ناصر حمدى لـ«المال»: «التنشيط السياحى» ترصد احتياجات منظمى الرحلات

"السياحة" تبحث بالتعاون مع "الخارجية" التحرك فى إجراء اتصالات مع الدول الأجنبية لتخفيف حدة تحذيرات السفر

ناصر حمدى لـ«المال»: «التنشيط السياحى» ترصد احتياجات منظمى الرحلات
أحمد عاشور

أحمد عاشور

8:56 ص, الأثنين, 30 سبتمبر 13

شكلت وزارة السياحة لجنة تنفيذية عليا لرسم السياسة التسويقية والترويجية ومتابعة خطط التنشيط برئاسة وزير السياحة وعضوية كل من قيادات الوزارة والهيئة العامة للتنشيط السياحى ورؤساء مجالس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية وغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة وغرفة المنشآت الفندقية.

وتستهدف اللجنة تفعيل وتنشيط الحركة السياحية الوافدة والعمل على تحسين صورة المقصد المصرى فى الأسواق الخارجية والعمل على استخدام أدوات تسويقية جديدة.

«المال» حاورت السفير ناصر حمدى رئيس هيئة التنشيط السياحى، الذراع الترويجية لوزارة السياحة، ليكشف عن الملامح الرئيسية التى وضعتها الهيئة للتعامل مع الظروف الحالية، وكذلك الخطة المستقبلية خلال الـ5 سنوات المقبلة.

أكد ناصر حمدى أن الحكومة حريصة على استمرار الطلب على المقصد السياحى المصرى من خلال الترويج للمناطق السياحية الآمنة وإنقاذها من التحول إلى مدن أشباح.

ولفت إلى أن القطاع السياحى فقد جزءا كبيرا من طاقته خلال الشهرين الماضيين نتيجة قيام غالبية دول العالم بتحذير مواطنيها من السفر لمصر مما أدى إلى قيام شركات الطيران العارض «شارتر» بوقف رحلاتها للمقاصد السياحية بالكامل بما فيها المناطق البعيدة عن أعمال الشغب.

وقال ناصر حمدى إن أعداد الوفود السياحية للسوق المحلية تراجعت بنسبة 40% خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس وانخفضت أعداد الليالى السياحية بنسبة 19% مع تراجع رحلات الطيران العارض بنسبة تجاوزت الـ32.3% قائلاً «غالبية شركات الطيران تأتى لاصطحاب عملائها لخارج مصر وليس لجلب عملاء جدد».

وأشار إلى أن الوزارة تبحث حالياً بالتعاون مع وزارة الخارجية التحرك فى إجراء اتصالات مع الدول الأجنبية لتخفيف حدة تحذيرات السفر، لافتا إلى أن وزير الخارجية أعطى تعليمات لمكاتب التمثيل للعمل على نقل الصورة الحقيقية لمصر بعد أحداث 30 يونيو وما ترتب عليها من أعمال عنف من جماعة الإخوان أدت إلى قيام الحكومة بالتدخل بقوة لفض الاعتصامات.

ولفت ناصر حمدى إلى أن «السياحة» تعقد لقاءات مع ممثلى السفارات الأجنبية بالقاهرة للعمل أيضا على التخفيف من لهجة التحذيرات، وليس رفع التحذير بشكل كلى ولكن التأكيد على أمان منطقة البحر الأحمر.

الهيئة تجمع شهادات من الوفود المقيمة في مصر تؤكد عدم وجود ما يعرقل السياحة

وأكد أن الهيئة تقوم حالياً بجمع شهادات مكتوبة ومصورة من الوفود المقيمة فى مصر حالياً تؤكد عدم وجود ما يعرقل السياحة، على أن يتم استغلال تلك الشهادات فى الترويج الخارجى.

ودشنت وزارة السياحة قناة «EGYPT TOURISM TODAY» بالتعاون مع وزارة الاتصالات لبث رسائل تسويقية موثقة بفيديوهات مفادها أن السائحين فى أمان تام.

