ميت دمسيس .. شباب يتبنون مبادرة لتيسير الزواج

سحر نصر   تبنت مجموعة من الشباب بقرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا، بمحافظة الدقهلية، مبادرة لتيسير تكاليف الزواج وعدم المغالاة في التجهيزات، من خلال تغيير بعض المفاهيم في عقول كثير من أهالي القرية، والقضاء علي العادات المتداولة التي صعّبت من الزواج وجعلته تحديا بين الأهالي. اشتهرت قرية ميت دمس

ميت دمسيس .. شباب يتبنون مبادرة لتيسير الزواج
جريدة المال

المال - خاص

6:20 م, الثلاثاء, 4 ديسمبر 18

سحر نصر
 
تبنت مجموعة من الشباب بقرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا، بمحافظة الدقهلية، مبادرة لتيسير تكاليف الزواج وعدم المغالاة في التجهيزات، من خلال تغيير بعض المفاهيم في عقول كثير من أهالي القرية، والقضاء علي العادات المتداولة التي صعّبت من الزواج وجعلته تحديا بين الأهالي.

اشتهرت قرية ميت دمسيس بالمغالاة في تكاليف الزواج والمهر والشبكة، ووصلت تكلفة الشبكة التي يقدمها الشاب لخطيبته لـ300 ألف جنيه، كما وصلت تجهيزات النيش والمطبخ لـ100 ألف جنيه، فضلا عن انتشار عُرف تجهيز العروسة بـ3 ثلاجات و3 غسلات متنوعة الأشكال والأحجام وأجهزة كهربائية.

غير أن الشباب ينفقون آلاف الجنيهات علي مراسم الزواج، أحيانا تصل تكلفة الفرح لـ150 ألف جنيه، بخلاف تكاليف الذبائح والعزائم وفرق الغناء، ويضطر غير المقتدر للاقتراض من البنوك، ويبدأ حياته بدين حتي لا يكون أقل من غيره، وأحيانا يصل الأمر لدخوله السجن لعدم مقدرته علي السداد فيما بعد.

كانت من أهم بنود مبادرة شباب ميت دمسيس أن تقتصر الشبكة علي خاتم ودبلة ومحبس فقط، وإلغاء ردّ الشبكة وعشاء العروسة والنيش، وإلغاء الدعوة للعزال ويقتصر علي أهل العروسين المقربين، الاكتفاء بشراء الأجهزة الكهربائية المهمة فقط وعدد واحد فقط من كل نوع، وعدم المغالاة في تكاليف شراء الستائر والنجف والسجاد.

ولاقت المبادرة تأييد معظم سكان القرية، وقال الشيخ فكري بدر، إمام مسجد بالقرية إنه يتعاطف مع الشباب ولا يجوز المغلاة في المهر والتكاليف، ولابد من تيسير الزواج خاصة في ظل ارتفاع الأسعار .

ومن جهته، قال القمص مكاري، كاهن دير ماري جرجس بالقرية: لابد أن تتكاتف الأهالي لتيسير الزواج علي كل أبناء القرية، ولابد أن ينفذها الجميع لما فيها من خير للجميع.
 
وفي نفس السياق، قال “أ.و” أحد شباب القرية إن “الدين أمرنا أن العريس هو من يتكلف بتجهيز مسكنه بكل شئ بما يتناسب مع قدراته المادية حتي لو بالقليل، وأنه سيفعل ذلك بل سوف يقتصر من تكاليف الزواج  ويعملوا عمره لتبدأ حياتهم بطاعة وبركة”.

وأضاف : لابد أن يبدأ كل فرد بنفسه حتي يكون قدوة لغيره، فتلك العادات الخاطئة عثرت الزواج كثيرا، وتعتبر أحد أسباب زيادة العنوسة في مصر بالنسية للبنات والشباب.

وقالت “س.ن” إحدى فتيات القرية إن الجهل من أهم أسباب انتشار تلك العادات، فبدلا من أن ينفق الأهالي تلك المبالغ في تكاليف الزواج وغالبا ما ينتهي بالفشل نتيجة غياب الوعي، يهتموا بتعليم أولادهم وبناتهم وتثقيفهم ليكونوا قادرين علي تكوين أسرة صالحة.

وأضافت أنها سوف تتخلي عن فكرة النيش في عزالها والأشياء الغير ضرورية وسوف تكتفي بالأساسيات ،واستغلال تلك المبالغ في استكمال دراستها العليا أو عمل مشروع خاص بها وزوجها .
 
وبدأت بعض الأهالي في تنفيذ تلك المبادرة  حيث قام أحمد  عبدالهادي ،مهندس ،برفض العزال بالطريقة الريفية  ولم يكثير من الأشياء غير الضرورية متخذ البساطة كمنهج في جميع التجهيزات.

تبنى الحملة وأيدها العديد من الرموز والقيادات بمحافظة الدقهلية ،علي رأسهم اللواء فوزى فتي عضو مجلس الشعب عن مركز أجا، واللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية الأسبق، وهو أحد أبناء القرية، والشيخ محمد سعد عضو هيئة الإفتاء بالأزهر الشريف، داعين الأهالي علي تنفيذ المبادرة والتكاتف والتيسير والتراحم بين اهالي القرية جميعاً.

لكن في المقابل، تمسك “ع.أ ” أحد أهالي القرية و”جميع أولاده ذكور” بشروط الزواج المعهودة بالقرية، معتبرا أنه “شئ طبيعي وليست مغالاة، ويوم في العمر ولازم نفرح ونفرح أولادنا، وكل فرد يجيب بما يتناسب مع قدراته المادية لكن مرفوض مبدأ التعميم علي الجميع”.

وفي ذات السياق، قالت “ف.ن” إحدي الأمهات: “جهزت بناتي بأغلي جهاز ودا المعتاد في القرية ومازلت حتي الآن أعطيهن فلوس، وهجهز باقي بناتى بنفس الطريقة”.

جريدة المال

المال - خاص

6:20 م, الثلاثاء, 4 ديسمبر 18