أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن مجمل مصانع القصب تعمل بنصف الطاقة المتاحة لديها بسبب تراجع معدلات التوريد متوقعا أن تتعرض مصانع أخرى للأغلاق بعد مصنع سكر ابو قرقاص بالمنيا.
وفسر نقيب الفلاحين أسباب ذلك بقيام المزارعين بتوجيه المحصول إلى العصارات ومصانع العسل الأسود التي تشتري الطن بسعر يتراوح بين 2000 و3000 جنيه مقابل 1500 جنيه سعر التوريد لمصانع السكر بالصعيد.
وأوضح أبو صدام أن السعر العادل لطن القصب حاليا 2000 جنيه حيث ينتج الطن الواحد 100 كجم من السكر على الأقل بخلاف 22 منتجا من المخلفات مثل الورق والخشب والمولاس والكحول وغيرها، مشيرا إلى أن الدولة لا تستهدف زيادة مساحة القصب نتيجة أزمة المياه وتتجه للتركيز على محصول البنجر.
وأضاف أن مساحة قصب السكر 350 ألف فدان الموسم الجاري بدلا من 360 ألف الموسم الماضي مع اتجاه المزارعين لمحاصيل أكثر جدوي اقتصادية، مشيرا إلى أن عددا من المزاراعين ليس لديه تعاقد مع المصانع والبعض الآخر يورد جزء فقط من المحصول والبعض يسدد الغرامة فقط ولا يورد المحصول وأن الفدان ينتج حتي 50 طن .
وأوضح نقيب الفلاحين أن المزارعين في الصعيد يتجهون لزراعة النباتات الطبية والعطرية خلافا للقصب نظرا لأنها تبقى في الأرض شهورا قليلة مقابل بقاء القصب لمدة 5 سنوات متواصلة بوصفه محصول مستديم.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الدولة يجب أن تشتري القصب بسعر السوق ولا يجب أن تحمل فاتورة الدعم على المزارع حيث تقوم الحكومة بشراء طن السكر من شركة السكر بسعر 12 ألف جنيه وتقوم المنافذ ببيعه بسعر 14 جنيها للكيلو تقريبا بينما يصل سعر السكر في السوق حاليا إلي 20 جنيها وكان وصل إلي 40 جنيها مؤخرا بما يعادل 20 و40 ألف جنيه.
وطالب نقيب الفلاحين من الدولة بالمحافظة على محصول البنجر حتي لا يتعرض مثلما تعرض له القصب، مشيرا إلى أن كل 10 أطنان قصب تنتج طن سكر وكل 7 أطنان من البنجر تنتج طن من السكر بخلاف المنتجات الأخرى.
وأضاف أن الكثير من المصانع في الصعيد تتعرض لخسائر حاليا نتيجة إنخفاض معدلات التوريد إليها
كشف اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، في تصريحات تليفزيونية تفاصيل توقف مصنع أبو قرقاص بالمنيا وقال البديوي إن زراعة القصب في مصر انخفضت بشكل كبير للغاية موضحا أن محافظة المنيا كانت تنتج 950 ألف طن من القصب، وكان المصنع يستقبل منها 750 ألف طن إلى 2020، ولكن في العام الماضي استقبل المصنع 90 ألف طن، ما أدى إلى خسائر بنحو 112 مليون جنيه.
وأشار إلى أن إدارة الشركة اجتمعت مع المزارعين لبحث زيادة وارداتهم إلى المصنع، ولكن انخفضت كمية القصب المورد للمصنع في 2023 إلى 10 آلاف طن فقط، وهي كمية تكفي للعمل لمدة 5 أيام فقط.
وأضاف أنه بناءً على هذا الأمر، اتخذت الشركة قرارًا بعدم عمل المصنع في القصب هذا العام، ورفعت كمية البنجر إلى مليون طن، وحولت توريدات القصب إلى مصنع جرجا، مع تحمل مصانع سكر أبوقرقاص تكاليف النقل بالكامل.
وبين البديوي أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، إذ أصبح 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار “العوادي ” الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.