سجلت أعداد الاعتداءات العنصرية التي تعرض لها المسلمون في المملكة المتحدة زيادة كبيرة بلغت نسبتها 375%، وذلك في أعقاب سخرية رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون من السيدات المحجبات، وفقًا لما أوردته صحيفة “ميرور” الإنجليزية.
كان جونسون قد سخر في مقالة لها نشرتها صحيفة “تليجراف” الإنجليزية من ارتداء النساء المسلمات للحجاب، مشبها إياهن بـ”صناديق البريد”، وأيضًا بـ”لصوص البنوك”.
وهو ما أثار استياء بالغًا بين أعضاء الجالية الإسلامية الكبيرة في بريطانيا، معتبرين إياها تصريحات عنصرية ضد المسلمات.
وتعرض جونسون لانتقادات حادة بعدما وصف النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بأنهن “يشبهن صناديق البريد” (في إشارة إلى ترك فتحة صغيرة في البرقع للنظر يرى أنها تشبه فتحة صندوق البريد).
وذكرت “تيل ماما”، منظمة بريطانية معنية بمكافحة العنصرية أن هناك زيادة بنسبة 375% في أعداد الحوادث التي يتعرض لها المسلمون منذ الأسبوع التي أطلق فيها جونسون تلك التعليقات المستفزة، إلى الأسبوع الذي تلاها.
وفي أعقاب نشر مقالته الجدلية في “تليجراف” والتي أورد فيها تلك التشبيهات العنصرية للمسلمات، تلقت الشرطة البريطانيا ومعها “تيل ماما” بلاغات بوقوع 38 واقعة اعتداء بحق المسلمين.
واشتملت 22، من بين تلك الوقائع، على “سيدة مسلمة كانت ترتدي الحجاب،” بحسب المنظمة.
وأفادت المنظمة في بيان رسمي: ” خلال الفترة ما بين الخامس والـ 29 من أغسطس الجاري، تلقت (تيل ماما) بلاغات لحوادث وقعت في الشوارع، وكلها أشارت إلى اللغة المعادية التي تحدث بها بوريس جونسون في مقالته”.
كان وزير الخارجية البريطاني السابق قد ذكر في مقالته التش نُشرت في أغسطس من العام الماضي في معرض تعليقه على قرار حظر ارتداء النقاب والبرقع في الدنمارك أنه لا ينبغي حظر النساء اللاتي ترتدين البرقع، لكن “من دواعي السخرية أن تختار نساء أن تبدو كصناديق البريد” في إشارة منه إلى شكل البرقع.
كما عاد وشبه جونسون هؤلاء النساء أيضا بـ “لصوص بنوك”.
على صعيد متصل، أشارت ” تيل ماما ” إلى أنهم رصدوا 2963 واقعة كراهية ضد المسلمين في العام 2018، والتي شملت تقارير وبلاغات قُدمت إلى كل من المنظمة والشرطة.
وأفادت المنظمة بأنه كان ثمة انخفاض بنسبة 11% في البلاغات الخاصة بالحوادث المناهضة للمسلمين منذ العام 2017.