أعلنت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستجرام وثريدز و واتس آب، رسميًا عن إنهاء برنامج التحقق من الحقائق في الولايات المتحدة اعتبارًا من بعد غد.
جاء هذا الإعلان على لسان جويل كابلان، كبير مسئولي الشئون العالمية في الشركة، الذي أوضح أن شركته سوف تستبدل النظام الحالي بنموذج “ملاحظات المجتمع” الذي يعتمد على مشاركة المستخدمين في تقييم المحتوى وتوفير سياق له، وهو نظام مشابه لذلك المطبق في منصة “إكس”، مضيفًا أن الشركة لا تتوقع أن تكون هذه العملية مثالية من البداية، لكنها ستعمل على تحسينها تدريجيًا مع تطور النظام.
وتشمل التغييرات الجديدة إيقاف عمليات التحقق من الحقائق بشكل كامل، حيث لن تُجرى عمليات تحقق جديدة ولن يكون هناك مدققون معتمدون. كما ستلغي الشركة جميع العقوبات المفروضة على الحسابات بسبب المحتوى، بما في ذلك خفض الترتيب. وسيتمكن مستخدمو فيسبوك وإنستجرام وثريدز من إضافة تقييماتهم على المنشورات عبر نظام ملاحظات المجتمع الذي يركز على توفير سياق متعدد الآراء. ومن المقرر أن تُطبق هذه التغييرات أولًا في الولايات المتحدة، ثم يتم توسيعها لدول أخرى بعد تحسين الأداء.
ووصف متحدث باسم ميتا النظام الجديد بأنه “أقل تحيزًا وأكثر قابلية للتطوير”، مشيرًا إلى أنه يعتمد على تنوع وجهات النظر بدلاً من قرارات جهة واحدة. ومع ذلك، أقرت الشركة بأن النظام لا يزال في مرحلة الاختبار، حيث بدأ تجريبه في منتصف مارس الماضي، وسجل حتى الآن حوالي 200 ألف مساهم محتمل في الولايات المتحدة.
وأكدت “ميتا” أن آلية التقييم لن تعتمد على “حكم الأغلبية”، بل ستُنشر الملاحظات فقط إذا وافقت عليها فئات مختلفة من المستخدمين، وذلك لضمان توازن الآراء.
ويعود هذا التغيير إلى إعلان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، في يناير الماضي عن خطة لإعادة “التركيز على حرية التعبير” وتبسيط سياسات المحتوى، وقد ذكر زوكربيرج أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كانت أحد العوامل المؤثرة في هذا القرار، مشيرًا إلى تحول ثقافي نحو إعطاء الأولوية لحرية التعبير على المنصات الرقمية.
ويتوقع المستخدمون بدء ظهور ملاحظات المجتمع تدريجيًا على المنشورات، مع فتح باب التسجيل للمستخدمين الراغبين في المشاركة في التقييم. كما ستستمر الشركة في إجراء التعديلات على النظام بناءً على الملاحظات الأولية، وتأتي هذه الخطوة ضمن تحول أوسع في صناعة التواصل الاجتماعي، حيث تتجه المنصات الكبرى نحو نماذج أقل مركزية في إدارة المحتوى، مع زيادة الاعتماد على تفاعل المستخدمين.