نص كلمة "محلب" في قمة الكوميسا

نص كلمة "محلب" في قمة الكوميسا

نص كلمة "محلب" في قمة الكوميسا
جريدة المال

المال - خاص

8:24 م, الأثنين, 30 مارس 15

المال- خاص:

يترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء وفد مصر المشارك في اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لقمة الكوميسا، المقامة حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويضم الوفد وزراء التجارة والصناعة، والإسكان، والكهرباء، والتخطيط.

وقد ألقى رئيس مجلس الوزراء صباح اليوم كلمة مصر خلال القمة، وأعرب في بداية حديثه عن سعادته بوجوده في أديس أبابا، عقب زيارة رئيس مصر السيد عبدالفتاح السيسي، إليها منذ أيام قليلة، وقدم الشكر لرئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية للاستضافة الكريمة لهذه القمة، وحفاوة الاستقبال، ولما بذلته إثيوبيا من جهد في سبيل الإعداد لها، ووجه له التهنئة لتولي إثيوبيا رئاسة الكوميسا خلال هذه المرحلة الهامة والحاسمة في تاريخ القارة الأفريقية.

كما وجه رئيس الوزراء الشكر والتقدير للرئيس جوزيف كابيلا، رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية، على رئاسته الحكيمة للكوميسا خلال العام الماضى، حيث أشار الى أن فترة قيادته شهدت العديد من النجاحات والإنجازات.

وقال رئيس الوزراء خلال كلمته : “لقد انضمت مصر إلى اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الافريقي (الكوميسا) في يونيو 1998 ، كما انضمت الى منطقة التجارة الحرة للكوميسا منذ إنشائها في أكتوبر سنة 2000… وقد أدى ذلك إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل من مصر والدول الأخرى الشقيقة أعضاء التجمع، حيث زاد حجم التجارة البينية، فبلغت قيمة واردات مصر من دول الكوميسا 154 مليون دولار  عام 1998 ، وزادت الى 730 مليون دولار عام 2013 ، في حين زادت الصادرات المصرية بما فيها صادراتنا الى كل من ليبيا والسودان من 46 مليون دولار عام 1998 الى 2 مليار ونصف المليار عام 2013.  كذلك أصبحت  مصر أكبر مستورد للشاي من كينيا، وكذلك من أكبر الدول المستوردة للحوم من كل من السودان وإثيوبيا”.

وأضاف المهندس إبراهيم محلب: ” كما أصبح لمصر استثمارات متزايدة في عدد من الدول أعضاء الكوميسا. وعقدت مؤتمراً ناجحاً لدعم وتنمية الاقتصاد المصري خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 في مدينة شرم الشيخ، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعت عدداً من دول الكوميسا والدول الأفريقية للمشاركة في ذلك الحدث، بهدف الاستفادة من التواجد فيه تأكيدا للترابط بين اقتصاديات دولنا، حيث ضم كبار المستثمرين على المستويين الإقليمي والعالمي”.

وذكر أيضا خلال الكلمة: ” تقوم مصر حاليا بحفر قناة جديدة موازية لقناة السويس الحالية، وذلك بهدف تسهيل التجارة العالمية، وهى  إضافة كبيرة لقارتنا، ولتجارتنا البينية مع دول العالم، وسيتم افتتاح هذه القناة الجديدة في شهر اغسطس القادم بإذن الله. وسيسعد أشقاؤكم فى مصر وجودكم في الاحتفال بافتتاح هذه القناة الجديدة.

 مضيفا : “إن تجربتنا معا توضح أن الفائدة الاساسية من إقامة منطقة تجارية حرة هي توسيع نطاق السوق، وهو شرط أساسي ليتمكن منتجونا الصناعيون من التمتع بوفورات الانتاج الكبير، وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وقدراتهم علي المنافسة، وزيادة صادراتهم، بل والاحتفاظ بحصتهم في أسواقهم المحلية في مواجهة منافسة الواردات”

كما أوضح محلب: ” لكن التنمية الصناعية تتطلب أيضا الاهتمام بالتعليم خاصة الفني منه، وبالتدريب المهنى، لرفع كفاءة الأيدي العاملة، وكذا الاهتمام بمستوي المواصفات القياسية لتقترب بل وتتطابق مع المواصفات القياسية في الدول المتقدمة، وترتفع جودة منتجاتنا.       إن التنمية الصناعية تتطلب أيضا توفير البيئة  الملائمة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الحديثة، لانتاج السلع ذات المكون التكنولوجي المرتفع، ذات القيمة المضافة العالية”.

