ندوة "صورة المرأة في الإعلام" تسلط الضوء على التمثيل النمطي للسيدات وتدعو لتقديم شخصيات حقيقية في الدراما (صور)

لمناقشة تقديم رؤية نقدية حول صورة المرأة في الإعلام المصري وتأثيرها على المجتمع

ندوة "صورة المرأة في الإعلام" تسلط الضوء على التمثيل النمطي للسيدات وتدعو لتقديم شخصيات حقيقية في الدراما (صور)
رحاب صبحي

رحاب صبحي

8:56 م, السبت, 12 أبريل 25

بحضور نخبة من الإعلاميين ورواد صناعة السينما والنقاد، استضافت دوار للفنون ندوة “صورة المرأة في الإعلام التأمل والاستهلاك الواعي” وذلك ضمن فعاليات مشروع “لها ومعها” بالشراكة مع السفارة البريطانية في مصر، على مسرح راديو، لمناقشة تقديم رؤية نقدية حول صورة المرأة في الإعلام المصري وتأثيرها على المجتمع، وتعزيز الوعي بنقد المحتوى الإعلامي وتغيير تمثيل المرأة في الفن.

وخلال الندوة التي بدأت بمعرض فني إبداعي يحلل تمثيل المرأة في الإعلام، قالت شلالة مدير مشروع “لها ومعها” إن المشروع يهدف إلى استخدام الفنون مثل الحكي والرقص العلاجي لمساعدة النساء والرجال الذين يتعرضون للعنف المدفوع بشكل أساسي بالثقافة المجتمعية ، وأيضا دور الإعلام في تأصيل ثقافة العنف.

وتحدث في الندوة التي أدارها الفنان صلاح ماجد، محمود سيد المدير التنفيذي لدوار للفنون مؤكدا على حرية الفنان، وأهمية عدم الانسياق وراء استهلاك الفن الذي يروج للصورة النمطية للمرأة، وضرورة الكتابة عن نماذج حقيقية للسيدات كالتي قدمها المخرجين محمد خان وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب ورضوان الكاشف وغيرهم، وأضاف ماجد أن هذا الجهد يتطلب دعما إنتاجيا.

أنه فلا يفهم سبب ضرب النساء في بعض المسرحيات باعتبار أن ذلك مشهدا كوميديا والمشكلة أن الجمهور يضحك ، لذلك من المهم أن نتساءل عن كيفية تقديم الكوميديا، كما أنه من الضروري الفصل بين الدراما والأخلاق، والحكم على الممثلات من خلال الأدوار المقدمة وهو ما يدفع بعضهن لرفض أدوار بسبب الأحكام المجتمعية.

وقالت المنتجة شاهيناز العقاد إن المرأة لا يتم تمثيلها في الأعمال الفنية كما ينبغي، و95 % من الأفلام بطلها رجل بينما يكون على المرأة إكمال الصورة؛ والحل الوحيد لإنصاف المرأة أن ننتج أفلاما أكثر تعبر فيها المرأة عن نفسها بالشكل الذي تراه، مضيفة أنها تدعو للكتابة عن النماذج الحقيقية للمرأة وهو تحدي يستلزم وجود توازن بين ما يحمله العمل من رسالة وبين ما سيتقبله الجمهور.

وأضافت العقاد أنها ترفض بعض الأعمال الفنية التي تقدم موضوعات مثل تعدد الزوجات، أو العنف ضد المرأة أو أن يتم الترويج لها لتصبح أفكارا عادية يتقبلها الجمهور، والذكاء في الطريقة التي يتم بها تقديم الفكرة.

وتحدثت العقاد حول وضع السينما في ظل وجود المنصات قائلة إن السينما لن تختفي وستظل مستمرة، وعلى الرغم من أن الأفلام لا بد وأن تعرض أولا في السينما ولفترات كافية قبل أن تنتقل للعرض في المنصات، لكن ذلك يرجع أيضا للاتفاقات بين المنتج والمنصة.

كما تحدثت خلال الندوة مروة أبو ليلة الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لـ فوتوبيا” حول دور الصورة والتصوير الفوتوغرافي في تغيير صورة المرأة عن نفسها، مشيرة إلى أن البعض يقدم رؤية فنية تجارية، لكن الشكل الوثائقي الإنساني يكون فيه حرية أكبر في التعبير ويحتاج في الوقت نفسه لدعم مادي، وطرحت مثالا حول كتاب المصورة هبة خليفة التي قدمت فيه معاناة السيدات مع أجسادهن.

وأضافت أبو ليلة إن الدراما تضع النساء في قوالب السيدة المسيطرة أو الخاضعة، مشيرة إلى أن الأفكار تتغير مشيرة إلى الحكم التاريخي لقاضي في محافظة المنيا بمعاقبة شخص هدد فتاة بصور لمدة 15 عاما.

وقدم الناقد أندرو محسن مدير البرامج في مهرجان الجونة السينمائي، مثالا على دور المرأة في الدراما من خلال شخصية الممثلة أروى جودة في مسلسل “هذا المساء” والتي تعتبر شخصية مختلفة ذكية ولديها إرادة كي تحب وتكره وتسامح أو لا تغفر، وتواجه زوجها بأشياء المجتمع يعطيه الحق فيها، ولكن لا يعطيها للمرأة التي توصم إذا فعلتها مثل الخيانة.

وأضاف محسن أن هناك بالفعل تغييرات تحدث في الكتابة عن المرأة مثل فيلم الهوى سلطان تأليف وإخراج هبة يسري فهو فيلم فنيا وجماهيريا جيد، أما على المستوى الأفلام الوثائقية فهناك رفعت عيني للسما، وفيلم الفستان الأبيض لجيلان أبو عوف، وفيلم دخل الربيع يضحك لنهى عادل، فهناك حالة حراك فني جيدة ومساحة للتغيير مع وجود إنتاجات مختلفة مثل فيلم فرق وفيلم أعز الولد، فهي تجارب مختلفة ومهمة جدا.

وقالت مي عبد العظيم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Media & More إنها من الجيل الذي تربي على أغنية “دبدوبة التخينة”، وأن الكوميديا تتم من خلال السخرية من المرأة أو التنمر عليها، وان المجتمع الذكوري الأبوي يقمع المرأة ويضع أفكار الرجل في قوالب مثل أن الرجل دوره الإنفاق على أسرته وأنه لا يبكي ولا يصاب بأمراض نفسية وكلها أمور غير حقيقية.

وأضافت عبدالعظيم إنهم في مجلة What Women want يبتعدون عن التنميط وصور العارضات اللاتي لا تشبهن الواقع، مشيرة إلى ظهور بعض الممثلات في الدراما بشكل غير واقعي للشخصيات بسبب عمليات التجميل والبوتوكس، وأن هذه الصورة غير الواقعية تضع ضغوطا على الجمهور خاصة النساء لأنها لا تعكس واقعهم.
واختتمت الندوة بحفل فني للفنانة شهيرة كمال.