استعرضت حكومة المهندس مصطفي مدبولى خطتها للتعامل مع المساجد الأثرية ، مؤكدة وجود خطة لتطوير المساجد الأثرية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الآثار،بالتزامن مع وجود مساعي لتخصيص مبلغ فى الموازنة للسنة المالية الجديدة لصالح تطوير وتجديد المساجد الأثرية.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب الاثنين، لمناقشة خطة وزارتى الأوقاف والآثار، لتطوير المساجد الأثرية، بحضورالوزيرين
وقال مختار جمعة وزير الأوقاف إن المساجد الأثرية ليست مفصولة عن المساجد العامة، ومصر تشهد حاليا أفضل فترة فى تاريخ عمارة المساجد.
وأضاف: “خلال الأربع سنوات الماضية تم إحلال وتجديد نحو 2000 مسجد، بالتحديد 1966 مسجد تم إحلالها وتجديدها، بتكلفة نحو 240 مليون جنيه، وحوالى 100 مليون لفرش المساجد، خلاف الصيانة والجهود الذاتية، فيما يخصص لنا فى الموازنة حوالى 200 مليون بما فيها الصيانة، وعلى الأقل 300 مليون من الموارد الذاتية للوزارة”.
وتابع وزير الأوقاف: “المساجد الأثرية فوق طاقتى أنا ووزير الآثار، وهى لها طبيعة خاصة باعتبارها ثروة قومية وهناك ضرورة للمحافظة عليها سواء من ناحية مردود السياحة الدينية أو الأثارية، فتكلف تطوير المساجد الأثرية كبيرة، فمثلا مسجد المحلى فى رشيد يحتاج تكلفة 67 مليون جنيه منها 40 مليون جنيه فى المرحلة الأولى، وهناك اهتمام كبيرة بتطوير مسجد الظاهر بيبرس، وتأتى أهميته فى إننا نرتبط بعلاقات قوية مع دولة كازخستان، فهى دولة كبيرة مؤثرة.
وأشار جمعة إلى تملك مصر جامعة الثقافة الأثرية الإسلامية فى وسط آسيا بكازاخستان، وحصولها على الاعتماد والجودة وبها 3 كليات ومصر هى التى بنت الجامعة، مشددا على أهمية هذه الجامعة سياسيا لنا ولهم، ورئيس كازخستان منع إقامة أى جامعة أخرى، فهذه هى الجامعة الإسلامية الوحيدة هناك، حيث يحرص على نشر الإسلام الوسطى ويهتم بدور الأزهر اهتمام بالغ”.
وأوضح أنهم يريدون الانتهاء من تطوير مسجد الظاهر بيبرس لأن رئيس دولة كازاخستان سيزور مصر قريبا، لافتا إلى أن المسجد يحتاج تكلفة 181 مليون جنيه.
وشدد وزير الأوقاف على أهمية التوازن بين المساجد العامة والمساجد الآثارية، وأن هناك أولويات.
وأوضح أن هناك مساجد مغلقة لا يتم الصلاة فيها، وعددها حوالى 3400 مسجد مغلق، منها مساجد كانت مغلقة منذ 18 سنة و22 سنة.
وتابع : “لدينا أولويات، وتم تخفيض عدد المساجد المغلقة إلى 1800 مسجد، أى قضينا على نصف قائمة الانتظار، وخلال 3 سنوات الوزارة قادرة على إنهاء قوائم الانتظار، والقضية تحتاج توازنات كبيرة”.
** خطة التطوير
وعن تطوير المساجد الأثرية، قال وزير الأوقاف: “رئيس الوزراء قال دى مهمة قومية والموازنة هتدخل فيها، ولو ربنا كرمنا الموازانة القادمة سنسعى لأن يكون هناك مبلغ خاص فى وزارة لأوقاف يخصص للمساجد الأثرية، وهناك جهود كبيرة”.
وأضاف: “نعمل حاليا على تطوير عدد كبير جدا بنحو 25 مسجدا أثريا، فمثلا بالنسبة للمسجد المحلى برشيد حولنا فلوس للآثار، والآثار تحولها للمقاولين التى طلبت 40 مليون جنيه كمرحلة أولى، وحولنا نحو 10 ملايين، كما نعمل على تطوير مسجد الفتح بعابدين والآن شغالين فى تطوير مسجد السيد زينب والذى سيتولى الدكتور أسامة العبد رئاسة مجلس إدارته، والذى سيعمل نقلة كبيرة جدا فى السيدة زينب بالجهود الذاتية، وربما يتكلف نحو 80 مليون جنيه يتكلف بها متبرع واحد”.