وأضاف: ” بالاضافة إلى كل ذلك فيتعين ألا ننسي أن بلادنا كلها تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لذلك يجب أن نهتم ايضا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة، التى تتيح فرص عمل أمام الشباب، ونعمل علي خلق علاقات تشابكية بينها وبين الصناعات الكبيرة، لضمان نجاحها واستدامتها وهو ما يؤدي إلي تعميق الصناعة”.

وذكر محلب أيضا: ” إن فوائد منطقة التجارة الحرة عديدة لذلك نتطلع إلي تحقيق مزيد من الاندماج لاقتصاديات دول تجمعنا، ونتطلع إلي اندماج التكتلات الثلاثة لشرق وجنوب إفريقيا علي أمل أن نري في الأجل القريب اندماج القارة كلها في سوق واحدة في مواجهة تكتلات الشمال المتقدم”.

وقال محلب خلال الكلمة: ” نجتمع اليوم في ظل العديد من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، حيث تهدد تلك التحديات مساعينا من أجل الارتقاء بأهدافنا نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة لمنطقتنا، وفقاً لما أرساه لنا وتطلع إليه الرعيل الأول والآباء المؤسسون مــــــــن قادتـــــنا وزعمائنا واضعـي حجر الأســـاس للمعاهــــدة المنشئة لهـــــذا التجمع المهم”.

وذكر أيضا: “إن تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا.  وفي هذا الإطار، فقد إطلعت باهتمام على ما أسفرت عنه الاجتماعات التي تمت خلال الأيام الماضية على مختلف مستويات وفعاليات تجمعنا، وإني أتطلع لما ستسفر عنه نتائج هذه القمة من توصيات من شأنها أن تدعم جهودنا من أجل مواصلة خطواتنا التنموية”.

وأضاف رئيس الوزراء: ” أتقدم بشكرى  لمشاعركم النبيلة والطيبة لما قدمتموه لنا خلال الاجتماعات الحالية من رسائل تضامن ومؤازرة، وتعازي لأســـر المصرييـن مــــن ضحايــــا العمليات الإرهابية”.

وأضح أيضا أن تجمع الكوميسا قد شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً مهما وحيوياً في تطوير آلياته من أجل العمل على تطوير البنية التحتية للمنطقة، قائلا : “أنتهز هذه المناسبة لكي أشيد بالجهود التي قامت بها الكوميسا وبالتنسيق مع الـ NEPAD من أجل العمل على تنفيذ الطريق البري الذي يربط القاهرة بكيب تاون، والخط الملاحي النهري الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ويوفر منفذاً إضافياً لعدد من الدول الحبيسة الأعضاء في الكوميسا. ولقد أعلنت مصر التزامها برعايتها لهذا المشروع وتضافر جهود الحكومة المصرية للقيام بالمتابعة الدقيقة والمباشرة، وأن تعمل على توفير أقصى ما يتوافر لديهـــــا مــــــن إمكانيـــات فنية ومادية لاستكمال دراسات ما قبل الجدوى الخاصة بالمشروع، كما أنتهز هذه الفرصة لدعوتكم جميعاً كأصدقاء وأخوة وأخوات أعزاء، وشركاء في تنمية قارتنا الحبيبة، إلى زيارة وطنكم الثاني مصر، للمشاركة في مؤتمر قمة التكتلات الثلاثة الإقتصادية الأفريقية الكبرى، التي تستضيفها بلادى بمدينة شرم الشيخ في 10 يونيو 2015،  ويسبقها الاجتماعات التحضيرية المتعلقة بذلك، لإعلان إندماج التكتلات الاقتصادية الثلاثة، لتكون خطوة مهمة نحو إنشاء منطقة التجارة الأفريقية الحرة المأمول لها تحقيق معاهدة أبوجا وإعلان أروشا”

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: ” إن قارتنا الإفريقية تمتلك الطاقات والقدرات والثروات، كما تمتلك الإرادة السياسية كي تنطلق نحو صنع المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا وأجيالنا القادمة، وهو ما سنعمل معا على تحقيقه فى القريب العاجل”.

من ناحية أخرى، أشاد سينديسو نجوينا سكرتير عام الكوميسا خلال كلمته أمام القمة بجمع المصريين ما يقرب من 9 مليارات دولار في 9 أيام لتنفيذ أحد المشروعات القومية الكبرى، وهو مشروع قناة السويس الجديدة، وهو ما يؤكد عزم المصريين على تحقيق التقدم الاقتصادي والازدهار لدولتهم.

ومن جانبها، أشادت “دلاميني زوما” رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بجهود مصر في العمل على وضع اسس انشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية خلال قمة شرم الشيخ يونيو المقبل، كما اثنت على مقترح تنفيذ طريق بري للربط بين القاهرة كيب تاون.

جريدة المال

المال - خاص

8:24 م, الأثنين, 30 مارس 15