ناشرون: ننتظر معرضًا بلا بيع.. مليئًا بالجمهور المُشاهد والمتنزه!

فاطمة البودي: نراهن على تعلق القارئ بالكتاب محمد سامي: يجب عدم مشاركة سور الأزبكية بالمعرض عماد العادلي: يجب أن تدعم الدولة الكتاب لضبط الأسعار محمد الدمرداش: إذا غطينا التكاليف دون ربح فلسنا خاسرين   علي راشد  ينتظر الناشرون المصريون سوقهم الوحيدة والكبرى على مدار العام، والتي تتمثل في م

ناشرون: ننتظر معرضًا بلا بيع.. مليئًا بالجمهور المُشاهد والمتنزه!
جريدة المال

المال - خاص

10:48 م, الثلاثاء, 17 يناير 17

فاطمة البودي: نراهن على تعلق القارئ بالكتاب
محمد سامي: يجب عدم مشاركة سور الأزبكية بالمعرض
عماد العادلي: يجب أن تدعم الدولة الكتاب لضبط الأسعار
محمد الدمرداش: إذا غطينا التكاليف دون ربح فلسنا خاسرين

 
علي راشد 

ينتظر الناشرون المصريون سوقهم الوحيدة والكبرى على مدار العام، والتي تتمثل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بفارغ الصبر كل عام، إلا أنهم في هذه الدورة ينتظرونه بقلق وإحباط شديدين بعد زيادة سعر صرف الدولار الذي تسبَّب في زيادة سعر الورق والعديد من خامات الطباعة، مما يجعلهم يرفعون سعر الكتاب، وحاول بعض الناشرين تخطي هذه الأزمة بتقليل الإصدارات والنسخ وجودة الورق، لكنهم أيضًا سيقومون بتخفيض هامش الربح إذا أقبل القارئ على الكتاب، وقبل أيام قليلة على فتح أبواب المعرض المقرر إقامته في الفترة من 26 يناير الحالي إلى 10 فبراير المقبل، سألت “بوابة المال” بعض الناشرين عما ينتظرونه من معرض الكتاب في دورته الثامنة والأربعين.

من جهتها لفتت الناشرة فاطمة البودي، مدير دار “العين” للنشر والتوزيع، إلى أن الناشرين يراهنون على التعلق بالكتاب لدى القارئ، وهذا هو الأمل الوحيد في الإقبال على الشراء بالمعرض، فالكتاب سيرتفع سعره كما ارتفعت أسعار جميع السلع بمصر بعد قرار تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار.

وأشارت إلى أنها كناشرٍ لن تهدف إلى الربح المُبالَغ فيه، لكنها في الوقت نفسه لا تريد الخسارة، وكذلك أغلب الناشرين الذين سيقفون في صف القارئ، وستقدم دار العين خصم 50% على الإصدارات القديمة، والتي كان صدورها قبل زيادة أسعار الورق، بينما سيتراوح الخصم على الإصدارات الجديدة بين 20 و30%.

وأكدت فاطمة البودي أنها كبقية الناشرين حاولت التحايل على ارتفاع سعر الورق بتخفيض عدد نسخ الطبعة الواحدة التي انخفضت إلى النصف تقريبًا، وكذلك خفَّضت عدد العناوين والإصدارات، لكن الجميع لا بد أن يشارك في المعرض؛ لأنه تظاهرة اجتماعية وثقافية كبيرة.

ورأى الناشر محمد سامي، مدير دار “ليلى.. كيان كورب” للنشر والتوزيع أن الناشر من قبل كان يريد تغطية مصاريفه ويدخل هامشًا بسيطًا من الربح، إلا أن العام الحالي في ظل غلاء الأسعار لا مفر من الخسارة، ويتواجد الناشرون فقط من أجل التواجد، وليس لغرض تجاري، كما أنه لن يكون هناك إقبال كبير، وإن حدث الإقبال فسيكون للتنزه فقط دون شراء كتب أو شراؤها من سور الأزبكية، فالأسعار زادت حوالي 60% على سعر الكتاب، وبعد أن كان سعر الكتاب مثلًا يتراوح بين 30 و40 جنيهًا سيتراوح بين 60 و80 جنيهًا أو أكثر، والسبب في ذلك أن كل شيء زاد ثمنه، فرُزمة الورق كانت بـ200 جنيه أصبحت بـ400 جنيه، والمطبعة كانت تحصل على 60 أو70 جنيهًا مقابل طبع الرزمة، فأصبحت تحصل على 90 أو100 جنيه، وأصبح شراء الورق بالكاش بعد أن كان من قبل بالأجَل.

