تراجعت مبيعات الإعلانات التليفزيونية العالمية بنسبة 4% عام 2019 لتسجل أكبر هبوط منذ الركود الاقتصادي خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.
الإنترنت يكسب
تعد هذه البيانات أحدث الإشارات الدالة على انصراف المعلنين إلى الإنترنت بحثًا عن المشاهدين.
وقالت شركة ماجنا جلوبال البحثية إن هبوط أعداد مشاهدي البرامج التليفزيونية تسبّب في تقليص الأموال التي يضخّها المعلنون لمخاطبة مشاهدي القنوات التليفزيونية.
التليفزيون في أوربا
وأشارت البيانات المدرجة ضمن تقرير حول نشاط الإعلانات العالمية إلى أن أعداد مشاهدي التليفزيون هبطت بحدة في أوروبا. وهبطت معدلات المشاهدة بالفعل في الولايات المتحدة والصين واستراليا.
تراجع أشبه بالنزيف
وشهدت السنوات القليلة الماضية تراجع أعداد مشاهدي التليفزيون التقليدي بشكل أشبه بالنزيف؛ وذلك بدعم من إقبال الناس على إلغاء الاشتراك في حُزم الكوابل التليفزيونية والأقمار الصناعية واستبدالها باشتراكات في نيت فليكس ويوتيوب.
اشتراكات حزم الكوابل
وشهدت الولايات المتحدة، صاحبة أكبر سوق إعلامية عالمية، أكبر هبوط في اشتراكات حُزم الكوابل. ومن المتوقع استمرار نزيف إلغاء الاشتراكات، بينما أقبلت شركات إعلامية عملاقة مثل وولت ديزني وشركة AT&T على طرح خدمات فيديو بديلة.
انتعاش للعام العاشر
وارتفعت، مقابل هذا، مبيعات الإعلانات الرقمية المعروضة عبر الإنترنت بنسبة 15%، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي الإيرادات من مبيعات الإعلانات للعام العاشر على التوالي.
وبفضل رفع الأسعار تمكنت الإعلانات التليفزيونية سابقًا من جني مكاسب من مبيعات الإعلانات. ولا يزال يتم النظر إليها بوصفها وسيلة مفيدة عند احتياج المسوقين لقاعدة جماهيرية عريضة حية.
شركات التكنولوجيا
وأظهرت شركات التكولوجيا تميزًا بفضل سماحها للمعلنين باستهداف الأفراد الباحثين عن قطعة ملابس على جوجل أو الذين يحبون صفحة أحد الأفلام على فيسبوك أو عن منظف معروض على منصة أمازون.
انكماش واسع النطاق
لكن انكماش أعداد مشاهدي القنوات التليفزيونية أصبح الآن واسع النطاق لدرجة أنه يتخطى الزيادات السعرية للاعلانات التليفزيونية. وهبط حجم المشاهدة التليفزيونية الخطية بنسبة 10% في الولايات المتحدة واستراليا والصين خلال السنوات القليلة الماضية، حسب فينسنت ليتانج مؤلف التقرير.
القنوات التليفزيونية
وسجلت القنوات التليفزيونية الأوروبية هبوطًا بنسبة 7% و8% في المتابعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا خلال 2019. وذلك نزولًا من نسبة 5% العام الماضي.
وقال ليتانج: “أصبح لدينا الآن هبوط خطيّ في حجم المشاهدة التليفزيونية بنسب مئوية تتخطى الـ10%”.
خدمات البث المباشر
وألقى ليتانج باللوم على انتشار خدمات البث المباشر في أوروبا، خلال السنوات القليلة الماضية، مقارنة بالولايات المتحدة. واعتبر أيضًا أن التباطؤ الاقتصادي في أوربا أحد أسباب هبوط المشاهدة التليفزيونية.
الألعاب الأولمبية
ويتوقع التقرير الذي نشرته وكالة بلومبرج أن تعود مبيعات الإعلانات التليفزيونية في الولايات المتحدة للنمو بحلول عام 2020 عند بدء بث مباريات الألعاب الأوليمبية الصيفية والانتخابات الرئاسية الأمريكية. لكن هذا التحسن لن يستمر طويلًا.
شفط أموال الإعلانات
ولا يعاني التليفزيون وحده تراجع أعداد المشاهدين. نجحت شركات التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك في شفط أموال الإعلانات التي كانت تذهب للإصدارات الورقية والراديو خلال السنوات الماضية.
نصف الأموال
وتمكنت شركات الإعلانات العاملة عبر الإنترنت من جمع نصف الأموال التي يتم إنفاقها على مبيعات الإعلانات عالميًّا عام 2019 للمرة الأولى، بعد أن جمعت نحو 306 مليارات دولار من مبلغ إجمالي يقدر بنحو 595 مليار دولار تم إنفاقه عالميًّا.
إعلانات الراديو
واستقرت مبيعات الإعلانات المذاعة عبر الراديو خلال 2019، بينما كان النمو في إعلانات وسائل الإعلام التقليدية من نصيب لافتات الشوارع وحدها.
ويرجع هذا جزئيًّا إلى إقبال شركات التكنولوجيا على استخدام لافتات الشوارع لعرض خدماتها.
وتتصدر شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك وآبل وامازون ونيتفلكس وجوجل قائمة أكبر 20 معلنًا يعملون خارج المنزل.
الإنفاق العالمي
من المتوقع أن يرتفع الإنفاق العالمي على الإعلانات خلال 2019 ليتجاوز 560 مليار دولار أمريكي. يتم بذلك تسجيل نمو بنسبة 4% تقريبًا مقارنة بالعام الماضي، حسب موقع ستاتيستا.
وترجح التقديرات استمرار أمريكا الشمالية بمركزها كأكبر سوق أقليمي. وتحل منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي في المرتبة الثانية.
وتشغل أوربا الغربية المرتبة الثالثة بحجم إنفاق على الإعلانات يصل تقريبا لمستوى نصف إنفاق أمريكا الشمالية.