خفض المحللون فى وكالات «وول ستريت» البحثية -ومنها «جوردون هاسكيت»- توقعاتهم لأرباح سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية للعامين الجارى والقادم، بسبب تفاقم تداعيات غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، والذى سيؤدى لخسائر مالية هائلة على الشركات الغربية الموجودة فى البلدين.
ويتوقع بنك «مورجان ستانلى» انخفاض سعر أسهم «ماكدونالدز» العالمية للوجبات السريعة بحوالى %8 هذا العام و%3 فى 2023، ليهبط إلى 10.62 ثم 9.25 دولار خلال هذين العامين على التوالى، بينما كانت وكالة« جوردون هاسكيت» لأبحاث الأسواق المالية فى نيويورك قد توقعت بعد غزو روسيا لأوكرانيا فى نهاية الشهر الماضى هبوطا بنسبة %5 العام الجارى و%3 فى 2023 لينزل سعر السهم إلى 10.66 ثم 9.75 دولار على التوالى.
وذكرت وكالة بلومبرج أن سلسلة ماكدونالدز الشهيرة كانت من أوائل المطاعم العالمية التى افتتحت فروعا لها فى موسكو بعد تفكك ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى فى بداية التسعينيات، ويعمل لدى الشركة الأمريكية فى روسيا أكثر من 62 ألف عامل فى نحو 847 مطعما فى روسيا و108 فى أوكرانيا، بإجمالى 955 فرعا فيهما، والتى أغلق معظمها حاليا بسبب الحرب المستمرة منذ حوالى 5 أسابيع، ومن المتوقع أن تظل مغلقة للعام القادم على الأقل.
وقال المحللون فى وكالة «جوردون هاسكيت» إن خسائر ماكدونالدز بسبب غزو روسيا لأوكرانيا تبلغ أكثر من 50 مليون دولار كل شهر، أو ما يقرب من 450 مليون دولار مع نهاية هذا العام، لاسيما أن فروع ماكدونالدز فى روسيا وأوكرانيا تتولد منها عادة أرباح تشغيل بحوالى 310 ملايين دولار فى السنة.
وتواجه شركة ماكدونالدز التى تتخذ من مدينة شيكاغو الأمريكية مقرا لها انهيارا فى قيمة أصولها فى روسيا إما بسبب تخفيض التقييم الائتمانى للأصول الروسية من جانب وكالات التصنيف العالمية أو بسبب بيع المطاعم المحلية بأسعار رخيصة لتفاقم العقوبات لغربية على روسيا أو نتيجة مصادرة حكومة موسكو للأصول الأمريكية بحسب المحللين فى بنك مورجان ستانلى.
ومع ذلك يرى المحللون فى بنك مورجان ستانلى أن أسهم ماكدونالدز مازالت جذابة -وخصوصا أن إيرادات التشغيل من فروعها على مستوى العالم تجاوزت 10.4 مليار دولار فى العام الثانى للوباء – بفضل قدرتها على الارتفاع وسط ظروف المنتجات الاستهلاكية التى تصعد باستمرار بسبب زيادة أسعار السلع والمواد الخام ولاسيما البترول والقمح نتيجة الحرب الروسية.
ولكن محللين آخرين يعتقدون أن سلسلة مطاعم ماكدونالدز ستتكبد خسائر أكثر لأنها معرضة لاستمرار إغلاق فروعها فى روسيا وأوكرانيا لأنها دخلت روسيا منذ عام 1990 وتملك %84 من إجمالى المطاعم فى روسيا وبذلك تتفوق على أى سلسلة مطاعم وجبات سريعة أخرى فى العالم ومنها ستارباكس وبيرجر كينج والتى تعمل مطاعمها من خلال مشغلين مستقلين أو اتفاقيات فرانشيز.
وتعد شركة يام براندز التى تملك KFC و بيتزا هات ثانى أكثر الشركات الأمريكية تعرضا للخسائر فى روسيا وأوكرانيا بعد ماكدونالدز حيث يبلغ إيراداتها من فروعها فى البلدين المتحاربين هناك حوالى %3 من إيرادات التشغيل على مستوى العالم أو ما يعادل حوالى 64 مليون دولار وفقا لحسابات المحللين فى وكالة جوردون هاسكيت على بيانات العام الماضى.
ومن الشركات الأمريكية الأخرى التى أغلقت فروعها فى روسيا وأوكرانيا بالإضافة لماكدونالدز التى تحقق %9 من إيراداتها و%2 من إجمالى مبيعاتها العالمية هناك – كوكاكولا العالمية للمشروبات الغازية التى تحقق %2 من إيرادات تشغيلها وتملك %20 من أعمال التعبئة والتوزيع وشقيقتها بيبسى كولا ،علاوة على فيزا وماستركارد للبطاقات الائتمانية ويونيليفر وشركة مستحضرات التجميل دوف ولوريال، أكبر شركة مستحضرات تجميل فى العالم ويونيكلو اليابانية للملابس.