عاقبت محكمة الجنايات المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، بالسجن المؤبد في القضية المعروفة بالتخابر مع حماس.
منطوق الحكم
بسم الله الرحمن الرحيم((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
صدق الله العظيم
الخيانة ….. وصمة عار.. وذنب لا يغتفر
والخائن منبوذ من الجميع… حتى ممن يخدمهم لا يرونه إلا وسيلة مؤقته.. لتحقيق ما يريدون..
فالخائن.. لا عهد له.. ولا أمان..
وخيانة الوطن.. آفة من الآفات.. لا مبرر لها… ولا شفاعة لمرتكبِها.. مهما كانت منزلته.. ومهما كان السبب الذي يَدفَعُ لها.. فهي كارثة من الكوارث … والوطن.. كلمة جامعة.. لمعانٍ كثيرة.. لا يمكن حصرها… فهو المكان الذي تحفظ فيه الكرامة.. ويصان فيه العرض.
أن الوطن ليس ترابا فحسب، ولا أشخاصا بعينهم، الوطن هو.. أن يسكنك وتسكنه.. هو أنت وأنت هو.. الوطن هو أي شيء وكل شيء.. فلا حياة بلا وطن.. ولا وطن بلا حياة.
نكون أو نخون
هذا هو فكر جماعة الإخوان
خانوا وطنهم.. وخيانة الوطن.. مهما كان لها من مبرر.. جريمة لا تغتفر أبداً.. ولا شفيع لمن يقوم بهذا الفعل الشنيع… خاصة من يضعون أيديهم في أيدي العابثين.. ليساعدوهم على العبث بمقدرات بلادهم.. وزعزعة استقرارها.. في سبيل أفكار متطرفة.. تمس أمن الوطن. وغايتها.. زعزعة الاستقرار.. ومخالفة ولاة الأمر.. من أجل الوصول إلى الحكم.
إن الهدف الرئيسي الذي كانت تسعى اليه جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928 على يد مؤسسها حسن البنا.. هو الاستيلاء على حكم البلاد وقيام الدولة الإخوانية وكانت تستر أهدافها.. بستار الدين.. وزعم خادع بأنها جماعة دعوية، والجماعة.. وهي بسبيل تحقيق هدفها المنشود… استخدمت الإرهاب كوسيلة في تنفيذ أغراضِها، وسعت إلى تغيير نظام الحكمِ بالقوة.. والإخلالِ بالنظام والأمن العام.. وتعريضِ سلامة المجتمع وأمنِه للخطر.
وقد تولى المتهم السيد محمود عزت إبراهيم موقعاً قيادياً بالجماعة، حيث كان نائباٍ لمرشد الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، الذي يعتبر القيادة التنفيذية العليا لجماعة لإخوان، والموجه لسياستها وإدارتها.
ولما كان حُلم إقامة الدولة.. التي تنشُدها الجماعة…. رهنٌ بفَناء الدولةِ المصريةِ.. التي تمثل حجر عثرة أمامَهم، ولا سبيل لذلك إلا بزعزعة أركان الدولة… وأعمدتِها الراسخة… من خلال إشاعة الفوضى بالبلاد… فكان ذلك ركيزَة خطتِهم والذي من أجل بلوغه لا بأس أن تتحالف مع من يمكنها مبتغاها، ولو اختلفت عقائِدهم ومعتقداتِهم ما دامت اتفقت مصالِحهم نحو هدفٍ واحد هو إسقاط الدولةُ المصرية تمهيداً لإقامة الدولة الإخوانية، غير عابئين بما يمكن أن يُخلفه ذلك الاتفاق الغادر من أضرارٍ قد تصيب كبد الوطن.. فيضحى إلى زوال.
