تشهد السوق العقارية السكنية في المملكة العربية السعودية موجة هجرة داخلية باتجاه العاصمة الرياض، بسبب وفرة فرص التوظيف الجديدة مُقارنةً بباقي المدن، ما يحفز الطلب على الشقق والفلل الصغيرة، بحسب فيصل دوراني، الشريك ورئيس الأبحاث في شركة “نايت فرانك” للشرق الأوسط.
دوراني أشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط ككل تشهد معدلات هجرة داخلية عالية، تفوق مناطق العالم الأخرى الأكثر نضجاً.
وأشار إلى ارتفاع معدل الطلب على شراء المساكن في العاصمة السعودية، وذلك بفعل رؤية 2030 بشكلٍ أساسي، والتي تسهم مشاريعها المتنوعة في المدن الرئيسية بخلق الوظائف، خاصةً أن 56% من سكان المملكة أعمارهم ما دون 35 عاماً ويبحثون عن مساكن خاصة بهم.
وفرة فرص التوظيف في الرياض
تشهد الرياض فرصاً وظيفية أعلى من المدن الأخرى، ما يجعل الطلب يتزايد على الشقق والفلل الصغيرة، ويوضح دوراني أن الجيل الجديد في السعودية، بعكس الجيل السابق، بات من المقبول لديهم السكن في شقق، شرط أن تكون متكاملة الخدمات، وهو ما توفره العاصمة في مناطقها ومبانيها الجديدة.
واستشهد بمسحٍ أجرته شركته لمواطنين يعتزمون شراء مسكنهم الأول، حيث أظهر أن 40% منهم يرغبون بشراء شقق 3 إلى 4 غرف، بمبلغ 750 ألف ريال، و30% فلل يصل سعرها إلى 2.2 مليون ريال كحدٍّ أقصى.
حول تملُّك السعوديين لمنزل ثانٍ، بيّن مسح “نايت فرانك” أن 44% من ملاك المنازل يعتزمون شراء منزل جديد بهدف الاستثمار بشكلٍ أساسي، و30% منهم مستعدون لدفع ثمن يناهز 800 ألف دولار. في حين أفاد 25%، ممن يُعتبرون من الطبقة الثرية، أنهم مستعدون لدفع مليوني دولار لتملك منازل أُخرى غير مساكنهم.
بما يتعلّق بحاجة المشترين للتمويل، قال رئيس الأبحاث في “نايت فرانك إن 84% من الذين شملهم المسح الجديد يخططون لشراء مسكنهم الأول خلال العام الحالي، و40% منهم يحتاجون للتمويل، مما سيعزز الطلب على القروض السكنية ويعزز نشاط البنوك والمؤسسات المالية في هذا المجال.