وقال ناصر حمدى إن القناة ستساعد منظمى الرحلات العالمية فى الضغط على حكوماتها للتخفيف من درجة تحذيرات السفر.

وقال إنه بالرغم من الحالة الكارثية التى يعانى منها القطاع، فإن بعض منظمى الرحلات الأجانب مازالوا متمسكين بالمقصد السياحى المصرى، مدللاً على ذلك باستمرار شركة «توى» الانجليزية فى تشغيل رحلات للسوق المحلية على الرغم من وجود تحذيرات سفر من الحكومة البريطانية.

وذكر أن الوزارة تعمل حالياً على إعادة النظر فى برنامج وآليات تحفيز الطيران العارض لتشجيع أكبر عدد ممكن من منظمى الرحلات باستئناف أعمالها للسوق المحلية وعدم اللجوء إلى أسواق بديلة، مما يصعب العودة مرة أخرى للمعدلات نفسها.

ولفت ناصر حمدى إلى أن الهيئة كلفت مكاتبها الخارجية بجمع احتياجات وطلبات منظمى الرحلات الأجانب من برنامج تحفيز الطيران العارض، على أن تتحرك وزارة السياحة لتلبية تلك المطالب لتحقيق أكبر عدد ممكن للقطاع.

وأشار إلى أن البرنامج الجديد لتحفيز الطيران العارض يتسم بالمرونة العالية بحيث يتوافق وجميع متطلبات منظمى الرحلات، مشيراً إلى أن بعض العملاء يفضلون الحصول على تحفيز فى حال تحقيق معدلات عالية من الحجوزات أى دعما على المقعد المشغول فى حين تطلب شركات أخرى دعم المقعد الفارغ، مؤكداً أنه تم تكليف وحدة الدراسات الاقتصادية بالوزارة لتقييم البرنامج وفقاً لمتطلبات كل سوق على حدة.

الهيئة تعاقدت مع شركات علاقات عامة للكشف عن الصورة الحقيقية للشارع

وأوضح أن الهيئة تعاقدت أيضا مع مجموعة من شركات العلاقات العامة للكشف عن الصورة الحقيقية للشارع، كما أن الهيئة تقوم باستضافة مراسلين للصحف الأجنبية وإجراء لقاءات تليفزيونية باعتبارها رسائل لطمأنة الأجانب.

ولفت ناصر حمدى إلى أن الوزارة استضافت فريقا صحفيا من روسيا مطلع الأسبوع الأول من سبتمبر الحالى، وأعد تقريرا إيجابيا عن منطقة البحر الأحمر.

وأكد أن وزارة السياحة مضطرة للتركيز على جزء معين بدلاً من انهيار القطاع بالكامل فى الوقت الحالى على الأقل.

ولفت إلى أن الهيئة كانت تبحث قبل ثورة 30 يونيو ربط المناطق السياحية بالصعيد بالمناطق الشاطئية، إلى جانب تشجيع شركة مصر للطيران على تنظيم خطوط طيران مباشرة لمنطقة الأقصر، بما يساعد على زيادة الطلب السياحى عليها.

وتستهدف محافظة الأقصر إنشاء خط للسكك الحديدية يربطها بمدينة الغردقة فى محافظة البحر الأحمر، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالى 3 مليارات دولار، وكانت قد تلقت عرضاً من إحدى الشركات الهندية لتنفيذه بنظام الشراكة مع القطاع الخاص.

وقال ناصر حمدى قطاع الاستثمار فى المحافظة إن خط السكك الحديدية الجديد يساعد على جذب ما لا يقل عن 3 ملايين سائح سنوياً.

وتعرضت منطقتا الأقصر وأسوان طوال العامين الماضيين لهزة ضخمة نظراً لتراجع مساهمة السياحة الثقافية مقارنة بالسياحة الشاطئية التى تستحوذ على نحو 80% من الإيرادات، وتراجعت نسبة السياحة الثقافية لدون الـ7% بعد الثورة مقارنة بـ23% فى عام 2010.

