تعمل شركة ميتا على تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي لمستخدمي الأعمال، من خلال تطوير تقنيات مبتكرة تهدف إلى تحسين الكفاءة والموثوقية في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
تسعى ميتا إلى تسجيل براءة اختراع لتقنية جديدة تعمل على “الربط بين الرقاقات باستخدام بنية اتصالات متعددة الطبقات”. هذه التكنولوجيا تمثل تطورًا في الأجهزة التي تُمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التعامل مع المهام المعقدة بشكل أكثر كفاءة وقابلية للتوسع.
وفي هذا السياق، أوضحت ميتا في ملف براءة الاختراع أن “الأعداد الكبيرة من وحدات المعالجة غالبًا ما تتصل في مهام حوسبة واسعة النطاق، ولكن غالبًا ما تكون طرق الاتصال غير متوافقة مع سرعة الشبكة المتزايدة أو تفتقر إلى الكفاءة بسبب بروتوكولات الاتصال المعقدة”.
تتمحور براءة الاختراع حول تقنية جديدة تضم حزم دوائر متكاملة تحتوي على شرائح ذكاء اصطناعي و”وحدة اتصال بين الرقاقات”، التي تدير تبادل البيانات بين حزم الرقاقات المختلفة. وتعتمد هذه العملية على بروتوكولات إيثرنت، التي توفر تبادل بيانات موثوقًا وعالي السرعة، ويتم تعزيز كفاءتها من خلال “هندسة الاتصالات الطبقية”، التي تقسم الاتصال إلى طبقات متعددة، مما يضمن عمليات نقل البيانات، سلامتها، وتسليمها النهائي بشكل أكثر تنظيمًا وكفاءة.
كما يستخدم النظام تقنية “التحكم في التدفق القائم على الائتمان”، التي تضمن تبادل البيانات فقط عندما تكون الأنظمة قادرة على استقبالها، مما يحسن موثوقية نقل البيانات ويضمن إعادة إرسال البيانات المفقودة أو التالفة أثناء عملية النقل بين الحزم.
تتمثل القيمة المضافة لهذه التكنولوجيا في تمكين أنظمة الذكاء الاصطناعي من التعامل مع المهام المعقدة والمكثفة بالبيانات بشكل أكثر فعالية، من خلال تحسين الاتصال بين وحدات معالجة الرسومات. هذا التحسين يمكن أن يدعم على نطاق واسع جهود ميتا في تطوير تقنيات مثل الواقع الاصطناعي وإنشاء نماذج لغة قوية مثل Llama، وفقًا لتصريحات توماس راندال، المدير الاستشاري في Info-Tech Research Group.
وأكد راندال أن “إحدى المشاكل التي قد تواجهها الشركات هي أن الشرائح الجديدة قد لا تتمكن من التواصل مع الشرائح القديمة، مما يعرقل تدفق البيانات. ومن خلال هذه التقنية، يمكن الحفاظ على الاتصال السلس للبيانات مع تضمين شرائح جديدة”.
وفي خطوة استراتيجية لتعزيز تركيزها على الذكاء الاصطناعي للأعمال، قامت ميتا بتوظيف كلارا شيه، الرئيس التنفيذي السابق للذكاء الاصطناعي في Salesforce، لقيادة الوحدة التجارية الجديدة التي تركز على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للشركات التي تستخدم تطبيقات ميتا للوصول إلى المستهلكين.
وقالت شيه في منشور على LinkedIn الأسبوع الماضي: “رؤيتنا هي جعل الذكاء الاصطناعي المتطور في متناول كل شركة، وتمكين الجميع من تحقيق النجاح وامتلاك مستقبلهم في عصر الذكاء الاصطناعي”.
وتُعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية ميتا لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال، بعد أن استثمرت بشكل كبير في بناء نماذج أساسية قوية لمنافسة الشركات الكبرى مثل OpenAI وGoogle وAnthropic. كما أضاف راندال: “الخطوة الطبيعية التالية هي تسويق هذه النماذج لزيادة العائدات”.