وفي إطارِ مخططٍ دِولي.. لتقسيمِ مصر والمنطقةِ العربيةِ.. لدويلاتٍ صغيرةٍ… على أساسٍ مذهبي.. وديني.. وعرقي.. وجدت تلك القوى الأجنبية… ضالتَها في جماعةِ الإخوان المسلمين.. التي لا تؤمنُ بالأوطان… ولا تعرف سوى أطماعِها في الحكم.
وبدأ تنفيذ ذلك المخطط باستثمار حالة السَخَط والغضب الشعبي على النظام القائم آنذاك ومراقبة ما تسفر عنه الأحداث للتدخل في الوقت المناسب لإحداث حالة من الفوضى العارمة من خلال الاستعانة بعناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني بالإضافة إلى العناصر الإخوانية التي سبق تدريبها بقطاع غزة بمعرفة حركة حماس.
وتنفيذا لذلك قام كل من المتهم الماثل السيد محمود عزت، ومن سبق الحكم عليهم من قيادات الجماعة بالسعي نحو التخابر واتفقوا مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد – التنظيم الدِولي الإخواني وجَناحِهِ العسكري حركة المقاومة الإسلامية “حماس” للقيام بأعمال إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها، وعُقدت لقاءاتٌ بين أعضاء الجماعة… وبين المسئولينَ بحركةِ حماس.. لتنسيقِ العملِ المشتركِ بينِهم.. في كيفية الإعداد .. والتحرك لتغيير نظام الحكم في مصر.. وفتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنبية رسمية وغير رسمية لكسب تأييدهم لذلك.. من خلال عدة سفريات قام بها أعضاء الجماعة.. في الولايات المتحدة وتركيا.. والسعودية.. ولبنان. .وشاركوا أمير الجماعة الإسلامية بباكستان في مؤتمر عُقد بقطر تحت عنوان “الحوار الإسلامي الأمريكي” تحت رعاية معهد بروكينغز الأمريكي بالتنسيق مع وزارة الخارجية القطرية حضره الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وأرسلوا عناصرَهم لتلقي دوراتٍ تدريبيةٍ إعلاميةٍ.. لتنفيذ الخطة المتفق عليها.. بإطلاق الشائعات.. والحرب النفسية.. وتوجيه الرأي العام الداخلي والخارجي.. لخدمة مخططاتِهم، حيث حضر عددٌ من شبابِ جماعةِ الإخوان المسلمين.. دوراتٍ تدريبيةٍ.. في مخيمٍ شبابي لرابطةِ المسلمينَ بالعاصمة اللبنانية بيروت.. وشبابُ الجماعةُ الإسلاميةُ.. بحضورِ عددٍ من شبابِ الإخوان من الدولِ العربيةِ.. تحت رعايةِ وتدريبِ حركةِ حماس.. بغرضِ تأهيل بعض عناصرِ الإخوان.. للمشاركةِ في تنفيذِ الخطةِ الإعلاميةِ المتفقُ عليها.. خلال مراحل التخطيط للاستيلاء على الحكم.
وقاموا بالتحالف والتنسيق.. مع تنظيمات جهادية بالداخل والخارج… تسللت بطرق غير مشروعةٍ عبر الأنفاق إلى – قطاعِ غزة – لتلقي تدريبات عسكرية داخل معسكراتٍ أعدت لذلك… وبأسلحة قاموا بتهريبها.. عَبر الحدود الشرقية والغربية للبلاد… وكان يُطلَق عليهِم “المجموعاتُ الساخنةُ”… ويتم تدريبِها بشكل راقٍ… وتضطلع بالمهام التنظيمية السرية.. مثل التنسيق مع قيادات حركة حماس.. وكتائب عز الدين القسام.. لتسهيل عمليات تسلل العناصر الإخوانية.. عبر الأنفاق الحدودية.. إلى قطاع غزة، ووضع البرامج اللازمة لتدريبهم عسكرياً.. داخل القطاع، وجمع التبرعات المالية من المواطنين المصريين.. بدعوى مساعدة الشعب الفلسطي.
كتبت – نجوى عبد العزيز