Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

نقطة نظام.. يا نفس لا تراعى

هل مَن يرد الأمور إلى نصابها، وينصف مصر مجدداً، من بنيها قبل خصومها.. منذ كانت الثورة التى ما إن أضيئت شعلتها إلا سرعان ما انتكست على يد صغار الثوريين أو المحدثين سياسياً، بسيان، ومن المعارضة (الكيدية) التى لا يجوز ممارستها من أجل المعارضة فحسب.. ولكن بغرض ترشيد القرار.. وليس هدمه أو السخرية منه

نقطة نظام.. يا نفس لا تراعى
جريدة المال

المال - خاص

9:25 ص, الثلاثاء, 15 نوفمبر 16

هل مَن يرد الأمور إلى نصابها، وينصف مصر مجدداً، من بنيها قبل خصومها.. منذ كانت الثورة التى ما إن أضيئت شعلتها إلا سرعان ما انتكست على يد صغار الثوريين أو المحدثين سياسياً، بسيان، ومن المعارضة (الكيدية) التى لا يجوز ممارستها من أجل المعارضة فحسب.. ولكن بغرض ترشيد القرار.. وليس هدمه أو السخرية منه والتهكم عليه من عجائز أو شباب أفرزتهم سياسات الشارع
street politics، فإذ بالثورة التى سطعت قبل خمسة أعوام على «أم الدنيا» التى احتوت جميع أجناس الخلق وأنواع الأمم (72 أمة تتكلم 140 لغة) لا تزال على حالها من اللا توازن بين سكان المنتجعات وأهل العشوائيات، وبين الريف والحضر، وبسبب التحالف اللا مشروع بين النخب السياسية والاقتصادية، ما يؤدى إلى انقسام طبقى خطير يساعد على تفشى الفساد ووسائله لعديد من الشرائح الاجتماعية وإلى سلوك سياسى عشوائى.. خاصة ممن يسمون «النشطاء» الذين يطيب لهم القول- ربما عن حق- بإسقاط رئيسين سابقين فى 2011 و2013 بـ«الضربة القاضية».. إلا أنه يغيب عنهم أن فلولهما لا تزال لهما القدرة على البقاء والمقاومة، ذلك قبل أن يشتط بهم الهوى الثورى مجددًا للقول باعتزامهم إسقاط الرئيس الثالث 2014 بـ«النقط الفنية»، وكأنهم بذلك يتحولون بالمسرح السياسى إلى حلبة للملاكمة، لا هى بالسياسة ولا الرياضة، غافلين عن أن الرمزين الرئاسيين السابقين لم يكن ليسقطا لولا عجزهما فى الاستناد إلى مؤسسات أصابها الوهن، الأمر الذى لم يعد كذلك منذ يوليو 2013.. حيث يعاد ترتيب الفعاليات المؤسسية على أسس علمية.. تؤدى إلى التقدم بالثورة وليس الانتكاس بها.. من خلال المشروع التنموى الداخلى (…) وبالتجديد الثورى للسياسات الخارجية (…)، لتستطيع مصر فى فترة وجيزة استعادة تماسكها المحلى.. فضلاً عن مكانتها العربية والدولية، وصولاً إلى «ديمقراطية المشاركة» كهدف تال، ولتضحى مصر عصيّة على النفاذ إليها من خلال مؤسساتها لإسقاط «الرئيس» على النحو السالف فى السنوات الأخيرة، لا بالضربة القاضية أو بالنقاط الفنية.

ورغم بديهية السياق السابق.. تأبى جماعات من داخل الحراك المدنى إلا المضى فى إشاعة الطاقة السلبية المجتمعية عبر ثالوث غير مقدس من التلوث الإعلامى والرأسمالية المتوحشة والفساد البيروقراطى، الأمر الذى ينأى أمثالهم فى دول أخرى داخل الإقليم عن الإتيان بمثله، وإلا تحولوا- كأخريات- إلى دول فاشلة، إذ لا يرعوى سقوطهم السياسى- الأخلاقى عن استنكاف الاستقواء بقوى خارجية، إقليمية أو دولية.. حتى ليصيبهم الهلع لمجرد تخيل احتمال تغيير هذه القوى من سياساتها المناوئة للقاهرة، بما فى ذلك السعى فى إطار الصراعات الخارجية لدسِّ العصى فى ملفات مصرية، أمنية وسياحية واقتصادية وإعلامية، بحيث تتداخل قوى من الداخل والخارج فى التباس مريب للحيلولة دون تقدم الثورة بوجه عام، ذلك على النحو الذى يمكن رصد شواهده طوال السنوات الخمس الأخيرة.. عبر محاولات متلاحقة للإيقاع بمصر التى لا تباع أو تشترى.. حتى فى أحلك عصورها الحديثة، ومع ذلك تتواصل معاودة استقطاب مصر مجدداً قبل أن يشتد عودها، سواء بفصل الشعب عن قيادته ومؤسساته.. دونها سقوط «الأمة» التى لم يبق لها غير مصر وجيشها على حد تعبير مسئول عربى كبير مؤخراً، إلا أن الجيش لا يمكنه أن يكون لاعباً قيادياً وحيداً وسط تلك المواجهات المتقاطعة على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، إذ يحمِّله ذلك فوق طاقته.. بما لا يعود فى مصلحة الجيش ولا الدولة أو «الأمة» بوجه عام، خاصة أن هناك من يطعن فى الظهر- عن علم أو جهل- لإسقاط «الرئيس» لمرة ثالثة (بالنقاط الفنية)، ولتسقط الدولة ومؤسساتها عندئذ.. وفقاً لرغبة خصومها التاريخيين وثورييها المحدثين.

جريدة المال

المال - خاص

9:25 ص, الثلاثاء, 15 نوفمبر 16