نصار النصار: المسرح ثورة دائمة.. و«رسالة إلى» لم يتكلف ديناراً

نصار النصار: المسرح ثورة دائمة.. و«رسالة إلى» لم يتكلف ديناراً

نصار النصار: المسرح ثورة دائمة.. و«رسالة إلى» لم يتكلف ديناراً
جريدة المال

المال - خاص

1:15 م, الخميس, 21 يناير 16

■ بعد فوزه بجائزتى أفضل إخراج وتمثيل من مهرجان شرم الشيخ

■ مصر الوحيدة القادرة على الوقوف حائط صد لرفعة جاراتها
■ العرض صرخة المبدعين فى الوطن العربى
■ أراهن على الدراما قليلة التكلفة كثيفة الفكر

سلوى عثمان

لقِى العرض المسرحى الكويتى «رسالة إلى» استحسان الجمهور والنقاد الذين تابعوا فاعليات «مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب».. واستطاع هذا العرض اقتناص جائزتين من جوائز المهرجان، وهما: جائزة أفضل تمثيل، وقد نالها عثمان الصفى، وجائزة أفضل إخراج، وكانت من نصيب نصار النصار.

والمخرج نصار النصار من مواليد عام 1978، ومارس العديد من الفنون من كتابة وتمثيل وإخراج، كما عمل مذيعًا بالكويت، ويعمل حاليًا كأستاذ جامعى بكلية البنات قسم الفنون والتصميم بجامعة الكويت، وعضو فرقة «المسرح الكويتيى» التى تمثل مسرح الجامعة.

وعن مسيرته المسرحية، وعرضه «رسالة إلى» الذى شارك به فى المهرجان، والصعوبات التى واجهها لإنتاج هذا العمل، ووجهات نظره حول المسرح والإرهاب، تحدَّث نصار فى هذا الحوار الذى أجرته معه «المال» قبيل مغادرته المحروسة عائدًا إلى بلاده.

استهلّ نصار حديثه بالإعراب عن سعادته بفوز عرضه بجائزتين فى المهرجان، معتبرًا ذلك إنجازًا للشباب الكويتى الذين يحاول خوض غمار الإبداع المسرحى، لخلق حراك حقيقى على مستوى الوعى والجماهيرية.

وحول فكرة إقامة مصر مهرجانًا متخصصًا لدعم السياحة فى مواجهة الإرهاب من خلال المسرح، أكد نصار أن تداعيات الإرهاب تطول الدول العربية بالكامل، وليس مصر وحدها، مشيرًا إلى أن بلده «الكويت» طاله الإرهاب منذ شهور قليلة.

وربط نصار بين صعود مصر ووقوفها مرة أخرى كحائط صد ضد الإرهاب؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد لعودة جميع الدول العربية التى تأثرت بقوة من هذه الموجة، وأكد أن الشعبين الكويتى والمصرى بينهما علاقة تاريخية منذ وقوف مصر إلى جانب الكويت أثناء الغزو العراقى، وهو ما جعل الكويتيين يخرجون فى الشوارع معلنين عن فرحهم لفرحة المصريين إبان ثورة 25 يناير، وهذا كله يؤكد مدى العلاقة بين البلدين ومتانتها، وأهمية وقوف الكويت بجوار مصر فى هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها حاليًا.

وعن عرضه المسرحى قال نصار إنه كتب العرض وقدّمه بنفس صورته الأولى دون تغيير، مُقرًّا بأنه تأثّر كثيرًا بالفن المصرى عند كتابة وإخراج هذا العمل، معللًا ذلك بأن أفضل النماذج العربية للمسرح- والفن عمومًا- عرفها العرب من مصر، فتضمَّنَ عرضه فيديو ليوسف بك وهبى كنموذج لفنان مسرحى من الطراز الأول واجه مشكلات مجتمعية حتى وصل لهذه المكانة، كما اختار أغنيات لعبد الحليم حافظ؛ لأنه مُطرب جميع الأجيال العربية، وليس المصرية فقط.

