نزاع دول البحر الأسود يرفع الإقبال على الخدمات الملاحية بـ3 موانئ مصرية

عدة خطوط طلبت معلومات عن التسعير والطاقة الاستيعابية

نزاع دول البحر الأسود يرفع الإقبال على الخدمات الملاحية بـ3 موانئ مصرية
أماني العزازي

أماني العزازي

5:58 ص, الأحد, 20 مارس 22

رفعت الحرب «الروسية – الأوكرانية» معدل طلب الخطوط الملاحية على محطات الحاويات، خاصة موانئ دمياط وشرق وغرب بورسعيد فى منطقة شرق البحر المتوسط، لتخزين البضائع العامة والثلاجات التى كانت متجهة للدولتين وفقًا جدول إبحار السفن.

فى نفس الوقت، تلقت محطات الحاويات مخاطبات من عدة خطوط تستفسر فيها عن إمكانيات والطاقة الاستيعابية لتلك المحطات، ومدى استعداداتها للتفريغ والتخزين للسفن القادمة من جنوب وشرق آسيا.

«تنفيذى شركة بورسعيد»: المحطة قادرة على احتواء 30 ألف حاوية ترانزيت.. والأسعار تتسم بمرونة العرض والطلب

اللواء عبد القادر جاب الله، الرئيس التنفيذى لشركة بورسعيد

أكد اللواء عبد القادر جاب الله، الرئيس التنفيذى لشركة بورسعيد المشغل لمحطة حاويات ميناء غرب بورسعيد، تلقيه العديد من استفسارات الخطوط الملاحية للطاقة الاستيعابية للمحطة ومدى جاهزيتها لاستقبال حاويات الترانزيت القادمة من الصين والهند، وكانت فى طريقها لروسيا وأوكرانيا وتم إبحارها بالفعل، ومنعتها ظروف الحرب من استكمال رحلتها والوصول لمحطات النهاية.

وأضاف لـ«المال» أن الخطوط اضطرت للبحث عن موانئ بديلة لتفريغ حمولتها بشكل مؤقت فى حوض شرق البحر المتوسط لحين تحديد وجهتها النهائية، أو انتهاء الحرب القائمة حالياً.

وأكد “جاب الله”، قدرة المحطة على استيعاب 30 ألف حاوية ترانزيت، شريطة تحديد مواعيد سحبها أو إعادة تصديرها مرة أخرى، منعًا لحدوث تكدس بالساحات، والتأثير على باقى الخدمات الملاحية الأخرى.

وأكد أن عملية التسعير بالنسبة للخدمات التى تقدمها المحطة تتسم بالمرونة، وفقًا لظروف العرض والطلب.

فى سياق متصل، كشف مصدر مطلع فى ميناء شرق بورسعيد لـ«المال»، أن الحاويات التى كان مقررًا تفريغها فى موانئ غرب أوروبا ستكون آخر محطاتها شرق وغرب بورسعيد، ودمياط، وهو ما يعنى أن المحطات البحرية المصرية، أمامها فرصة لزيادة حجم التداول، خاصة أنها قادرة على استقبال السفن العملاقة بغاطس 18.5 متر.

ولفت إلى أن حركة الشحن البحرى من منطقة البحر الأسود شهدت حالة من الارتباك بسبب الحرب، وتوقفت العديد من الخدمات الملاحية إلى أوكرانيا وروسيا، فى نفس الوقت تعكف العديد من الشركات اللوجستية البحث عن أسواق بديلة.

من جانبه، توقع الدكتور أحمد كامل، الباحث فى شئون النقل البحرى، أن تشهد الموانئ المصرية ارتفاعًا فى حجم الطلب، بسبب ظروف الحرب، التى أجبرت الخطوط الملاحية على إيداع البضائع المقرر شحنها لأوكرانيا وروسيا، بإحدى محطات البحرية الترانزيت فى شرق البحر المتوسط.

وأوضح أن كثيرًا من محطات الحاويات بالموانئ الواقعة بشرق المتوسط تلقت طلبات من الخطوط الملاحية ورغبتها فى التردد عليها فى تفريغ وتخزين البضائع، المستهدف نقلها لروسيا وأوكرانيا.

وتابع: أن هناك طلبا مفاجىئا على موانئ دمياط وبورسعيد، وهذه المواقع عليها تحقيق أكبر استفادة من الأزمة القائمة حالياً، عبر تجويد وتحسين الخدمات الملاحية المتاحة لتكون سبيلا لجذب الخطوط فى الفترة المقبلة وبشكل منتظم.

ولفت «كامل» إلى أن كل خط ملاحى يعمل وفقا لسياسة محددة، وهذه السياسية لها معيار لاختيار ميناء دون غيره لتخزين الحاويات بشكل مؤقت، لافتًا إلى أن التفريع سيكون مؤقتًا لحين وضوح رؤية وطريقة وصول السفينة إلى محطة النهاية.

وأشار إلى أن الخط الملاحى “ميرسك” أبدى رغبته فى تفريغ الحاويات بميناءى دمياط وشرق بورسعيد، لافتًا إلى أن موانئ شرق وغرب بورسعيد ودمياط تقع على المسار الملاحى للخدمات المترددة على غرب أوروبا.

