ناقش مهرجان المسرح المصري واقع الفن المسرحي، فى مائدة مستديرة، في الجزء الثاني منها بعنوان “المهرجان القومي للمسرح المصري.. الواقع والمأمول”، ضمن سلسلة ندوات المحور الفكري للمهرجان الذي رفع شعار “المرأة المصرية والفنون الأدائية”. وشارك في الندوة نقاد وكُتاب وأساتذة متخصصون في علوم المسرح، بالإضافة لعدد من رؤساء ومديري المهرجانات المصرية، وأدار الجلسة الدكتور أحمد مجاهد، بحضور رئيس المهرجان؛ الفنان محمد رياض.
الدكتور محمد سمير الخطيب: أطالب بعمل المهرجان كمؤسسة لتمتد فعالياته طوال العام
وأكد الدكتور محمد سمير الخطيب، خلال كلمته، أهمية دور المهرجان كمؤسسة، وقال: بالنظر إلى المهرجان، فهو قدم حتى الآن 17 دورة، لذلك فهو الآن أشبه بمؤسسة، وليس فقط حالة كرنفالية، لذا يجب أن يدخل في صلب الصناعة المسرحية، ويُحسب للمهرجان أنه أصبح هدف المسرحيين، لذلك أطالب بأن يكون المهرجان حالة ممتدة ويدخل في صلب الصناعة، خاصة أننا أصبحنا لا نستطيع الوصول للجمهور، بل أصبح للنخب المسرحية، بسبب قلة وسائل الدعاية.
وأضاف الخطيب: أتمني أن يتم وضع لائحة تسمح بامتداد الورش وفعاليات المهرجان طول العام، وأعتقد أن في السياق المسرحي توجد خشبات جيدة يمكن الاستفادة بها لعمل فعاليات عدة، كما أطالب بعمل مجموعة بحثية واستبيان حتى يتم معرفة طبيعة الجمهور ودراسة متطلبات تطوير العملية المسرحية.
بكري عبد الحميد: هناك العديد من المعوقات المادية تواجه العملية المسرحية
وقال المسرحي بكري عبد الحميد، في كلمته: يؤسفني أن أقول إنه لا يوجد سوى مسرحين فقط يعملان في الصعيد من بني سويف لأسوان. ولعل أهم المشكلات التي تواجه الحركة المسرحية ما تصدّره لنا وزارة المالية، فهناك فنانون قرروا الابتعاد عن المسرح نتيجة فرض الضرائب، ومعوقات مادية أخرى، حتى جوائز المهرجان يتم عليها خصومات دمغة وكسب عمل، هذا بخلاف منع تخصيص ميزانية للدعاية، وأخيرًا أريد أن أشير إلى آلية تكريمات المهرجان، حيث نجد أن تسليط الضوء على صُناع المسرح الإقليمي في مصر، وزيادة عدد المكرمين لفناني الثقافة الجماهيرية.
عايدة علام: يجب التعريف بكُتاب وكتابات مؤسسي المسرح
وقالت الدكتورة عايدة علام: أنا من جيل كُتاب جذور المسرح المصري، وعلى المهرجان القومي للمسرح المصري أن يقدم لنا الكُتاب الذين أسسوا جذوره وملامحه، وتذكير الجيل الحالي بكُتاب المسرح، الذىن أصبحوا في المتحف،
مضيفة أننا ما زلنا نقدم كتابات شكسبير، وآخِرها التي قدمها المخرج عصام السيد عبر مسرحية (مش روميو وجوليت). وأكدت أن المهرجان القومي للمسرح المصري يجب أن يكون له ملامحه، بعيدًا عن المهرجان التجريبي.
وقال المخرج حمدي حسين إن المهرجان القومي للمسرح المصرى قدَّم لنا حالة مسرحية جيدة أتاحت لنا مشاهدة عروض قُدمت على مدار عام كامل. وأوضح أن هناك تناقضًا بين المسرحيين، سواء ما بين الحداثة والتقاليد، وأصبح هناك مشادات، وعلينا القيام بعمل لجان يكون دورها حل أزمة الرقابة التي تعرقل الإبداع المسرحي.
