اندلعت يوم (الأحد) موجة جديدة من المواجهات المسلحة بين مجموعات قبيلة بمنطقة (كرينك) بولاية غرب دارفور بغربي السودان.
ولم تصدر عن السلطات السودانية أى إحصائية رسمية عن ضحايا المواجهات التى اندلعت يوم الجمعة الماضية ، فيما تشير إحصائيات غير رسمية إلى مقتل 15 شخصا وسقوط عشرات الجرحى وحرق مئات المنازل.
وللمرة الثالثة خلال عامين، تتجدد الصراعات القبلية في منطقة (كرينك) الواقعة على بعد 80 كيلومتراً شرقي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
موجة جديدة من المواجهات المسلحة
وقال الأمين العام لحكومة ولاية غرب دارفور المكلف محمد زكريا في تصريح صحفى اليوم ” تجددت الاشتباكات بين مجموعات قبيلة مسلحة صباح اليوم في منطقة كرينك”.
وأضاف “أن منطقة كرينك شهدت صباح اليوم هجوما من كل الاتجاهات، والوضع داخل المنطقة صعب جدا”.
واندلعت الاشتباكات الجديدة بالمنطقة على خلفية مقتل اثنين من الرعاة يوم الجمعة الماضية بواسطة مجهولين، مما دفع ذويهم إلى التحشيد ومهاجمة المنطقة التي دخلها الجناة.
وأرسلت السلطات السودانية أمس (السبت) تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ومنحت أفراد القوات الأمنية تفويضا مكتوبا باستخدام القوة لحسم المواجهات ، فيما ارسلت القيادة العامة للجيش السوداني طائرات عسكرية لحسم النزاع.
وحملت تنسيقية لجان المقاومة بمنطقة (كرينك)، السلطات المحلية بولاية غرب دارفور مسؤولية الأحداث الأخيرة.
وقالت في بيان صحفى اليوم ” ما زالت هناك تجمعات وتحركات للميليشيات مما يشير إلى نوايا سيئة تجاه مجتمع كرينك، وأن هذه الانتهاكات والأحداث المتكررة تؤكد عدم جدية الحكومة وفشلها القيام بواجبها تجاه المواطنين”.
ودعت التنسيقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات بالتدخل العاجل والسريع لإنقاذ حياة المدنيين العزل من هجمات الميليشيات”.
ومن جانبها دعت هيئة محامي دارفور، كافة الأطراف لتغليب الحكمة والعمل على حقن الدماء والاحتكام إلى القانون لتجنب ما قد يحدث من فوضى مع انتشار السلاح في أيدى القبائل والميليشيات المسلحة.
نزوح جماعي
وقالت الهيئة الحقوقية ، فى بيان صحفى اليوم “إن أحداث كرينك قادت لنزوح ما يقارب من 20 ألف من أهالي المنطقة”.
وشدد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ، فى تدوينة على فيسبوك اليوم ، على ضرورة قيام القوات النظامية بمهامها في حفظ الأمن والاستقرار بدارفور.
وقال مناوي يجب أن تقوم هذه القوات بمهامها وفقا للقسم الذي أدوه .
وفي أكتوبر 2020، وقعت حركات مسلحة تحت ائتلاف الجبهة الثورية اتفاق سلام مع حكومة السودان، نص على نشر قوة قوامها 12 ألف جندي نصفهم من مقاتلي الحركات والنصف الآخر من القوات النظامية لحماية المدنيين في الإقليم، لكن هذا الأمر لم ينفذ.
ويشكل الصراع القبلى فى دارفور هاجسا يؤرق مضاجع سكان وحكومات الإقليم المضطرب.
وأدت عدة عوامل إلى تنامى ظاهرة الصراع القبلى فى دارفور وأهمها الاضطرابات الأمنية ومساهمة الحركات المسلحة فى حصول القبائل على السلاح بسهولة، وغياب سلطة الدولة فى مناطق بالاقليم.
ويعيش سكان دارفور في مجتمع يقوم على مؤسسة العشيرة والقبيلة، حيث تشكل محورا مهما في حياتهم وأن نمط النشاط الاقتصادي والاجتماعي وسبل كسب العيش السائد في دارفور يقوم أساسا على الرعي البدائي والزراعة المطرية التقليدية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.