مهرجان شرم الشيخ لمسرح الشباب.. بداية صعبة لحدث مهم

مهرجان شرم الشيخ لمسرح الشباب.. بداية صعبة لحدث مهم

مهرجان شرم الشيخ لمسرح الشباب.. بداية صعبة لحدث مهم
جريدة المال

المال - خاص

11:42 ص, الخميس, 14 يناير 16

سلوى عثمان:

كالطفل الصغير الذى يجاهد من أجل أن يخطو خطواته الأولى، انطلقت الدورة الأولى لـ”مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب”، الخميس الماضى، والتى تختتم أعمالها، اليوم الخميس.
وحول تقييمهم للمهرجان وفاعلياته، اتفق عدد من المسرحيين العرب والمصريين على أهمية المهرجان، مع طرح بعض المطالب لتطوير أدائه فى دوراته المقبلة.
قال محمد مال الله، رئيس الوفد الإماراتى والملحن الموسيقى، إنه يعتبر هذا المهرجان من المهرجانات الدولية؛ وذلك بفضل مشاركة عروض مسرحية أوروبية من فرنسا وألمانيا وصربيا وغيرها من الدول الأخرى، ما أكسب المهرجان بُعدًا دوليًّا واضحًا. 
وتحدّث مال الله عن أهمية اختيار شرم الشيخ كمكان للمهرجان، كما أثنى على تحديد الفئة العمرية للمشاركين بالمهرجان ليكون مختصًّا بالشباب، ما يجعل المشاركة والتفاعل على المسرح أكبر، كما أن خبراتهم العمرية المتقاربة تتيح لهم الفرصة لتبادل الخبرات فيما بينهم. 
وكشف أن العرض المسرحى الموريتانى “اللعبة” كانت فكرته بالصدفة تتحدث عن الإرهاب، وهى نفس الهدف من إقامة المهرجان، موضحًا أن العرض يبعث رسالة تنذر بوجود الإرهاب بيننا جميعًا، ما يجعل مواجهته واجبًا على الجميع. 
أما الدكتور إياد سلامى، أستاذ الدراما بمعهد الفنون ببابل “العراق”، فاقترح أن يتم تحديد فئة جميع المشاركين بالمهرجان تحت سن 35 عامًا، معللًا ذلك بأن الاختلاف الكبير بين تراكم خبرات الفنانين يمكن أن يخلق فوارق كبيرة بين العروض، كما أن المهرجان بهذه الفكرة يكون قد وصل لتحقيق هويته المعلَنة كمهرجان للشباب.
وأضاف أن البدايات دائمًا ما تكون صعبة وبها عقبات، والمهم هو الصمود لخلق شىء إبداعى حقيقى وسط هذه الظروف التى تحيط بنا، كما أنها فرصة حقيقية لتلاقى الشباب من الوطن العربى أصحاب الهموم الواحدة، وللتفاعل مع ثقافات أخرى مغايرة للمسرح التقليدى. وشدّد سلامى على أن هذا المهرجان يعد فرصة لكسر إطار مسرح “العلبة الإيطالية” التقليدى، فجميع المسارح ذات فضاء مفتوح، مما جعل للمهرجان طابعًا وشكلًا خاصًّا به.
واعتبر أن المهرجان نقطة انطلاق لأفكار ما بعد أزمات المنطقة، وأن اختيار المكان ذكى جدًّا؛ للمزاوجة بين السياحة والمسرح، فكلاهما، من وجهة نظره، يُنجح الآخر. 
أما الدكتورة عايدة علام، أستاذ الديكور بكلية الآداب قسم المسرح بجامعة حلوان، والرئيس الأسبق للقسم، فأكدت أن هذا المهرجان يعلن للعالم أن المسرح من أَقدر القوى الناعمة على مواجهة الأزمات، وأضافت أن هذا المهرجان كان مجرد فكرة، لكنه من خلال القائمين عليه تَحوَّل إلى حقيقة فنية واقعية، وقدّم عروضًا مسرحية متنوعة ومختلفة الجنسيات والأفكار. 
وأضافت عايدة أن المهرجان يحتاج لبعض التطوير من ناحية اختيار أماكن العروض، وقدرته على استقطاب عروض مسرحية من بقية الدول العربية، مؤكدة أنه لا يجوز التعامل مع هذا المهرجان باعتباره مجرد مهرجان لتنشيط السياحة؛ فالمُتابع له سيجد العديد من العروض التى تستحق المشاهدة، كما أنه مهرجان مسرحى مكتمل الأركان، ولو انتقل من شرم الشيخ للقاهرة أو أى محافظة أخرى سيَلقى نفس الاهتمام والحفاوة.
أما المخرج الأردنى زيد خليل فتحدَّث عن أهمية إقامة مثل هذه المهرجانات التى تدعم وجود الشباب العربى على الساحة المسرحية، خاصة فى هذا التوقيت الذى تتزايد فيه صعوبة إنتاج الشباب لعروض مسرحية فى بعض الدول العربية بسبب الظروف غير المستقرة التى تمر بها المنطقة.