وأوضح حسين أن صندوق التنمية الثقافية من أعظم المشاريع التي تمت، ويجب تدعيمه ماليًّا، مضيفًا أن هناك 300 عرض مسرحي يتم عرضها في الأقاليم،
ويجب أن يكون الحضور بتذاكر لصالح الصندوق، وكذلك الحفلات التي يتم إقامتها في الساحل والجونة يفرض عليها نسبة 2%.
وطالب بأن تكون فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري من إقامة ورش بمقابل مادي، كما يجب عرض العروض الفائزة بالمهرجان القومي للمسرح المصري فى مسارح الأقاليم.
محمد الشافعي: على المجتمع المدني مسئولية في دعم فعاليات المهرجان
وقال الدكتور محمد الشافعي، أستاذ مسرح والمنسق العام لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: ليس هناك دعاية للمهرجان، ويجب أن تكون مدة المهرجان أكبر من ذلك،
كما يجب تغيير ميعاد المهرجان، والذى يتزامن مع اقتراب توقيت المهرجان التجريبي، وعلى المجتمع المدني مسئولية في دعم فعاليات المهرجان،
مؤكدًا أن مؤسسات المجتمع المدني يهمُّها وجود النجوم، وبعض النجوم يهربون من المسرح، حتى في حال تكريمهم، وعندما نطلب نجومًا توافق على التكريم والانضمام لفعاليات المهرجان، نجد نقدًا كبيرًا.
وقالت الكاتبة صفاء البيلي: “أنا سعيدة لتواجدي بهذه الجلسة”، لافتة إلى أن المسرح، بالنسبة لها، هو عمل ثقافي توعوي، ويجب ألا يكون مربحًا، ووزارة الثقافة يجب ألا تكون ربحية، وأُثمّن فرقة التجوال والمواجهة، والتي تنتج بعض العروض وتذهب لكل الأماكن،
ولديَّ مقترح؛ أن يصبح اسم المهرجان القومي للمسرح المصري، المهرجان الوطني للمسرح المصري، كما يجب أن يكون هناك رعاة للمهرجان. واستكملت “البيلي” قائلة: يجب دعم ميزانية نشرة المهرجان، ومنح النقاد والصحفيين أجورًا عن مقالاتهم.
وردّ الفنان محمد رياض على مداخلة الكاتبة صفاء البيلي قائلًا: إن المؤسسات المدنية ليست مؤمنة بالثقافة، مضيفًا أنه ذهب للكثير من الرعاة، وجميعهم رفضوا؛ لعدم وجود نجوم سينما بالمهرجان.
وقال الناقد أحمد خميس إن هناك غيابًا تامًّا للنظام، وكيفية تغيير السيستم ليتناسب مع التطور، متسائلًا: كيف يغيب المركز القومي للمسرح عن فعاليات المهرجان، وعدم التوثيق للفعاليات؛ وذلك لعدم التجديد لرئيس المركز، وهي مسألة شديد الخطورة.
وطالب بإعادة تدوير العروض الفائزة بالمهرجان، وعرضها بالمحافظات المختلفة، ويجب أن يكون هناك رعاة للمهرجان؛ لكون الدولة لا تدعم المهرجانات بالشكل الكبير والكافي، وذلك سواء بالمهرجان القومي للمسرح المصري، أم المهرجان التجريبي.
كما يجب أن يكون هناك مراقبون للعروض بالدول العربية، واستقطاب أفضل العروض للمهرجان التجريبي، كما يجب تحويل الورش التى تمّت إقامتها قبل المهرجان، وأن تصبح وِرشًا مستدامة طول العام، لتطوير للمسرح المصري، كما يجب أن تدعم الوزارة فكرة الخروج بالمسرح في الفضاءات المغايرة، وضرورة تقديم العروض المسرحية، في الأماكن الأثرية ودعم الآثار.