وتابع: ” كما نعمل على تطوير مسجد الإمام الحسين بتكلفة عالية، وكذلك مسجد السيدة عائشة بالجهود الذاتية”.
علي صعيد آخر ، كشف وزير الأوقاف عن تشكيل لجنة لتقنين وضع الكنائس ، قائلا : “نحن لا نفرق بين دور العبادة، وهو ما ظهر في افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة مثل افتتاح المسجد.
من جانبه ،أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف في مجلس النواب، أن اللجنة ستعقد اجتماعات متتالية مع وزيري الأوقاف والآثار بشأن المساجد الأثرية وكذلك كافة المعابد الدينية.
وطالب النائب اللواء شكرى الجندى، عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، ونائب كفر الشيخ، الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، بضرورة توقيع بروتوكول تعاون بين وزارات الآثار والأوقاف والسياحة مع محافظة كفر الشيخ لترميم المساجد الأثرية الإسلامية فى كفر الشيخ بمدينة فوة، وعمل بانوراما سياحية إسلامية تكون مزارا للعالم أجمع.
وأوضح “الجندى”، فى طلب قدمه لوزيرى الأوقاف والآثار خلال اجتماع لجنة الشئون الدينية اليوم، أنه يوجد نحو 14 مسجدا إسلاميا أثريا بمدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ، وهى مساجد (سيدى موسى، القنائى، شعبان، داى الدار، أبو المكارم، الكورانية، نصر الله، أبو شعيرة، أبو عيسى، الفقاعى، النميرى، عبد الله العمرى، السباعى).
** تطوير مساجد فوة
وعقب الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، على كلمة النائب شكرى الجندى، قائلا: “فوة هى ثالث تجمع للآثار الإسلامية فى مصر بعد القاهرة ورشيد، وتلقيت طلب النائب شكرى الجندى، وطلب آخر من النائبة هالة أبو السعد تطلب أن تكون فوة على خريطة السياحة العالمية.
وأوضح أننا صرفنا 31 مليون جنيه على 6 جوامع فى فوة، كما نعمل على تطوير متحف كفر الشيخ الذى لم توضع فيه طوبة من خمس سنين، وبدأت المحافظة ووفرت 11,5 مليون جنيه، والوزارة ستكمل باقى المبلغ وسيتم افتتاح المتحف فى نهاية 2019.
وأضاف: “بالتالى مشروعان ف يكفر الشيخ يكلفان وزارة الآثار أكثر من 50 مليون جنيه، والموضوع عشان تعمل منطقة واحدة للأثار الإسلامية المتمثلة فى المساجد بمدينة فوة لا يقتصر على مجرد ترميم مسجد، فهناك طرق وغيرها، نحن دورنا نرمم المساجد”.
** صعوبات
فى سياق متصل، أكد وزير الآثار صعوبة البدء فى بناء متاحف أثرية جديدة الآن، نظرا لعدم لصعوبة التمويل وعدم توفر التكلفة المالية، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا لتطوير المتاحف القديمة.
وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إنه لم يكن هناك أثر منقول في مسجد أثري مسجل في الآثار، كالساعة والمصحف والمشكاة، وعندما كانت تتعرض للسرقة لم نكن نستطيع إثبات ملكيتها عند السرقة.
وكشف العنانى، عن إدخال تعديلات قانونية لإنقاذ المساجد الأثرية بشكل سريع، متابعا: علمت بأن هناك مئذنة سوف تسقط في السويس، لم ننتظر تحرك وزارة الأوقاف وتعاملنا معها فيما يشبه مخالفة قانونية، فعدلنا القانون ليشمل أنه في حالة الخطر الداهم المتعلق بمبنى أثري يتحرك المجلس الأعلى للآثار او أي جهة لإنقاذ الموقف.
وتابع أنه قد جرى افتتاح عدد هائل من المساجد، جهات التمويل قد تكون متبرعين أو وزارتي الأوقاف والآثار، وأن ميزانية ترميم الجامع الأثري أغلى من تشييد 4 مساجد كبرى، لإعادته لأصله بمواد بناء معينة، تحافظ عليه كما كان من 700 عام.
واستطرد، أن تكلفة صيانة مسجد الظاهر بيبرس 220 مليون جنيه، مشيرا إلى ان الحكومة وافقت على أن تساهم وزارات التخطيط والآثار والأوقاف في تمويله