وأضاف أن اختيار شرم الشيخ كمقر للمهرجان كان من الاختيارات الموفَّقة، فالإرهاب أصبح أكثر آفات الوطن العربى استفحالًا، وهو ما يجعل من مشاركة 13 دولة عربية واجتماعهم فى مكان واحد، أقوى رد على الهجمات الموجَّهة لمصر، والتى يمكن أن تطول أى دولة عربية أخرى. 
وشدّد خليل على ضرورة استمرار المهرجان، حتى بعد عودة السياحة كما كانت؛ نظرًا لأن المسرح من الفنون القريبة من الجمهور والمحبَّبة له.
.. وهــفـوات حــداثــة التجربــة
يختتم، اليوم، مهرجان «شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب» فعالياته التى انطلقت يوم الجمعة الماضى، ورغم اتفاق الجميع على أهمية الهدف الذى أقيم من أجله، وهو تنشيط السياحة والتأكيد على أن شرم الشيخ لا تزال آمنة، وذلك من خلال توظيف المسرح كأحد أهم عناصر القوى الناعمة للبلاد، رغم اتفاق الجميع على هذا، فقد ترددت على ألسنة الحاضرين، على امتداد أيام المهرجان، العديد من الملاحظات المتعلقة بالتنظيم وظهور العديد من الهفوات المتعلقة بحداثة التجربة.
ففى يوم الافتتاح قامت إدارة المهرجان بالإعلان، دون إبداء أسباب، عن اسم الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت كواحدة من المكرَّمين بالمهرجان، وذلك رغم أن فاطمة لا علاقة لها بالمسرح ولا بالحركة المسرحية، كما أن اسمها لم يُذكر ضِمن المكرَّمين بالمؤتمر الصحفى للمهرجان الذى عُقد بالقاهرة قبل أيام من بداية الفاعليات، وهو ما أحدث لغطًا بين جمهور الحضور من نقادٍ ومسرحيين.
كما أن الفنان أشرف عبد الباقى، والذى أُعلن عن تكريمه بالمهرجان، لم يحضر حفل الافتتاح، وقد حضر إلى شرم الشيخ يوم إجازة «مسرح مصر»، وأقام بها ليلة واحدة تسلَّمَ خلالها دِرع التكريم.
وجاء تزامن فاعليات مهرجان “شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب” مع انطلاق “مهرجان المسرح العربى” الذى يُعقَد بالكويت، ليسبب حالة من الارتباك للحاضرين بالمهرجان هناك وفجوة بين حضور المسرحيين فى هذا المهرجان وذاك.
فحضر لشرم الشيخ خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، وفتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح، لكنهما سرعان ما غادرا إلى الكويت ولم يُكملا فاعليات المهرجان، ولم تحضر باقى قيادات وزارة الثقافة، ومنهم: الدكتور مصطفى سليم رئيس المركز القومى للمسرح، كما سافر العديد من المسرحيين من أساتذة المعهد والنقاد والفنانين إلى المهرجان العربى للمسرح، ما أضعف قوة مهرجان شرم الشيخ.
كما حدثت العديد من الخلافات حول تسكين الفِرق والوفود المختلفة، ووصل الأمر إلى حد نشر خبر صحفى يعلن عن انسحاب الوفد الإماراتى المشارك بالعرض المسرحى “اللعبة”، لكن مُخرج العرض قام، الأحد الماضى، بإلقاء كلمة قبل بداية عرضه ليؤكد أن دولته داعمة لحرب مصر ضد الإرهاب، معتبرًا وجودهم وعرضهم لمسرحيتهم أكبر رد على مثل تلك الشائعات.
كما واجه المهرجان أزمة استمرت أيامًا عديدة، لعدم وجود الإمكانيات اللازمة لإصدار النشرة اليومية للمهرجان، وفى النهاية قررت إدارة المهرجان إصدار النشرة على الصفحة الرسمية لها على الإنترنت، على أن يتم تجميع أعدادها فى كتاب واحد تُصدره وزارة الثقافة.
وفيما يتعلق بالمسارح كان من المقرر أن يتم تقديم العروض بثلاثة مسارح فى ثلاثة أماكن مختلفة، لتنتهى الحال بضم جميع العروض بأحد الفنادق فى شرم الشيخ، وعُرضت المسرحيات فى ثلاثة أماكن داخل الفندق، كلها عبارة عن خشبة مسرح مفتوح وكراسى للجمهور، ولم يتواجد أى مسرح مغلق (مسرح العلبة) الذى طالبت به بعض العروض، كالعرض السورى “هيستيريا”، ما اضطر مُخرجه لتغيير الكثير من الأمور بالعرض حتى يتواءم مع المسرح الموجود، وهكذا تم تقديم جميع العروض على مسارح مفتوحة وغير مُعَدّة كمسارح فى الأساس، مما جعل العروض تواجه العديد من المشاكل فى الصوت والإضاءة.