ويقول ناصر حمدى إن استمرار الحكومة فى تنفيذ خارطة الطريق التى أعلن عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، سيكون له تأثير إيجابى فى عودة القطاع السياحى المصرى خاصة من الأسواق الأوروبية، حيث ستشير تلك العملية إلى سعى الحكومة لتحقيق الديمقراطية، الأمر الذى سيساعد متخذى القرار الأوروبى على رفع الحظر عن السوق المحلية.

تحذيرات الدول الأوروبية مرتبطة بالاعتبارات السياسية وليس إجراء أمني

وأكد أن تحذيرات الدول الأوروبية لمواطنيها من السفر إلى مصر مرتبطة بدرجة كبيرة بالاعتبارات السياسية وليس إجراء أمنيا، مشيراً إلى أن أوروبا تسعى للضغط على الإدارة الحالية قائلاً: «موقف الدول الأوروبية فيه ضغوط على الجانب المصرى وضريبة الحرية لابد أن يدفعها».

وتعليقاً على تصريحات وزير السياحة هشام زعزوع بشأن عدم إجراء لقاءات مع السفيرة الأمريكية السابقة، قال ناصر حمدى إن الولايات المتحدة اتخذت موقفاً مسبقاً من الأحداث فى 30 يونيو من خلال التركيز على اتجاه واحد فقط ولم تنظر للمطالب الشعبية قائلاً «الأمريكان ليس لديهم الاستعداد لسماع وجهة نظرهم فى أحداث 30 يونيو فما الداعى لإجراء حوار معهم».

وبالرغم من الموقف الأمريكى الحالى، يؤكد رئيس هيئة تنشيط السياحة إن السوق الأمريكية مهمة لمصر حيث تستحوذ على حوالى 2.5% من إجمالى الوفود القادمة لمصر مشيراً إلى أن السائح الأمريكى يتميز بارتفاع إنفاقه مقارنة بالوفود الأخرى، ولكن تبقى السوق الأوروبية المستحوذة على النسبة الأكبر بنحو 78%.

ولفت ناصر حمدى إلى أن أعداد الوفود السياحية القادمة من دول أوروبا خلال الـ7 شهور الأولى من العام الحالى بلغت نحو 4.8 مليون سائح مقارنة بـ4.4 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضى.

وقال إن الدول العربية تستحوذ على 22% من إجمالى الوفود القادمة، لافتاً إلى وجود مخطط عام لتحسين تلك الأعداد من خلال استحداث برامج جديدة فور رفع حظر التجوال عن مصر خاصة أن السائح العربى يميل إلى الوجود فى القاهرة لاسيما السائح السعودى.

وعن إمكانية خلق أسواق بديلة للسوق الأوروبية، يقول: من الصعوبة التحرك فى الوقت الحالى لخلق أسواق بديلة عن دول أوروبا، خاصة أن الأسواق الجديدة فى حاجة إلى مناخ أكثر استقراراً بما يساعد على جذب أكبر عدد ممكن.

وأضاف: على سبيل المثال يستحيل جذب أعداد كبيرة من السوق اليابانية بعد إعلان الحكومة اليابانية عن تحذير السفر لمصر خاصة أن المواطنين هناك معروف عنهم الالتزام بتعليمات حكوماتهم، فى حين أن السائح الايطالى على سبيل المثال أكثر تحرراً من تلك القيود.

نأمل فى أن تقوم دول العالم بعدم إدراج منطقة البحر الأحمر ضمن تحذيرات السفر

وأعرب ناصر حمدى عن أمله فى أن تحذو دول العالم حذو كل من إنجلترا وروسيا اللتين لم تدرجا منطقة البحر الأحمر ضمن تحذيرات السفر.

وقال إن إحكام السيطرة الأمنية على الشارع سيساعد على إعادة القطاع بقوة مرة أخرى لافتاً إلى أن عددا كبيرا من الشركات قد أعلنت عن مراجعة موقفها فيما يتعلق بتجميد رحلاتها لمصر حال استقرار الشارع المحلى.

