Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

نحن .. وتركيا وإيران!

نحن .. وتركيا وإيران!
جريدة المال

المال - خاص

4:14 م, الأربعاء, 13 يونيو 12

لابد أن تكون «أولوية الأولويات » المصرية – بعد انتهاء عصر الفوضى المصطنعة ومدفوعة الثمن التى نحن فيها هذه الأيام – هى إعادة مصر إلى «مربع القيمة » واسترداد قيادتها التاريخية لأمة العرب، وهى قيادة معترف بها بين كل الشعوب العربية، وإن كان ينكرها بعض القادة «الذين فى قلوبهم مرض » ، إلا أن الشعوب تبقى دائمًا هى الأهم، ذلك أنها المحرك الأصيل لكل ما حدث، وكل ما سوف يحدث، وهو – مع الأيام – كثير .. بل كثير جدًا !

ويفرض مثل هذا الحديث نفسه علينا جميعًا الآن، ذلك أن الاقتصاد المصرى «سوف يتعافى » ، وأن كل الفيالق السياسية الظاهرة الآن فوق السطح سوف يقلم المصريون أظفارها فلا ينتصر على «وسطيتهم » أحد، وكل – مع الأيام – سوف يعود إلى حجمه الطبيعى فور «أن يفش الورم » الذاتى الذين يحسون به ضمن ما تمتلئ نفوسهم به من أمراض .

يضاف إلى تلك المشاهد المحلية المؤقتة أى متابعة متأنية من أى فكر سياسى فاهم لما يجرى خارج الدائرة المحلية المصرية اتساعًا إلى ما يدور من حولنا خارج الحدود – القريبة منا .. والبعيدة عنا – حيث تتحرك الكثير من القوى الجارة لشغل «موقع القيمة المصرية » التى غيبها نظام مبارك الفاسد طويلاً عن جغرافيا المنطقة .. وأحداثها إلى درجة إسقاط الفعل المصرى لثلاثة عقود من حسابات الشرق الأوسط الذى لا تستطيع قيادته الوصول به إلى بر الأمان غير مصر القائدة !

ورغم أنه ليس لدى ما هو «ضد الوجود التركى » المحيط، لكن الحرص على قيمة الوطن – فى بعض الأوقات – ضرورة لا يصح أن تشغلنا عنها مشكلات الاقتصاد – وأغلبها مصنوع – أو المطالبات الشعبية الغبية بحقوق أكلها مبارك ونظامه فى غير إدراك بأن وقت رد كل الحقوق مقبل، وأن انتظار ذلك الزمان بالصبر هو جزء من حماية الوطن نفسه من أن يسقط فى «ألف بئر » محفورة داخل الوطن .. وخارجه ليتم الغرق، وهو ما لن يحدث أبدًا بأمر الله !

كما أننا لسنا ضد جغرافيا الوجود الإيرانى بالمنطقة كقوة إقليمية مؤثرة لا داعى لإبراز العداء معها، ذلك أن «المشترك الدينى » بين كل سكان المنطقة – رغم أى اختلافات بين الشيعة والسنة – كفيل بحل كل المشاكل لو حسنت النوايا، ذلك أن الوجود الأمريكى والإسرائيلى بالمنطقة هو صاحب المصلحة العليا فى ركوب موجة ذلك الخلاف، فى كارثة يعلم الله وحده آثارها لو انفجر ذلك الخلاف المصنوع أمريكيًا وإسرائيليًا إلى «حرب بالسلاح » سوف تدمر الجميع !

نعود إلى منظومة العمل السياسى «التركى » الحثيث للاستيلاء على قيادة المنطقة – بحجة الإسلامية – خطفًا للموقع المصرى الذى لا يوقفه سوى تحالف مصالح – مصرى سعودى – يصنع قوة يعمل لها ألف حساب مع إسقاط سوريا – مؤقتًا – من ذلك التحالف إلى أن تنجلى بها الأمور الغامضة الآن بالدعم الإيرانى الذى يثير الريبة فى الموقف السورى العربى، ويجعل الجميع يشك فى النوايا، وإن كان نظام الحكم السورى المستبد منذ عقود بدأت بحافظ الأسد الذى ورث بشار حكمه دون أى كفاءة سياسية دائمًا خضوعًا كاملاً لنظام الأمن الجهنمى الذى ورثه بشار عن الوالد، والذى لا يزيد فيه دور «بشار » كألعوبة أكثر من واجهة علوية تحكم شعبًا أغلبه من السنة الوسطية، ولسوف يسقط حكم بشار الذى سوف تدفع سوريا ثمن سقوطه باهظًا، لتعود سوريا إلى الحظيرة العربية كقوة مضافة !

إن الحديث التركى الآن عن «شرق أوسط جديد » ليس أكثر من استعارة من خطة «كونداليزا رايس » – حسناء أمريكا الزنجية – وإن اختلفت نوايا الطرفين حول منطوق الشعار المستعار، حيث كان القصد الأمريكى منه هو تقسيم العالم العربى إلى «فتافيت دول » تحكمها إسرائيل، بينما القصد التركى الدائر الآن يقصد دولاً عربية إسلامية تخضع كلها للقيادة التركية، يرفرف عليها علم تركيا الأحمر ذو الهلال والنجمة الواحدة !

جريدة المال

المال - خاص

4:14 م, الأربعاء, 13 يونيو 12