الممثل والكاتب السورى جهاد سعد: الإبداع لعنة .. والأوضاع الراهنة شديدة القسوة
■ ألجأ للاستحواذ على كل المعانى والشفرات التى ينتجها العرض المسرحى 
الإبداع لعنة، لو أصابت أى إنسان أصبح أسيرًا لها مدى الحياة، فمنا مَن يُصاب باللعنة فيصبح ممثلًا أو كاتبًا، أو يصير مخرجًا، لكن أحيانًا يجد الفنان نفسه بين أشكال متنوعة من الإبداع، وهذا الفنان لو صادف أن تحدثتَ معه ستجده مثقفًا حساسًا مفكرًا، وأحيانًا كثيرة لا تستطيع أن تضعه فى قالب إبداعى محدد. ذاك هو الكاتب والمخرج والممثل الفنان السورى الكبير جهاد سعد، الذى شارك فى مهرجان شرم الشيخ، والذى كانت له معنا هذه الوقفة.
بدأ سعد حديثه بالتعريف بمسيرته الفنية، وقال إنه ليس من عادته أن يتوقف عن ممارسة الفن؛ فقد قام بتأليف 15 مسرحية تم تقديمها على فترات متباعدة، ففى عام 2006 قدّم مسرحية “هجرة أنتيجون” من تأليفه وإخراجه، وشارك العرض فى 5 مهرجانات دولية وعربية، منها قرطاج والمهرجان التجريبى، كما قدّم العرض بإسبانيا.
وفى 2008 قدّم عرض «أوبرا كارمن» بأوبرا فيينا، وبدار الأوبرا فى سوريا، أما آخِر هذه العروض فهو «هيستيريا» المشارك ضمن فاعليات مهرجان «شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب»، والعرض كان مشروعًا لتخرج الفرقة الرابعة لمعهد الفنون المسرحية بدمشق، وتم عرضه من قبلُ ضمن فاعليات مهرجان مسرح الشباب العربى ببيروت.
وأضاف سعد أنه لا يستطيع الابتعاد عن المسرح، بل دائمًا ما يقوم بمهام على تُخومه، فحتى لو لم يقدم أعمالًا مسرحية من تأليفه أو إخراجه فإنه يقوم باستمرار بالتدريس فى المعهد، أو بتنظيم الورش الفنية فى التمثيل أو الإخراج، فهو دومًا على موعد مع المسرح.
وشدّد على أنه من المهتمين بالكَيف وليس الكم، فالإخراج لا يكتمل بمفرده، ولا الفكرة بمفردها تنتج عرضًا جيدًا، وإنما العمل على الفكرة وإخراجها بالصورة الصحيحة هو ما يهمُّ، وهذا يتطلب منه وقتًا كبيرًا فى التفكير، لذا فإنه لم يقدم إلا 15 عرضًا مسرحيًّا فقط خلال 25 عامًا.
وعن اتجاه سعد للتأليف والإخراج والتمثيل، وعن أقرب الأنواع الإبداعية له، قال سعد إن إجابة هذا السؤال صعبة؛ نظرًا لأن كل جزء من هذه الأنواع الإبداعية، له موقع خاص من القلب، أو بمعنى آخر فإنها تشكل جزءًا منه، فمثلًا من الممكن أن يجد فكرة تصلح لكتابتها داخل نص مسرحى، لذا يتحين الفرصة لكتابتها وإخراجها، ومن الممكن أن يقوم أيضًا بالتمثيل فيها بكل طاقته، معتبرًا أنه لا يمكن تعميم تجربته، فهى حالة خاصة به وحده، مشددًا على كونها تجربة مرهقة واستثنائية.
وأضاف سعد أنه يلجأ للتأليف والتمثيل والإخراج كنوع من محاولة الاستحواذ على كل المعانى والشفرات التى ينتجها العرض المسرحى، باستخدام كل الأدوات المتاحة، ويبحث دائمًا عن طرق ابتكارية جديدة، كما أن كل هذا يعتبر نوعًا من البوح الداخلى.
وأكد أن عرض «هيستيريا» الذى يشارك ضمن فاعليات المهرجان، هو انعكاس لِما يحدث فى سوريا الآن، ويبحث عن آثاره على مستوى الوعى، وخاصة ما يمكن أن يتكون لدى الجيل الجديد، كما يقوم العرض بمناقشة شكل العلاقات داخل المجتمع، ومدى ما لحق بها من تغيرات فى القيم والمبادئ، وأيضًا العواطف والمشاعر الإنسانية، والجملة الرئيسية التى يعتمدها هذا العرض هى: “لا شىء يبقى سوى الحب”، فطوال خمس سنوات ومن كثرة ما عانوه من الشقاء والقسوة فى سوريا جاء هذا العرض تجسيدًا حيًّا لإظهار ذلك التأثير وبشكل غير مباشر على الإنسان.