وطالب سامي بعدم مشاركة سور الأزبكية في المعرض، قائلًا: “هؤلاء لهم معرض دائم طوال السنة، فيعرضون 365 يومًا، ونحن ننتظر معرض الكتاب لنعرض 14 يومًا فقط، كما أنه لا توجد رقابة على الكتب المزوَّرة التي يبيعونها ويشتريها القارئ؛ لأن سعرها 30 جنيهًا، بينما الكتاب الأصلي يزيد على الـ50 جنيهًا، والقارئ لا يعرف زيادة سعر الورق وتكاليف الطباعة على الناشر والضرائب ونسبة المكتبات في التوزيع والنقل والشحن، وغير ذلك، بينما المزوِّر يلجأ لمطابع “بير السلم” بتكلفة قليلة جدًّا ويطبع لأكثر من دار نشر ليصل ربحه لمليون جنيه سنويًّا، بينما يخسر الناشر الأصلي بالآلاف.

وأضاف أن هناك عددًا من المشاكل في التنظيم بالمعرض، من بينها دخول وخروج الكتب المحدَّد بالساعة التاسعة صباحًا، وغالبًا ما يُقفل الباب قبل دخول الكتب، وينتظر الناشرون مصريين وعربًا وأجانب ساعاتٍ طويلة محاولين إدخال كتبهم، والموعد الآخر هو السابعة مساء، وحينها تكون الأجنحة قد تم إغلاقها، فمِن المهم أن يكون دخول الكتب طوال اليوم، كما يجب الاهتمام بنظافة المعرض، واللافتات الاسترشادية والدعاية للمعرض التي لم تصبح موجودة، كذلك اختفت تغطية التليفزيون المصري للمعرض، واختفت المواصلات الخاصة بالمعرض، والتي كانت موجودة من قبل في رمسيس والإسعاف.

بينما أكد عماد العادلي، المستشار الثقافي لمكتبات “أ”، أن الإقبال لن يكون ضعيفًا إلا أن جمهور المعرض سيكون متواجدًا للتنزه؛ لأن المعرض طقس سنوي ينتظره الكثير، ولكن سيكون هناك إحجامٌ عن الكتب، وربما يكون التوجه لسور الأزبكية والكتب المزيَّفة، ولا يتوقع أحد أن تكون هناك مبيعات، مثل الأعوام السابقة، وقد يشارك الناشرون فقط من أجل حفظ ماء الوجه، كما أن الكتاب بعد أن كان سلعة ترفيهية أصبح الآن غير موجود في قائمة السلع من الأساس في ظل مجتمع يعيش ظروفًا اقتصادية صعبة.

وأضاف العادلي أن الدولة ومؤسساتها هي القادرة على دعم صناعة الكتاب وإعادتها لتواجه السوق المزوَّرة، ويتم ضبط الأسعار، إلا أن هذا لم يحدث، أما الناشرون فليس عليهم سوى تقليل هامش الربح والاعتماد على الطبعات الشعبية، وهو ما يقلِّل التزوير، وعليهم أيضًا الاهتمام بنشر ما له قيمة فقط، والابتعاد عما لا قيمة له.

وأكد محمد الدمرداش، مدير دار “كلمات عربية” للنشر والتوزيع، أنهم متخوفون هذا العام من المعرض؛ بسبب زيادة الأسعار، خاصة أن الدار تعتمد على الترجمات وتتعامل مع الناشر الأجنبي بالدولار، بالإضافة إلى زيادة سعر الورق، ومن ثم سيرتفع متوسط سعر الكتاب من 50 جنيهًا إلى 80 جنيهًا.

وطالب الدمرداش بأهمية دعم الدولة وعدم فرض جمارك على الورق، خاصة بعد زيادة سعره إلى 20 ألف جنيه للطن، بعد أن كان بـ9 آلاف جنيه في العام الماضي، وكان من الممكن أن تحل أزمة الناشرين بتخفيض رسوم إيجار المعرض أو تكون مجانية.

وأشار إلى أن الأمر لا يتوقف على أسعار الطباعة فقط، فهناك تكاليف أخرى في المعرض، من بينها الاستاندات، والتي كان سعرها 2000 جنيه للاستاند الواحد، وطوله متر، والآن وصلت لـ8000 جنيه، ورغم أن لديه الاستاندات من قبل لكنها تكلفه طوال السنة أيضًا؛ لأنه يخزِّنها في مكانٍ يحتاج لإيجار شهري ويأخذ مساحة من الكتب، وهناك ناشرون سيضطرون لشرائها هذا العام.

وعن تخفيض جودة الورق أكد أن كل دار نشر تهتم بمستوى معين من الجودة، ولكن نقوم بذلك ونخفِّض الجودة، إلا أن ما تم من تنازلات في إطار الجودة حتى الآن هو آخِر ما تستطيعه دور النشر، منوهًا بأنه لو خرج من المعرض هذا العام مغطيًا تكاليفه دون ربح ولو بنسبة 1% فهو ليس بخسران.

جريدة المال

المال - خاص

10:48 م, الثلاثاء, 17 يناير 17