وتذكّرَ نصار أنه قدّم «رسالة إلى» لأول مرة عندما كان طالبًا بالجامعة، باعتبار أن فرقته هى الخاصة بجامعته، وظلّت من وقتها تقدم بممثلين مختلفين، والآن وبعد أن أصبح عضوًا بهيئة تدريس الجامعة، وأصبح بطل العرض الآن هو عثمان الصفى أحد الطلبة الذى يقوم بالدور بدلًا منه- قرّر نصار أن يخرج من عباءة الممثل، وأن يظل كاتبًا ومُخرجًا للعمل.

وأوضح أنه لا يَعتبر نفسه كاتب النص بالكامل، بل اعتبر ما قدّمه حكايات ومواقف حدثت للمشاركين له بالمسرحية أول مرة، وهى مواقف حول ما يصيب المبدع من إحباطات بسبب وقوف الأهل ضده، وصدامه مع المجتمع، وغيرها من المصاعب التى تواجه المبدع طوال الوقت وتُدخله فى صراع مع نفسه.

وأكد أنهم قدّموا هذا العرض المسرحى 17 مرة عبر السنين، منها 7 مرات فى دول عربية كالسعودية والأردن والبحرين والإمارات، كما تم عرضه قبل ذلك بمصر فى مدينة الإسكندرية، موضحًا أنهم فى كل دولة عرضوا فيها المسرحية، كانوا يبدعون لها إفيهاتها الخاصة التى تتواءم مع هذه الدولة دون غيرها، مما أحدث هذا الصدى الكبير للعرض فى كل مرة قُدِّم فيه خارج الكويت.

وعن ظروف تقديم عرضه بالكويت، قال إنه تم اختيار العرض ليمثل الشباب فى احتفالية «يوم المسرح العالمى»، رغم وجود فِرق حكومية شبابية بالكويت، بينما فرقته هى مِن ضِمن فِرق المسرح الجامعى.

وكشف أنهم أنتجوا العرض بـ»صفر دينار»- على حد قوله؛ فالديكور استعاروه من المسارح، والملابس أتى بها الممثلون من منازلهم، والفيديوهات الخاصة بالمسرحية نفّذها بنفسه على أحد برامج المونتاج، موضحًا أنهم مُنعوا من دخول المهرجان المحلى طوال 7 سنوات متتالية باعتباره عرضًا جامعيًّا غير محترف، لكن عندما قابل الأمين العام للمجلس الوطنى للفنون والآداب الكويتى، وعرف مجهودهم لإنتاج العرض، قرّر أن تكون هناك منحة ثابتة لكل عرض مسرحى يشارك بالمهرجان كنوع من الدعم المادى للفِرق.

واعتبر نصار أن هذه التجربة المسرحية هى نموذج للمسرح قليل التكلفة كثيف الفكر، مضيفًا أنه كأكاديمىّ عمل بالعديد من المسارح الأوروبية وجد أنهم يتعاملون بالمسرح البسيط، ورغم وجود عقول عربية واعية وتوفر إمكانيات قوية، فإننا شعوب تهوَى الشكوى كثيرًا، مؤكدًا أن هذه النوعية من المسرح هى الأقدر على الاستمرار والصمود فى ظل الظروف والصراعات التى تمر بها المنطقة.

ونوّه بأن المسرح مرتبط بالثورة، ليس فقط الثورة بمعناها الدارج، أى الثورة على الحاكم، وإنما الثورة على النفس أيضًا، لافتًا إلى أن النقاد المسرحيين فى بلاده يطلقون عليه لقب «الثائر المسرحى»؛ فدائمًا ما يتحدث فى عروضه عن الثورة، والتى تتمثل فى الثورة على الأوضاع السيئة، وعلى الفكر الراكد، والثورة على النفس قبل كل شىء، وهو ما يجعل المسرح من الفنون الأقرب والأكثر التحامًا بمفاهيم الثورة.

جريدة المال

المال - خاص

1:15 م, الخميس, 21 يناير 16