وعن مدى تأثير المسرح على حالة الصراع التى تعانى منها الشعوب العربية حاليًا، أكد سعد أنه يمكن للمسرح بالفعل أن يؤثر فى الجمهور لو أراد صناعة ذلك، لكن ما نعانيه الآن خطير جدًّا، فليست الكلمة هى التى ستغير ما أصابنا، ورغم يقينه أن الوضع أخطر من إبداعنا فإن على المبدعين أن يقولوا كلمتهم على المسرح؛ فرسالتهم هى ألّا يسكتوا، ويجب أن تستمر الحياة، وسيكون المسرح طريقهم للمقاومة.
ففن المسرح- أيًّا كان ما يقدمه- لن يستطيع أن يؤثر فى الأحداث الدامية، لكنه يمكن أن يؤثر فى وعى الناس، مذكِّرًا بجملة من مسرحية اسمها «ليالى الغضب»، قيل فيها: «أنتم يا من تأتون فيما بعد، قولوا لأبنائنا إننا استطعنا فى خضم هذا العصر أن نحيا بشرف».
وعن مهرجان “شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب”، قال سعد إن هذا المهرجان يمكن أن يزيد التفاعل واللقاء بين الأصدقاء والأفكار الجديدة، وتنفيذ بعض المشروعات المشتركة، كما أنه من الضرورى أن يستمر المهرجان لتنفيذ أهدافه الفنية، ولا يحيد عن هذه الأهداف وإلا سيسقط، كما أن فكرة إطلاق مهرجان مسرحى بشرم الشيخ تعتبر أحد الردود القوية على الإرهاب.
وفرّق سعد بين الإبداعات المختلفة من سينما ومسرح وتليفزيون، مشيرًا إلى أن تجربة الإبداع المسرحى فى حياته مختلفة تمامًا عن تجربة التمثيل فى التليفزيون والسينما، فالتمثيل له حالات مختلفة وتأثيرات نفسية مختلفة على الممثل، ففى كل عمل يمثل فيه يعتبر نفسه مجرد حامل لجزء صغير من المعنى الكلى للعمل، ولم يستطع أن يقول إنه يملك كل وسائل التعبير، أما المسرح فهو اختيار كامل له، يقدم ما يتراءى له فى كل عناصر العرض المسرحى، ورغم أنه لم يخُض تجربة التمثيل المسرحى منذ سنوات فإنه اعتبرها تجربته الخاصة، مشيرًا إلى أن التمثيل يأخذ منه الكثير من الجهد على المسرح، فهو يضطره لشحذ كل طاقاته الفنية والذهنية والعصبية، حتى إنه دخل المستشفى فى إحدى المرات بسبب ذلك، لذا اعتبر جيل الشباب هم الأقدر على تقديم ما يريده منهم؛ لما لديهم من طاقة.
وقال سعد إنه انتهى من كتابة عدة مسرحيات جديدة، منها “نزيف”، و”ميلاد سعيد”، لكنه لم يستطع تنفيذ هذه الأعمال؛ نظرًا لوجود هذه النصوص بمنزله فى سوريا، وبعد الأحداث الأخيرة ترك بيته ولم يستطع دخوله منذ 8 شهور.
وفى نهاية الحديث أكد سعد أنه اكتشف أن جميع كتاباته تسير فى فلك الحب والموت والحرية، كما أن هذه الأفكار تتجسد فى كل مرة  داخل كتاباته دون دراية منه. ويمكن القول إجمالًا إنه يحاول ترك أثر خاص فى حياته؛ فذاته تبحث عن الخلود، وأكثر الأمور قربًا من الخلود هى الكتابة.  
■ على المبدعين قول كلمتهم لأن رسالتهم فى عدم الصمت والدراما طريقهم للمقاومة
■ لدىَّ نصوص فى بيتى الذى لم أستطع دخوله منذ 8 أشهر
.. وضيوف المهرجان العرب يحتفون بـ«اللعبة وزنازين النور وحرير آدم»
