عقد المركز المصرى للدراسات الاقتصادية اليوم الثلاثاء، الويبينار السادس لمناقشة قضايا المناخ، بعنوان: “الشباب الأفريقى”، بمشاركة وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ونخبة من خبراء المجال الدوليين، ضمن مجموعة من الندوات التى تناقش موضوعات تفصيلية استعدادا لمؤتمر المناخ القادم COP2، وذلك بهدف بناء موقف أفريقى موحد فى القضايا ذات الصلة.
وقالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف؛ المدير التنفيذى ومدير البحوث بالمركز، أن الشباب الأفريقى هم الثروة الحقيقية لدول القارة، ويجب الاستفادة من قدراتهم وأفكارهم ومشاركتهم فى مواجهة التغيرات المناخية بالقارة، ولكن يواجههم العديد من الصعوبات التى تتمثل فى عدم إشراكهم فى صنع القرارات التى بالتبعية ستؤثر على حياتهم فى المستقبل.
من جانبها استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، جهود الحكومة فى تعزيز مشاركة الشباب المصرى فى مواجهة التغيرات المناخية، وهو ما يبدأ بنشر الوعى بالقضية، من خلال تضمين قضايا المناخ ضمن المناهج الدراسية فى المدارس والجامعات، مؤكدة أن الشباب هم قوة أفريقيا الحقيقية.
وأشارت إلى التعاون بين وزارتى البيئة، والتربية والتعليم، فى تضمين موضوعات التغيرات المناخية فى المناهج الدراسية التى يدرسها الشباب والنشء والتعامل مع استراتيجيات التأقلم والتكيف.
وذلك من خلال العديد من المواد الدراسية وتتضمن العلوم والدراسات الاجتماعية والتاريخ، كما تم منح العديد من التدريبات للمدارس والشباب ورواد الأعمال لزيادة الوعى بقضايا البيئة فى العديد من المحافظات.
يستهدف البرنامج النشء والشباب من المرحلة الابتدائية وحتى التخرج، كما أنه من المقرر تنفيذ برنامج بحاضنات الأعمال موجه لرواد الأعمال الأفارقة يهدف لرفع الوعى بقايا التغير المناخى.
ودارت مناقشات بين عدد من الشباب الأفارقة حول رؤيتهم لقضية تغير المناخ، وكيف يؤثر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القارة السمراء، وكيف يرون هم مستقبلهم كشباب، وما الذي يجب القيام به في اعتقادهم لتحسين الوضع.
وشارك في تلك المناقشات كل من هنا بزاد مؤسسة دوار تي والرئيس التنفيذي لشركة بي هنا بدولة المغرب، وباتو كيليستسي مؤسس Sustain267 ومستشار صندوق الطوارئ – أفريقيا بدولة بوتسوانا، وسيدريك ديزيلو سفير جمعية الشبان المسيحيين العالمية (YMCA) لشؤون تغير المناخ من دولة غانا، وسجود الجراعي أخصائي الاتصالات والدعاية ومستشار إعلامي أول بدولة السودان.
وأكد الشباب المشاركون أن هناك وعى كامل من الشباب الأفارقة بقضية التغيرات المناخية، والتى أثرت على حياتهم نتيجة ما تشهده دولهم من تأثيرات سلبية تمثلت فى التصحر والفيضانات والسيول والجفاف، وغيرها من الظواهر الناتجة عن التغيرات المناخية والتى أثرت على حياتهم بشكل كبير.
ويذكر أنهم ليسوا جزءا من السياسات ولا يتم مشاركتهم فى اتخاذ القرارات التى تستهدف مواجهة التغيرات المناخية، وعدم قدرة حكوماتهم على تقديم حلول فعالة للمشكلات الناتجة عن التغيرات المناخية.
واستعرض الشباب عددا من المبادرات التى يقوم بها رواد الأعمال الأفارقة لمواجهة تغير المناخ، مثل مشروعات إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية وغيرها من المشروعات ذات البعد البيئى، ولكن الكثير منها يواجه مشاكل التمويل، وعدم تهيئة البيئة المواتية لإقامة هذه المشروعات.
وانتقدوا عدم العدالة فى الممارسات التى تنتهجها العديد من الشركات العالمية فى دول أفريقيا، حيث تنتهج هذه الشركات سياسات للحفاظ على البيئة فى دول أوروبا وأمريكا، وفى المقابل لا تفعل ذلك فى أفريقيا.
وطالبوا بضرورة وضع سياسات إلزامية لهذه الشركات لتطبيق نفس الممارسات فى كل الدول التى تعمل بها وفى القلب منها دول أفريقيا لأنها جزء رئيسى من العالم، وهى الأكثر تضررا من هذه السياسات التى سببت التغيرات المناخية وزيادة الانبعاثات الضارة، وأن يتم تطبيق نظم ضريبية أكثر عدالة وتحسين استخدام الموارد الطبيعية.
ووجه الشباب رسالة إلى المشاركين بمؤتمر المناخ القادم، مضمونها أن الشباب هم ثروة أفريقيا التى يجب الاستفادة من قدراتها بأقصى ما يمكن، والتعاون بين الشباب الأفريقي لإقامة المشاريع التى تهدف لمواجهة التغيرات المناخية، ودعم أفريقيا بالتمويل اللازم لإقامة هذه المشروعات.