ويرى أن استعادة الحكومة قوتها ستساهم فى استعادة الحركة السياحية وتحقيق معدلات عام 2012 نفسها من خلال تحقيق موارد تصل إلى 11 مليار دولار من خلال جذب نحو 10 ملايين سائح، مشيراً إلى أن الوزارة كانت تستهدف الوصول بأعداد الوفود إلى 14 مليون سائح بنهاية العام الحالى.

وأوضح ناصر حمدى أن إجمالى الوفود السياحية التى زارت مصر خلال الفترة من يناير حتى يوليو 2013 بلغ 6.6 مليون سائح مقارنة بـ6.2 مليون سائح خلال الفترة نفسها من عام 2012 بزيادة قدرها 6.9%، مضيفاً أن الدول الأوروبية استحوذت وحدها على حوالى 4.8 مليون سائح، فيما ساهمت الدول العربية بما يعادل 1.2 مليون سائح.

وعن أعداد الليالى السياحية خلال الفترة من يناير حتى يوليو، قال رئيس هيئة التنشيط السياحى أنها بلغت نحو 71.9 مليون ليلة فى 2013 مقارنة بـ71.8 مليون ليلة فى 2012 أى بزيادة طفيفة لا تتجاوز الـ0.04%.

وقال إن نسب الزيادة فى إقامة الوفود الأوروبية تجاوزت الـ7% حيث بلغت نحو 50.9 مليون ليلة فى 7 شهور الأولى من العام مقارنة بـ47.6 مليون ليلة خلال الفترة نفسها من العام الماضى، فى حين نجد أن أعداد إقامة العرب انخفضت بنسبة تجاوزت الـ9.8% لتصل إلى 16.5 مليون ليلة مقابل 18.2 مليون ليلة خلال لفترة المقارنة نفسها.

خلال الـ7 شهور الأولى.. أعداد الوفود ترتفع عام 2013 مقارنة بـ2012

وذكر ناصر حمدى أنه على الرغم من الزيادة التى حققتها مصر خلال الـ7 شهور الأولى من عام 2013 مقارنة بـ2012، إلا أنها مازالت أقل من عام 2010 بنسبة 18.8% فيما يتعلق بأعداد الوفود، حيث بلغ نحو 8.2 مليون ليلة فى 2010 مقارنة بـ6.6 مليون ليلة فى 2013، مشيراً إلى أن غالبية التراجع كانت من الدول الأوروبية.

ولفت إلى أن أعداد الليالى السياحية فى الشهور السبعة الأولى من عام 2013 مازالت أقل بنحو 8.4% عن مثليتها فى 2010.

وأشار إلى أن الوزارة تبذل كل جهودها للحفاظ على الموسم الشتوى الذى بدأ التعاقد عليه بدءا من سبتمبر الحالى.

وفيما يتعلق بالاشتراطات التى تضعها الحكومة فيما يتعلق بالتأشيرات خاصة مع سوريا، قال ناصر حمدى إن المرحلة الحالية فرضت على الجهات المعنية اتخاذ قرارات للحفاظ على الأمن المصرى لحين استقرار الأوضاع، مؤكداً أن وزارة السياحة لا يمكنها الاعتراض رغم وجود علاقة إيجابية بين تسهيل إجراءات التأشيرات وأعداد الوفود القادمة.

ولفت حمدى إلى أن ما يقرب من 236.3 ألف سورى زاروا مصر خلال الفترة من يناير حتى يوليو 2013 لتحتل المركز الخامس من حيث أعلى الدول الوافدة لمصر بعد كل من روسيا 1.6 مليون سائح، وألمانيا 651.4 ألف سائح، وانجلترا 618.4 ألف سائح، وإيطاليا نحو 400 ألف سائح.

وقال إن هناك نحو 20 مليون سائح يتحركون فى الدول المطلة على منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكن نصيب مصر منها لا يزيد على 1.5%.