سبعة أيام كاملة أضاءت فيها شرم الشيخ ثلاثة مسارح بأحد الفنادق لاستقبال مسرحيات من مصرية وعربية وأجنبية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان «شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب».. وتعتبر هذه الدورة هى الانطلاقة الأولى لهذا المهرجان، إذ تقرر أن يكون له دورة أخرى خلال هذا العام لو حقق النجاح المرجو منه.
وطوال هذه المدة تابعت الوفود عروض بعضهم البعض، كما حضر عدد من الضيوف والمسرحيين المصريين والعرب لمتابعة فعاليات المهرجان، وتباينت ردود الأفعال حول جودة العروض المقدمة وتقييمات هذه العروض.
فقد اختار المخرج الليبى نصار النصار العرض المسرحى الأردنى «حرير آدم» باعتباره من العروض التى أثرت فيه، وقال: إنه رغم اعتماد هذه المسرحية على تقنيات عالية غير متوفرة بالمهرجان؛ إلا أن الممثلات الأربعة استطعن تقديم حالة مسرحية رائعة، ونجحن بأدائهن الخارجى وانفعالاتهن الداخلية التغطية على غياب التقنيات. وأضاف أن هناك عروضا ظهر فيها أداء متناغم وإيقاع منضبط، منها: العرض الصربى «cabaretanti war» والإماراتى «اللعبة»، وشدد على أن العروض العربية متشابهة من خلال تناولها للهموم العامة للمنطقة، وجاءت العروض الأجنبية بلغة غير العربية لتقف اللغة عائقا أحيانًا أمام فهم العروض.
أما خالد الحرامى، الممثل العمانى، فقال إن العروض المسرحية فى المهرجان تراوحت بين الإمتاع والملل، فالعروض الأجنبية التى شاهدها، ومنها العرض الألمانى جاءت مملة وطويلة وغير مفهومة بسبب اللغة.
وأضاف أن العرض التونسى «زنانزين النور» من العروض التى لاقت نجاحا بين الحضور، فاستخدم فيها الممثلون موتيفات بسيطة وإضاءات متغيرة، كما استخدموا أشعار أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام ليقدموا حالة يعرفها جميع الحضور من الوفود العربية.
أما المخرج الإماراتى أحمد الشامسى فقال إنه لاحظ وجود تشابهات كثيرة بين العروض العربية وتأثرها بالثقافة المصرية، فهناك عروض وظفت أغنيات مصرية، وأخرى استقت من الأشعار المصرية، وثالثة أدخلت إفيهات مصرية على الحوار، وهو ما يؤكد قوة الوجود المصرى بالعروض العربية.
وأضاف أنه شاهد عروضا عربية كانت تميل للإطالة والتقليدية، ومنها العرض السعودى «بعيد عن السيطرة»، كما شاهد عروضا رغم مدتها الزمنية الطويلة إلا أنها كانت ممتعة مثل عرض «زنازين النور» التونسى.
وقال الكاتب التونسى حمدان حميدان بمشاهدته للعديد من العروض وجد أن لها هناك حدا أدنى للجودة متحقق فى هذه العروض، فهذه العروض تتسم بتماسك النص وممثلين جيدين، واختيار ديكورات غير مبالغ فيها، وهى شروط جعلت العروض تندرج تحت المستوى الفنى اللائق بالمهرجان.
وأكد حميدان أن المهرجان اهتم بالفعل بالشباب، فبرغم وجود مخرجين ومؤلفين كبار فى السن إلا أن الغالبية العظمى من المشاركين من الشباب، وهو ما خلق حالة إبداعية وتجانسًا بين جميع العروض المقدمة.
وشدد حميد على أن تقييم العروض من الناحية الفنية يمكن أن يكون غير منصف نظرًا لأن المهرجان ما يزال حديث العهد، إلا أنه أكد أن المنافسة كانت قوية، وأن هناك عروضًا استحقت المشاهدة رغم الإخفاقات البسيطة فى بعض العروض.

جريدة المال

المال - خاص

11:42 ص, الخميس, 14 يناير 16