قالت شركة ميونخ ري العالمية لإعادة التأمين إن ظروف المناخ تؤثر على موسم الأعاصير في الجزء الغربي من شمال المحيط الهادي، ولكن مع التأثير المعاكس لذلك في شمال المحيط الأطلسي، فمن المرجح أن يؤيد النينا نشاطًا أكبر للأعاصير في عام 2023، وأضاف الباحثان أنجا رادلر وأندرياس لانج؛ المتخصصان بدراسة أنماط المناخ في شركة ميونخ ري العالمية لإعادة التأمين، أن الفترة من 1980 إلى 2021 قد شهدت 26 عاصفة محددة كل عام، كانت 16 منها أعاصيرًا و9 أعاصير كبرى.
ويعني النينا أو إل نينو، التذبذب الجنوبي (ENSO)، وهو تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادي الاستوائي الشرقي، مؤثرًا على المناخ في كثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتُعرف مرحلة زيادة درجة حرارة البحر بـ”إل نينو”، بينما تُعرف مرحلة التبريد بـ”لا نينا”، ويصحب “إل نينو” ضغط سطحي مرتفع للهواء في المحيط الهادي الغربي، بينما يأتي “لا نينا” مصحوبًا بضغط سطحي منخفض للهواء هناك، وتستمر كلتا الفترتين لأشهر، وعادة ما تحدثان كل عدة سنوات مع اختلاف شدة كل فترة.
وأشار الباحثان إلى أن الخسائر تتزامن دائمًا مع الأعاصير بانتظام في اليابان، وهناك أيضًا اتجاه متزايد للخسارة في الصين والهند، ويعد إعصار جيبي الأعلى خسارة في اليابان في 2018 و”هاجيبس” في 2019، مع خسائر تقدر بعشرات المليارات، وقد تأثر كلاهما بظروف النينا.
والجراف التالي يبيّن عدد الأعاصير الكبرى في شمال الأطلسي منذ 1950 حتى آخر 2022:
ولفت الباحثان في تحذير من أن العام الجاري يشتمل على إشارات مناخية متضاربة، سيكون لظاهرة النينا تأثير على الطقس القاسي في جميع أنحاء العالم، وقد تمنع الأعاصير، ولكن نظرًا لارتفاع درجات حرارة سطح البحر، فقد يحدث كل شيء على مستوى أعلى، بينما لا يزال من الممكن أن ينتج عن ذلك عواصف مدمرة في بيئة مثبطة، فضلًا على أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر تعد إحدى عواقب تغير المناخ.
والجراف التالي يبيّن عدد الأعاصير متوسطة الخسائر في شمال غرب المحيط الهادي منذ 1950 وحتى 2022:
وبيّنا أنه بعد سلسلة من السنوات مع الظروف السائدة التي تعزز تطور العواصف الاستوائية، أنهما يتوقعان أن يتوافق موسم الأعاصير لعام 2023 تقريبًا مع المتوسط طويل الأجل، ومع ذلك، لم يتضح بعد أي من التأثيرات المناخية المتناقضة ستكون لها اليد العليا، حيث ظاهرة النينا، التي تميل إلى منع تشكّل الأعاصير، ومن المتوقع أن تتطور بحلول أواخر الصيف، بينما درجات حرارة المياه في شمال الأطلسي مرتفعة بشكل غير عادي، ما يمثل عاملًا يمكن أن يغذي الأعاصير المدارية.