منذ اندلاع الأحداث المؤسفة الأخيرة بمدينة غزة بفلسطين اليومين الماضيين ، بدأ كثير من الفنانين المصريين والعرب باتخاذ مواقف معينة تعبيرا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وكان من أبرز هذه المواقف قيام نقابة الممثلين بجمع حشد كبير من الفنانين وعمل وقفة احتجاجية تجاه مايتعرض له الفلسطينين من ابادة جماعية يوميا من الاحتلال الاسرائيلي .
وكذلك قام بعض الفنانين والنجوم بعمل حملات عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي ” انستجرام” تحديدا ، والمنادة فيها بضرورة التحدث عما يجري في الأراضي الفلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم ، أبرز هؤلاء النجوم أحمد فهمي وياسمين صبري ومحمد عطية وغيرهم .
سمير الجمل : نحتاج لمواقف مؤثرة بصورة أكبر من الفنانين
ويرى الكاتب سمير الجمل أن هذه المواقف جيدة ولابأس بها ، لكنها لن تحقق تأثيرا كبيرا ، حيث أنه الأهم أنه بعد فترة زمنية ماهي الأعمال الفنية التي تقدم للجمهور وتبقى في ذاكرة المشاهدين ، وهي المؤثرة بدرجة كبيرة عن الوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها الفنانين .
وشدد الجمل أن الأجيال الجديدة لاتعي عن القضية الفلسطينية لأنه لاتوجد أعمال فنية بها عمق كبير وتتناول تاريخ هذه القضية ومالذي حدث فيها ، لاسيما أن هذه القضية هامة جدا لنا كعرب .
أضاف أننا نحتاج لمواقف مؤثرة بصورة أكبر من الفنانين ، بتقديم مسلسلات تليفيزيونية تستعرض هذه الأحداث وتوعي الجيل الجديد بها ، وهذه الأعمال تحتاج لفنانين واعيين بصورة معينة .
ولفت أيضا الى أن النجم جمال سليمان قدم عملا فنيا رائعا عن القضية الفلسطينية ” التغريبة الفلسطينية ” ، أما باقي الفنانين فلم يقدموا عملا فنيا عن القضية .
أحمد سعد الدين : الفنان ليس في يده سوى اتخاذ موقفين في هذه الأمور
أوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين أن ماقام به الفنانين المصريين تجاه أحداث غزة وشاهدناه منهم اليومين الماضيين ليست سيئة أبدا ، فهي مواقف تعبر عن تضامنهم تجاه الأحداث .
وأردف أن الفنان ليس في يده سوى اتخاذ موقفين في هذه الأمور ، وهي التضامن احتجاجيا للتعبير عن غضبه تجاه مايحدث ، والأمر الثاني هو التحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي للجمهور ، لاسيما أن أرائهم تكون مؤثرة وذلك ماشاهدناه الساعات الماضية مع الاعلامي باسم يوسف بلقاءه في الخارج لآحدى البرامج البريطانية ، فقد أثر لقاؤه وكيفية تحدثه فيه عن الأحداث في غزة في ملايين الأشخاص وساهم في تغيير وجهات نظر كثيرة .
وشدد سعد الدين على أن من الصعب أن يقدم أي فنان عملا فنيا يتناول القضية الفلسطينية قبل مرور عام على الأقل ، حتى تكون الصورة اكتملت والرؤية أصبحت واضحة للجميع والتطورات تكون معروفة .
محمد عبد الرحمن : تبين لبعض النجوم في هذه القضية أن الصمت هو الخيار الخاطئ
من ناحيته أمكج الناقد الفني محمد عبد الرحمن عن كون يمكن تقسيم مواقف الفنانين تجاه الأحداث الأخيرة بغزة لقسمين ، الأول الذين تعاطفوا منذ بداية الأمر وذلك يمثل شعور شعبي تجاه الأحداث المؤسفة ، والمجموعة الأخرى هم الذين بدأوا يتعاطفوا مع القضية حينما زادت حدة وسخونة الأحداث في غزة .
وتابع قائلا أن أي موقف يتخذه أي فنان هو مهم ويساهم في زيادة الوعي لدى الجمهور ، لأنه بذلك يكون على نفس الموجة والتاثير الذي يشعر به جمهوره تجاه تلك الأحداث .
ونوه إلى أنه في كل الأعمال الابداعية والمهن التي لها علاقة بالرأي العام مثل الفن والرياضة والسياسة ، لايجب أن يكون الشخص فيهم منفصلا عن المزاج العام للشعب ، الا لو كان منذ البداية بعيدا عن أي شئ ولايتحدث عنه ولايتدخل في هذه الأمور كسفير لجهة معينة أو يقوم بحملات توعية أو سفيرا للأمم المتحدة ، ثم ياتي في موضوع أحداث غزة ولايتحدث ويصمت تماما .
أكد عبد الرحمن أنه تبين لبعض النجوم في هذه القضية أن الصمت هو الخيار الخاطئ تماما وليس الآمن ، وذلك سبب تحركات الفنانين بقوة خلال ال3 أيام الأخيرة بعد مذبحة غزة أصبحت واضحة ومؤثرة ، وذلك مهم جدا لكن تأخير ذلك أضر بصورة العديد منهم .