قرر نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر الساعات الماضية إسدال الستار على ظاهرة عرفت مؤخرًا بـ”مطربي المهرجانات” بعد النجاح الذي حققته أغنياتهم وتخطيها أرقام مشاهدات فاقت أغنيات كبار نجوم الغناء في مصر أمثال عمرو دياب، وإيهاب توفيق، ومحمد منير وغيرهم، وذلك بمنع مطربي المهرجانات من مزاولة مهنة الغناء والتنبيه على جميع المنشآت السياحية والفنادق بمصر بعدم السماح لهم بإحياء الحفلات الفنية الأيام القادمة، ولو حدث غير ذلك سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذه المنشأة فورا.
وجاء ذلك القرار الحاسم لنقيب الموسيقيين بعد الأزمة التي أثارها مطربو المهرجانات لأغنية بنت الجيران “عمر كمال وحسن شاكوش” بالغناء في حفل استاد القاهرة بعيد الحب الأغنية، وفيها كلمات خارجة مثل “واشرب خمور وحشيش” مما آثار استياء الشعب المصري من ذلك باعتبار عن هذا الحفل أذيع وشاهده ملايين الأشخاص بالوطن العربي، وذلك يضر بسمعة ومكانة مصر فنيا وثقافيا.
أيمن نور الدين: كان ينبغي تصويبهم وعدم منعهم بهذه الصورة
يرى الناقد الموسيقي أيمن نور الدين، أن قرار منع مطربي المهرجانات بهذه الصورة ليس سليما أبدا، خاصة أننا في عصر الإنترنت والسوشيال ميديا والتطور، ولا يمكن منع الأغنيات على يوتيوب بسهولة من الانتشار.
وأضاف أنه كان ينبغي أن يتم تصويبهم والحديث معهم بأنهم لا يغنون كلاما فيه إسفاف أو خروج عن اللياقة والأدب، بالإضافة كان يمكن أن يتم إعطاؤهم بعض الكورسات في الغناء لتقويمهم بدل منعهم.
وتابع نور الدين أن هذا القرار من هاني شاكر جاء انفعاليا وغاضبا، بسبب ما حدث في حفل استاد القاهرة منذ يومين، والأزمة التي ثأرت بسببه، واستياء الكثيرين مما شاهدوه على شاشة التلفزيون.
ونوه أيضا أنه يرى أن هذا القرار سيتم إعادة النظر فيه الأيام القادمة، بعد هدوء هذه الأزمة وحالة الغضب داخل نقابة المهن الموسيقية ونقيب الموسيقيين هاني شاكر.
ولفت إلى أنه يجب أن يعي نجوم الغناء في مصر أن أذواق الجمهور تغيرت تماما في الآونة الأخيرة، خاصة السنتين الأخيرتين، وأصبح يمل من الأغنيات التي تحكي وتسرد قصص الحب والمدرسة الشعرية التي كانت منتشرة في فترة التسعينيات ورسخها الفنان عمرو دياب كاهم رموز جيله من المطربين الشباب.
وأضاف أنه هو من تمرد على هذه المدرسة في ألبوماته السابقة بأغنيات “برج الحوت” و”يوم تلات” وغيرها لذلك يجب أن يفكر المطربون الآخرون من جيله بالعودة بأغنيات جديدة بمفردات مختلفة للجمهور حتى لا ينصرف الجمهور عنهم، ويتجه لسماع ألوان أخرى مثل “المهرجانات”، وذلك ما ظهر جليا في أغنية “ملطشة القلوب” بسبب مفرداتها الغريبة حققت نجاحا كبيرا.
طارق مرتضى: لن نسمح للمهرجانات بالغناء نهائيا والنقابة ستكون رقيبا على كل ما يقدم للجمهور
أما طارق مرتضى المسؤول الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية، قال إن هذا القرار تم اتخاذه في ساعات قليلة بعد حفلة استاد القاهرة، والأزمة التي تسبب فيها مطربو المهرجانات “عمر كمال وحسن شاكوش”.
ولفت إلى أنه لن يتم السماح أبدا لأي مطرب بتقديم كلمات خارجة في الأيام القادمة، لأن في ذلك تدميرًا للهوية والثقافة المصرية والأجيال الجديدة.
وأشار مرتضى إلى أن دور النقابة لن يقتصر على السماح بإعطاء تراخيص للغناء فقط، بل ستراقب أي شخص يقدم أغنية أو فن للجمهور ولو كان خارجا عن الأدب سيتم منعه فورا.
وأكد أنه لن يكون هناك ما يسمى فن المهرجانات نهائيا، ولن يسمح لهم بالغناء في أي مكان من الآن، مشيرا إلى أنه يتم التعاون مع جميع أجهزة الدولة لتنفيذ هذا القرار الأيام القادمة لمنع الأغنيات من الإنترنت أيضا من الانتشار مثلما حدث مؤخرًا، وتسببت في هبوط الذوق العام للجمهور.
محمد علي سليمان: تدهور الأغنية منذ سنوات سببا في انتشار المهرجانات
بينما قال الموسيقار محمد علي سليمان إن الأغنية الشبابية التي وجدت في بداية فترة التسعينيات واتجاه الجمهور لها، بعد أن كانت الأغنية كلاسيكية، ويتم سماعها من الجمهور دون تراقص من أحد أصبحت الأغنية خفيفة، ويطلق عليها أغنية شبابية، ويتم الرقص عليها أثناء سماعها.
وأضاف أن بسبب هذا التطور أصبحت المعايير مختلفة، وظهرت أصوات لا تصلح للغناء من الأساس وبرغم ذلك حققت نجاحا كبيرا لكن أدى ذلك لتدهور الذوق.
وتابع أن المهرجانات أصبحت امتدادًا لتدهور الأغنية السنين الماضية، مما أدى لظهور ما يعرف بظاهرة المهرجانات والأصوات الغريبة التي أصبحنا نسمعها في كل مكان، بالإضافة لعدم تطور المطربين على الساحة الفنية أدى أيضا لانصراف الجمهور عنهم واتجاهه لسماع فن آخر وأنماط أخرى.