نظمت مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية، معرضًا فنيًّا كبيرًا في قصر السلطانة ملك بشارع العروبة، في إطار ريادتها للفن المستدام بمصر والمنطقة، تضمَّن مجموعة من الأعمال الفنية المُعاد تدويرها للحفاظ على البيئة، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «الفن المستدام وتنمية الإنسان»، والتي تأتي، هذا العام، بعنوان “في عيونها”، وتتضمن عدة أنشطة وفعاليات فنية مختلفة تُعنى بالاستدامة، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وبرعاية عدد من الوزارات؛ على رأسها وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية، والبيئة، والثقافة، والتعاون الدولي، والتضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للمرأة، وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في مصر ومجموعة من المؤسسات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص.
وشهدت فعاليات افتتاح المعرض حضور كل من الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للشراكات الإستراتيجية والتميز والمبادرات، والسفير كريستيان برجر، رئيس الاتحاد الأوروبي في مصر، والفنانة التشكيلية راندا فؤاد، مؤسس ورئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية.
وفي بداية كلمتها، أشادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بالعمل المتميز الذي قدمه نحو 30 فنانًا وفنانة سخّروا أفكارهم وفنهم لإيصال هذه الرسالة الجوهرية بطريقة مبدعة،
قائلة: “نشهد، خلال هذا المعرض الاستثنائي، قدرة الأصالة والإبداع على دعم الدعوة لتعزيز الاستدامة. وفي ظل حرص مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية على التوسع بهذه المبادرة إلى مختلف المحافظات المصرية، يمكن للمعرض أن يقوم بدور حيوي في تعزيز جهود تمكين المرأة،
بالإضافة إلى تشجيع المزيد من الاتحاد والحوار بين أفراد المجتمع، حيث ترمز هذه الأعمال الفنية إلى التزامنا الجماعي بدعم الاستدامة، وتوفر طريقة بسيطة وفعالة للتفاعل مع الجمهور”.
وأكدت الدكتورة رانيا أنها على ثقة بأن هذا المعرض يحمل الإمكانيات لجذب المستثمرين إلى مجال الفن المستدام، وكذلك لتعزيز مكانة مصر العالمية كوجهة للابتكار الفني، وهو ما يمثل فرصة استثمارية بارزة تتماشى “رؤية مصر 2030″، والإستراتيجيات الوطنية لتمكين المرأة والتنمية المستدامة.
وأعربت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن سعادتها بالتواجد في المعرض الفني لمؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية.
وأكدت دور الفن التشكيلي في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة من خلال تعزيز الهوية الثقافية، فضلًا عن التمكين الاقتصادي للنساء، من خلال الاقتصاد الإبداعي الذي يوفر فرص عمل ومصادر دخل للنساء.
وأشارت القباج إلى دور الفن التشكيلي في التوعية بالقضايا الاجتماعية والبيئية وقضايا التنمية المستدامة عبر المعارض الفنية والمشاريع المجتمعية، وبما يسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتفاهم المتبادل، ويعزز مشاركة النساء اللاتي يؤثرن على الفن التشكيلي من خلال الابتكار والتجديد.
وأشادت القباج بما تشهده المرأة المصرية من دعم ومكانة رفيعة عبر العديد من المؤشرات في عدد من المجالات في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتمكين المرأة وتنميتها.
بدوره، أوضح السفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط للشراكات الإستراتيجية والتميز والمبادرات، أن الشراكات الاستراتيجية والتميز والمبادرة تُعَد ركائز أساسية لهذا المعرض الفني الفريد،
مؤكدًا: “تتشابك هذه العناصر بسلاسة لتعزيز الجهود نحو الاستدامة التي تُعَد قوة دافعة ضرورية لتحقيق التنمية. فمن خلال الأعمال الفنية الآسرة التي نُفّذت باستخدام مواد مُعاد تدويرها، نبرز التزامنا بالمشاريع الخضراء الذكية.
تأتي هذه المبادرة بمثابة هدية مصر للعالم، حيث تؤكد الإمكانات الإبداعية لشبابنا ونسائنا ورجالنا في تقديم حلول تسهم في معالجة التحديات المناخية العالمية، وفي سبيل ذلك نتّحد في شراكات إستراتيجية تشمل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لكي نمهد الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة. وتُعَد هذه الفعالية خير دليل على قدرتنا على التعلم من الماضي مع العمل على تمكين الأجيال القادمة”.
من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية راندا فؤاد، مؤسس ورئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية: «إنني فخورة بأن مؤسسة الفن التشكيلي أصبحت رائدة في مجال الاستدامة بالفن في مصر والمنطقة العربية والعالم، إن الفنون التشكيلية تحظى بحضور قوي في المشهد الثقافي بمصر، بما يتواكب مع الأحداث والقضايا الفنية الهامة في المجتمع، ولا سيما قضايا التغيرات المناخية.
ويتضمن المعرض الحالي عددًا من الأعمال الفنية المُعاد تدويرها لمجموعة من الفنانات التشكيليات الشابات سفراء الفن المستدام؛ من أجل إبراز رسالة أن الفن يمكن أن يسهم في حماية البيئة والحفاظ عليها، وذلك في إطار رؤية الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل رؤية مصر 2030″.
وقد شارك في المعرض حوالي 30 شابًّا وفتاة من سفراء الفن المستدام، والذين تم تدريبهم على الفن المستدام من خلال ورشة عمل استمرت 5 أيام بالمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مرتبطة بإعادة التدوير للحفاظ على البيئة،
وذلك في إطار خطة المؤسسة للتركيز على الاقتصاد الإبداعي، ودعم ريادة الأعمال وتأهيلهم لممارسة نشاط اقتصادي إبداعي يحقق أهداف التنمية المستدامة، تزامنًا مع رؤية مصر 2030.
ويسلط المعرض الضوء على رؤى الفنانات التشكيليات الشابات في قضايا التنمية المستدامة وتمكين المرأة، ويستحضر تركيبات فلسفية بأسلوب فريد تمزج بين عراقة الماضي ومعاصرة الحداثة؛ في محاولة جيدة للاستفادة من التراث والتاريخ المصري في صنع فن معاصر، مشكلًا مزيجًا متنوعًا من الخامات وأشكال الفنون المختلفة التي تتنوع بين الرسم الزيتي والفحم والكولاج، وتحفز تلك الأعمال الفنية الجمهور على التفكير في كيفية استمرار الماضي في تشكيل فهمنا للعالم الحديث.
وجاء اختيار قصر السلطانة ملك لإقامة المعرض حيث يعد أحد أهم القصور التاريخية وأجملها في مصر، بما يؤكد أهمية الدمج بين العراقة والحداثة في تحقيق الاستدامة والتميز،
وتم مؤخرًا ترميمه وافتتاحه كمركز للإبداع الرقمي وريادة الأعمال. وكان القصر معروفًا باسم صاحبه الأمير حسين كامل، ثم شاعت تسميته بقصر السلطانة ملك زوجته التي عاشت فيه، ويعد القصر من أوائل المباني التي شُيّدت في حي مصر الجديدة، حيث بدأت أعمال تشييده في صحراء هليوبوليس، شمال شرقي القاهرة بين عاميْ 1906 و1907.
جدير بالذكر أن مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية أطلقت المرحلة الأولى من ورش العمل التدريبية لمبادرة “الفن المستدام وتنمية الإنسان” بعنوان “بنك نوت”، في مايو العام الماضي، من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب،
وذلك بالتعاون مع المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، برعاية الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارات البيئة والثقافة، والمجلس القومي للمرأة، وبالشراكة مع الأمم المتحدة.