتين الشهر الماضي، بحسب وزير المالية والخزانة التركي محمد شيمشيك.
وقال شيمشيك، في مقابلة مع صحيفة “يني شفق” نشرت اليوم الخميس: “لدينا حوار مثمر للغاية مع دول الخليج، وأبرز مثال على ذلك هو حزمة الاستثمارات المالية البالغة قيمتها 51 مليار دولار التي أعلنت عنها الإمارات”.
الكثير من هذه الصفقات لم تُحسم بعد، وقد لا تتم في نهاية المطاف، رغم ذلك تمثل هذه الاتفاقية أكبر إنجازات زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حيث سعى للحصول على تمويلات أجنبية لسد فجوة الحساب الجاري التركي الآخذة في الاتساع.
ضخ الاستثمارات الإماراتية في تركيا
من المتوقع شراء صندوق الثروة السيادي في العاصمة الإماراتية أبوظبي -وهي الأغنى بين الإمارات السبع المشكلة للاتحاد- سندات بقيمة 8.5 مليار دولار تقريباً، والتي ستصدرها تركيا لتمويل جهود إعادة الإعمار عقب الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد في فبراير الماضي.
كما اتفقت الدولتان أيضاً على التعاون في مشروعات طاقة بقيمة تناهز 30 مليار دولار، رغم تصريح شيمشك بأن الاستثمارات في تلك القطاعات قد “تستغرق وقتاً أطول”.
شيمشك، وهو سياسي مخضرم خدم في حكومات أردوغان من قبل في الفترة بين 2007 إلى 2018، عاد لتولي وزارة المالية في تركيا بأوامر من رئيس البلاد الذي فاز في الانتخابات خلال مايو الماضي. وتركز مهمة شيمشك الرئيسية على تحويل بوصلة الاقتصاد التركي بعيداً عن السياسات الاقتصادية التي اتبعتها البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
يأتي وقف اتساع عجز الحساب الجاري لتركيا وإبطاء التضخم على رأس أولويات شيمشك، حيث يصل التضخم الآن في البلاد إلى 10 أضعاف الهدف الرسمي تقريباً البالغ 5%.
صعود التضخم الاستهلاكي
ورغم أن الزيادات الضريبية التي أقرتها البلاد الشهر الماضي ستعزز التضخم الاستهلاكي بشكل أكبر، إلا أنها كانت بمثابة علاج ضروري “لمرة واحدة” لإنقاذ أكبر اقتصاد غير نفطي في الشرق الأوسط، على حد وصف شيمشك.
تأتي هذه التصريحات ضمن واحدة من أولى المقابلات النادرة لشيمشك مع صحيفة وطنية كبيرة منذ توليه منصبه في يونيو. وتعتبر صحيفة “يني شفق” المملوكة لمجموعة “البيرق” موالية للحكومة، ولطالما دعمت سياسات أردوغان غير التقليدية التي تعتمد على تطبيق مبدأ النمو بأي ثمن وخفض أسعار الفائدة.
وفي الشهر الماضي، دعت “يني شفق” صناع السياسة النقدية الأتراك إلى وقف زيادات أسعار الفائدة بعدما رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 17.5%. وفي عام 2021، نشرت الصحيفة مقالاً في الصفحة الأولى ينتقد محافظ البنك المركزي التركي آنذاك، ناجي آغبال، بسبب رفع سعر الفائدة.
وسرعان ما أقال أردوغان آغبال حينها، وعين ساهاب كافجي أوغلو، كاتب العمود السابق في الصحيفة، كمحافظ للمركزي.