وطالب بمنح العملاء الأساسيين لمحطات الحاويات حزمة من الحوافز ومميزات حال اعتمادهم على المحطات المصرية كمواقع تفريغ أو تخزين الحاويات، مع إمكانية التعامل مع العملاء الجدد بطريقة مناسبة تساعد فى جذبهم للموانى المصرية بصورة منتظمة فيما بعد.

رئيس يونى سى: ضرورة توفير تخفضيات لجذب أكبر عدد من العملاء الجدد

وطالب القبطان مروان دحروج، رئيس مجلس إدارة شركة يونى سى، بتخفيض رسوم تفريغ البضائع بالموانئ المحلية، لجذب عملاء جدد وتنشيط حركة التداول، وتعويض نسبة الزيادة التى أقرتها قناة السويس فى رسوم العبور.

وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية لتفريغ الشحنات بميناء شرق بورسعيد كبيرة، وتعد أقل تكلفة من غيرها، وحال توفير مزايا تسعيرة يمكنها من جذب أكبر عدد من العملاء.

وتابع أن الخطوط تقوم بالشحن من موانئ بديلة لأوكرانيا مثل ورومانيا والبرتغال لتعبر القناة، وفى هذه الحالة سيحتاج ميناء شرق بورسعيد للتفريع، وتوزيع البضائع وفقًا لجدول الإبحار إلى شرق أسيا والخليج العربى.

ولفت الدكتور محمد الصياد، رئيس مجلس إدارة شركة أطلس للملاحة، إلى أهمية الاستفادة من الأزمة الأوكرانية، وإقرار حزمة من التخفيضات بموانئ الترانزيت لاستقبال السفن المقبلة من منطقة البحر الأسود، وتفعيل دور غرف الملاحة فى حصر عدد السفن القادمة من الخارج، وإتاحة المجالس التصديرية لبيانات دقيقة لمعدلات الصادر والوارد من وإلى منطقة البحر الأسود.

ولفت إلى أن تكاليف تداول الحاويات الترانزيت فى ميناء شرق بورسعيد وغرب ودمياط مرتفعة منذ استصدار قرارات مقابل الانتفاع بالأنشطة والخدمات الملاحية ولائحة مزاولة الأنشطة.

وأضاف أنه فى ظل تحكم التحالفات الملاحية لمسارات عبور السفن، ستنحصر استفادة الموانئ المحلية من الخطوط الملاحية غير المنتظمة، والتى لا ترتبط بتحالفات وهذه الكيانات تهتم فى الأساس أن تكون الرسوم وتكاليف تشغيل السفينة منخفضة.

ويرى محمد أبو العطا، مدير الملاحة بشركة إبرامار، أن إغلاق الموانئ الرئيسية المخصصة لشحن وتصدير الحبوب والحديد فى أوكرانيا وروسيا سيؤثر على عدد السفن القادمة من البحر الأسود تجاه شرق آسيا، ومنطقة الخليج العربى.

ولفت إلى أن العملاء والخطوط الملاحية تتجه للبحث عن موانئ بديلة لتلبية احتياجاتها، كما تتجه لفرض رسوم مخاطر حرب على السفن المارة فى البحر الأسود.

وأوضح أن البحر الأسود تم تصنيفها منطقة مرتفعة الخطورة، وهذا الأمر يؤدى إلى ارتفاع أقساط التأمين المطلوبة لشحن البضائع أو نقلها.

ويتوقع مدير الملاحة بشركة إبرامار، حدوث ارتفاع فى أسعار نولون الشحن خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة زيادة قيمة الغطاء التأمينى على السفن والناقلات وجميع العاملين بها.

من جانبه، شدد عاطف الطناوى، رئيس مجلس إدارة شركة كريستال للملاحة، عدم الاتجاه لزيادة أو فرض رسوم جديدة، لتكون المحطات البحرية جاذبة للخطوط والمصدرين والمستوردين.

وقال إبراهيم شلبى، رئيس شعبة النقل الدولى بغرفة تجارة بورسعيد، إن ارتفاع طلب دول أوروبا على الحاويات المطلوبة لدعم أوكرانيا، يسهم مرحليًا فى تصاعد أزمة الحاويات الفارغة وعدم توافرها.

ولفت إلى أن الخطوط الملاحية تتجه حاليًا إلى استقبال الحاويات الثلاجة الصادرة من مصر لأوروبا وتفريغها وإعادة شحنها بمساعدات من أوروبا لأوكرانيا.

وقال إن بعض الخطوط المالكة للحاويات ضاعفت سعر الحاوية الفارغة المطلوبة وتحميلها بالصادرات، وسيؤدى ذلك إلى ارتباك فى سوق الشحن الدولى بسبب قلة المعروض من الحاويات الفارغة، وانخفاض عدد المساحات على السفن الناقلة والمتوجهة لباقى دول العالم، كما أن بعض الخطوط ستقوم بتغيير مسارات خدماتها ولن تقبل الشحن والمرور فى المنطقة الملتهبة تجنبًا لمخاطر الحرب.